أحرزت حركة سحب الاستثمارات من قطاع الوقود الأحفوري، نجاحاً لا يمكن إغفاله، حيث أكد تقرير جديد، تجاوز قيمة الأموال التي تسيطر عليها الشركات والأفراد الذين تعهدوا بالتخلص من أصول الوقود الأحفوري، نحو 5 تريليونات دولار. ويشير التقرير، الذي أعدته مؤسسة أرابيلا أدفيزرس لشبكة دافيست إنفيست، إلى أن قيمة هذه الأموال التي تشكل الالتزام والتي تناهز في الوقت الحاضر نحو 5,2 تريليون دولار، قد تضاعفت منذ سبتمبر 2015، بمشاركة نحو 58 ألف فرد و688 مؤسسة موزعة على 76 دولة حول العالم. وجاء ذلك، بعد سنة تماماً من انعقاد اتفاقية باريس للمناخ، والتي حسبما جاء في التقرير، عززت الحوار الاقتصادي الذي يؤكد أن سحب الاستثمارات، أداة رئيسة لإنجاح أهداف الاتفاقية. وبالإشارة إلى انتخابات دونالد ترامب، يضيف التقرير: «أي تراجع في سياسة أميركا للمناخ، يزيد من أهمية سحب الاستثمارات كآلية تنظيمية ومالية، تسهم في تسريع تبني الطاقة النظيفة. كما يدفع أي غياب للسياسة الاتحادية للحد من الانبعاثات، المناصرون والمستثمرون لاستغلال أصولهم وأصواتهم للاستمرار في دفع قطاع الطاقة بهدف تجاوز الوقود الأحفوري». ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي يغادر المنظمة قريباً، بهذه النتائج موضحاً، عدم الشك في تبني الطاقة النظيفة في المستقبل، مؤكداً فوائدها والدور الرئيسي الذي من المنتظر أن يلعبه المستثمرون. ويقول ماي بوييف، الرئيس التنفيذي لمنظمة 350 دوت أورج العالمية للبيئة: «أصبح من الضروري في وجه تنامي التأثيرات المناخية وبعض الحكومات التي تقف ضد تنفيذ اتفاقيات المناخ مثل إدارة ترامب الجديدة، استعداد المؤسسات أكثر من أي وقت مضى، خاصة على المستويات المحلية، للتخلي عن الشركات العاملة في مجال الوقود الأحفوري». كما تدعم تهديدات بروز فقاعة الكربون في السنة الحالية، التي ربما تعتبر الأكثر ارتفاعاً في درجة الحرارة، تصاعد المناشدات التي تنادي بسحب الاستثمارات. وانضم المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي في نيويورك، للمدافعين الآخرين عن المناخ، في قطع علاقاتهم بالقطاعات التي تتسبب في التلوث. وتسعى هذه المؤسسات، لتحقيق الهدف الذي ينشد عالم ينعم بالاستدامة في نفس الوقت الذي يتم فيه استغلال الموارد بأقصى درجة ممكنة. ويتطلع المتحف، في أن تشجع هذه الخطوة، متاحف العلوم الأخرى لمساندة العلوم وقطع سبل التعاون مع القطاعات العاملة في مجال الوقود الأحفوري. نقلاً عن: «ريزيليانس دوت أورج»
مشاركة :