حذر الشيخ الدكتور خالد الغامدي إمام وخطيب المسجد الحرام من المنافقين الذين يتربصون بالمسلمين الدوائر، يبغونهم الفتنة ويسعون في تخذيلهم وكسر شوكتهم والرقص على جراحهم وآلامهم وتمزيق وحدتهم وتفريق كلمتهم وتخريب بلدانهم وحواضرهم الكبرى، كما يفعل الباطنيون "منافقو العصر"، ومن عاونهم في ذلك من أدعياء الخلافة الإسلامية زوراً وبهتاناً، الذين ينشرون الطائفية والنعرات الجاهلية، ويحرضون على حكام المسلمين، ويحاولون إسقاط ولاة أمرهم. وأكد في خطبة الجمعة في المسجد الحرام أمس، أنهم يفعلون بنا كما كان عليه المنافقون الأوائل، يظهرون الطاعة، فإذا برزوا من عند النبي عليه الصلاة والسلام بيت طائفة منهم، ودبروا الخروج عن طاعة النبي وعصيانه، ولذلك حاولوا مراراً قتله صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن الله عصمه منهم، وهم الذين أثاروا الفتنة على أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه، وحرضوا عليه ضوضاء الناس ودهماءهم، حتى قتل شهيداً صابراً محتسباً كما وصاه النبي صلى الله عليه وسلم. وأوضح أن الله تعالى قدّر على هذه الأمة المحمدية في هذه الأزمان المتأخرة أن يتكالب عليها الأعداء من كل حدب ينسلون، ويتنادوا على خيراتها ويتكاتفوا لتمزيقها وتعويقها وتأخير نهضتها، ومن رحمة الله أنه لم يترك الأمة بدون بيان وتحذير من هؤلاء الأعداء، وهتك أستار مكرهم وكيدهم. وقال "كان من بيان الله سبحانه أن أعداء الأمة على قسمين، هما كفار صرحاء ظاهرة عداوتهم وبَيِّن كيدهم، يعني ظاهرين بينين في عداوتهم، وهؤلاء الكفار الصرحاء لم تعان الأمةُ كثيراً من التعرف عليهم واتقاء شرهم لوضوحهم وظهورهم، وإنما عانت الأمة الأمرّين منذ عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وذاقت العلاقم والمرائر من النفاق وأهله الذين هم أعداء الأمة حقاً، المتلونون المخادعون، الطاعنون الأمة بخناجر مسمومة في دينها وعقيدتها ووحدتها واجتماع كلمتها، المتربصون بها مكراً وكيداً وإثارة للفتن والقلاقل". وأشار إلى أن النفاق الذي ذمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على نوعين، وهو في حقيقته وأصله يرجع إلى اختلاف حالة السر عن حالة العلانية وتغايرهما. وبين الدكتور خالد الغامدي أن النوع الثاني من النفاق الذي ذمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم هو النفاق الأصغر، نفاق العمل، وهو التخلق بشيء من أخلاق وأعمال المنافقين مع بقاء أصل الإسلام في القلب، وهو لا يخرج من الملة، لكن صاحبه على خطر عظيم وشفا هلكة لظهور علامات المنافقين عليه التي تدل على اختلاف حالة السر عن حالة العلانية. وأوضح أن من خطورة هذا النفاق الأصغر أنه سلم وجسر إلى النفاق الأكبر إذا استمر صاحبه على أخلاق المنافقين وأكثر من شعب النفاق ولم يدعها ويخشى عليه أن يسلب الإيمان عند الموت ويختم له بخاتمة سيئة، كما ثبت في الصحيح "أن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة ثم يختتم له عمله بعمل أهل النار"، وأن النفاق الأصغر دليل على ضعف الإيمان في القلب، وترى صاحبه في علاقته مع الناس "إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر، وإذا أؤتمن خان الأمانة وغش المسلمين"، وإذا عاملهم داهنهم وعاملهم بوجهين، وإن من شر الناس عند الله ذا الوجهين الذي يلقى هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه، وهذا دليل على اختلاف حالة سره عن حالة علانيته. وتحدث الشيخ صلاح البدير إمام وخطيب المسجد النبوي في المدينة المنورة في خطبة الجمعة أمس, عن حديث السن والمخاطر المحيطة به من دعاة الفتن. ونبه إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أن في الناس سباعا عادية وذئابا ضارية تنتظر غياب الولي الحامي وغفلة الأب الحاني، ومن ترك ولده يقطع وادي السباع ويلهو بين الوحوش الجياع فقد باعه وأضاعه، وجعله نهبا لشرار الخلق، وهدفا لمآربهم الخبيثة, ومن ترك أولاده يضربون في غمرة اللهو، ويتسكعون في مراتع الفتن، ويقتحمون غمار الناس، وينغمسون في زحمة الخلق وكثرتهم يصاحبون من شاءوا دون رقابة ويبيتون خارج البيوت دون تحفظ فقد عقهم وظلمهم. وبين البدير أن من أخطر انحرافات الحدث حين يصبحون ضحايا لخطب المرجفين وكتب الغلاة وأدوات التنظيمات السرية وجماعات التكفير الإرهابية والتيارات الحزبية والموجات الإلحادية والإباحية التي تزرع الأحقاد في قلوب الأحداث والشباب ضد الولاة والعلماء والبلاد والدين يعلون النيران بكسار العيدان. ودعا الشيخ صلاح البدير إمام وخطيب المسجد النبوي في المدينة المنورة الشباب إلى أخذ الحذر من هذه التنظيمات أن تجره وتخدعه، وأن يسلب من أهله ووطنه, حاثا الآباء على الحذر والعبرة، وأن يكونوا الرعاة الحفظة لأبنائهم وبناتهم.
مشاركة :