«مهلة التمديد» تنعش آمال وافدين بجني المزيد من الأموال

  • 7/25/2013
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أنعش تمديد مهلة تصحيح أوضاع العمال الأجانب غير النظاميين، الحياة «العشوائية»، بين العمال، وشجعهم على النزول إلى الشوارع مرة أخرى، للحاق بركاب الحصاد المالي قبل أن يلاقوا مصيرهم «المحتوم» المتمثل في الترحيل، وبخاصة من لا يملكون أوراقاً رسمية. واستوقفت «الحياة» 3 شبان فرقتهم الحدود الأفريقية، وجمعتهم السعودية، منذ ما يربو على 5 أشهر، ليقفوا في شكل يومي على امتداد شارع الملك سعود، الشهير باسم «تويوتا»، منذ أن وطئت أقدامهم المنطقة الشرقية، قادمين من مكة المكرمة، بعد أدائهم العمرة، كأي معتمر آخر، إلا أنهم قرروا البقاء في المملكة من دون الحصول على أية أوراق رسمية تؤكد نظامية وجودهم. عبد الصمد ومحمد من أثيوبيا، أما مولوي فهو من السودان، والجامع المشترك بينهم مهنة واحدة، قرروا أن يعملوا فيها بعد مشاورة بعض من يشاركونهم مخالفتهم في الإقامة، فهم يقومون بتلميع السيارات، وتركيب قطع اكسسوارات بسيطة، مستثمرين الشارع الشهير، واستقطابه المركبات وملاكها، وهو الذي يقع على جانبيه أشهر محال التزيين والتلميع. ويقطن هؤلاء الثلاثة، ومجموعة كبيرة من أبناء جلدتهم، غرفة صغيرة في أحد الأحياء العشوائية في قلب الدمام، تقلهم عصر كل يوم سيارة إلى مناطق محددة لهم مسبقاً، وهم لا يملكون في اختيارها «ناقة ولا جملاً». وقبيل انتصاف الليل تعود السيارة ذاتها من جديد لاصطحابهم إلى سكنهم، بعد أن يقدموا كشف حساب لرؤسائهم، الذين وفروا لهم هذا العمل، إضافة إلى «مأوى» يحميهم من ملاحقة الجهات الأمنية. ولا ينكر أحد منهم أنهم منذ قدومهم من بلدانهم، وحتى وصولهم إلى هنا يعملون وفق خطة مرسومة لهم، فهناك من يستقبلهم، ومن ينقلهم، ومن يتولى شؤون حمايتهم، لذلك هم لا يجدون حرجاً في تسميتهم بـ «مجموعات»، بدلاً من «عصابات»، والقول بأنها من تدير هذا العمل، وأن ما يجري ليس «عبثياً»، أو «اجتهاداً» من قبل أفراد. مولوي، كان أكثرهم قدرة على الحديث باللغة العربية. وكان يروي أنه «على رغم ما أحصل عليه من أموال، إلا أن مصيراً مجهولاً يطاردني كل يوم»، مضيفاً أن «حملات التشديد التي وقعت قبل فترة، جعلتني غير مستقر نفسياً ولا بدنياً، وعرضة للسجن في أي لحظة»، معتبراً أن فترة التمديد الأخيرة «أخرجنتا من جحورنا مرة أخرى، بعد أن فقدنا الأمل في جمع الأموال التي من أجلها قطعنا هذه المسافات الطويلة للوصول إلى هنا». والوصفة السحرية التي جعلت مولوي، يمارس عملاً غير نظامي هي «تمزيق الأوراق الثبوتية فور وصوله لأداء العمرة، وهذا تم بعد التنسيق مع بعض الأشخاص المقيمين في شكل رسمي، وهم من بعثوا لنا برسالة طمأنة، شجعتنا للقدوم، واتباع تعليماتهم»، مضيفاً «من الواضح أن نهاية العام الهجري هذا، ستكون آخر عهدنا بالمملكة، وذلك إذا ما استمرت الحملات بهذا الشدة التي وقعت قبل مدة». ولا تواجه العمالة الجوالة «ضغطاً» من الجهات الأمنية، بسبب مخالفتها، ولكن تواجه ضغوطاً أكبر من قبل أصحاب المحال الذين تشجعوا على تنفيرهم من العمل أمام محالهم، ومحاولة تهجيرهم من تلك المنطقة على حد قول صاحب أحد المحال. وأضاف علي: «السوق تعاني من حال ركود اقتصادي في شكل عام، وعلى رغم ذلك هناك تنافس بين التجار ومردود مالي جيد، ولله الحمد»، مضيفاً «لذلك المحافظة على مصدر رزقنا، ومنع تطفل هؤلاء بات ضرورة، وبخاصة أن الحملة تتطلب تكاتف وطني، من أجل طرد المخالفين».

مشاركة :