المسلمون مأمورون بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة

  • 12/31/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد فضيلة د. محمود عبد العزيز أن الإسلام دين رحمة وعدل، مشيراً إلى أن المسلمين مأمورون بدعوة غير المسلمين بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، لافتاً إلى قوله تبارك وتعالى: "وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ". وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع المانع بالوعب: إنه يجب على المسلمين أن يُمَكِّنوا أي كافر من سماع كلام الله، مشيراً إلى قوله عز وجل: (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ). رسالة الإسلام وأوضح أنه ينبغي أن يفرّق المسلمون بين أنواع الكفّار في المعاملة، فيسالمون من سالمهم ويحاربون من حاربهم ويُجاهدون من وقف عائقاً دون نشر رسالة الإسلام وتحكيمه في الأرض. ونوه بأن موقف المسلمين من غير المسلمين في مسألة الحب والبغض القلبي مبني على موقف هؤلاء من الله عز وجل فإن عبدوا الله لا يشركون به شيئاً أحبوهم، وإن أشركوا بالله وكفروا به وعبدوا معه غيره، أو عادوا دينه وكرهوا الحق، كرهوهم بالقلب وجوباً. وذكر خطيب جامع المانع أن البغض القلبي لا يعني الظلم بأي حال من الأحوال لأن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم فيما يجب عليه من الموقف تجاه أهل الكتاب (وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ۖ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ)، مع كونه مسلماً وهم على ملة اليهودية والنصرانية. تحريم الظلم ونبّه إلى أنه بمقتضى الشريعة الإسلامية فإنه لا يجوز لمسلم بحال من الأحوال أن يظلم غير المسلم المسالم فلا يعتدي عليه ولا يخيفه ولا يرهبه ولا يسرق ماله ولا يختلسه ولا يبخسه حقه ولا يجحد أمانته ولا يمنعه أجرته ويؤدي إليه ثمن البضاعة إذا اشتراها منه وربح المشاركة إذا شاركه. وقال: إنه في العقيدة الإسلامية أنه يجب على المسلم احترام العهد إذا عقده مع طرف غير مسلم فإذا وافق على شروطهم في إذن الدخول إلى بلدهم (الفيزا) وتعهّد بالالتزام بذلك فلا يجوز له أن يفسد فيها ولا أن يخون ولا أن يسرق ولا أن يقتل ولا أن يرتكب عملاً تخريباً وهكذا. العدوان على الآخرين وأضاف: يعتقد المسلمون أن غير المسلمين الذين يحاربونهم ويخرجونهم من ديارهم ويعينون على إخراجهم بأن دماء هؤلاء وأموالهم حلال للمسلمين. كما أنهم يعتقدون بأنه يجوز للمسلم أن يُحسن إلى غير المسلم المسالم سواء بالمساعدة المالية أو الإطعام عند الجوع أو القرض عند الحاجة أو الشفاعة في الأمور المباحة أو اللين في الكلام ورد التحيّة، وهكذا قال الله تعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) وأكد أنه لا يمانع المسلمون من التعاون مع غير المسلمين في إحقاق الحق وإبطال الباطل ونصرة المظلوم ورد الأخطار عن البشرية كالتعاون في محاربة التلوث وسلامة البيئة ومحاصرة الأمراض الوبائية ونحو ذلك. الدية والميراث وأشار إلى أن هناك فرقاً بين المسلم وغير المسلم في أحكام معيّنة مثل الدية والميراث والزواج والولاية في النكاح ودخول مكة وغيرها كما هو مبيّن في كتب الفقه الإسلامي وهذا مبني على أوامر الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ولا يمكن المساواة بين من آمن بالله وحده لا شريك له وبين من كفر بالله وحده وبين من كفر بالله وأشرك به وأعرض عن دينه الحق. وشدّد على أن المسلمين مأمورون بالدعوة إلى الله في جميع البلاد الإسلامية وغيرها ، وعليهم أن يقوموا بتبليغ دين الله الحق إلى العالمين وبناء المساجد في أنحاء العالم وإرسال الدعاة إلى الأمم غير المسلمة ومخاطبة عظمائها للدخول في دين الله.

مشاركة :