نبّه رجل الدين محمد علي موحدي كرماني المسؤولين الإيرانيين إلى وجوب «الاحتياط في التعامل مع الأعداء، وألا ينخدعوا بحيلهم ومكرهم». وذكّر في خطبة صلاة الجمعة أمس، بالاحتجاجات التي تلت انتخابات الرئاسة عام 2009، متحدثاً عن «إفشال فتنة كادت تأتي على الأخضر واليابس، لولا الوعي والإدراك اللذَين تمتّع بهما الشعب الإيراني وقيادته الحكيمة». ورأى أن «فتنة 2009 كانت خطرة جداً»، معتبراً أن «الفتن الداخلية أخطر بكثير من الحروب مع الدول الخارجية». وشدّد على «ضرورة قطع الآمال من أميركا»، لافتاً إلى «الإمكانات في الداخل الإيراني وأهمية التركيز عليها، لتنمية البلاد وتسوية المشكلات الاقتصادية». إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن «الإرهاب والتطرف نتيجة طبيعية لفشل الآليات الدولية الراهنة»، مؤكداً «ضرورة التصدي لأرضيات انتشارهما». وكتب في مجلة إيرانية تصدر باللغة الإنكليزية أن «الاحتواء، وبالتالي القضاء الحقيقي على التنظيمات المتطرفة الإرهابية، هو حاجة ملحة»، مستدركاً أن ذلك يشكّل «خطوة أولى وجزءاً من جهد أكبر». ولفت إلى أن «من الأسباب المؤدية إلى ظاهرة التطرف والإرهاب، تهميش المجتمعات الإسلامية في الغرب والإساءة إلى معتقداتهم ومقدساتهم، تحت عنوان حرية التعبير، ما يؤجّج مشاعر الغضب لديهم ويؤدي بفئة، ولو ضئيلة، للجوء إلى أساليب غير سلمية للاحتجاج على ذلك، بالعنف والإرهاب». وأشار ظريف إلى الغزو الأميركي لأفغانستان والعراق، قائلاً: «على رغم أن هاتين المغامرتين أدتا إلى دحر عدوَين لإيران، طالبان في أفغانستان ونظام البعث في العراق، ولكن لو نظرنا برؤية مستقبلية وفي إطار الأفق الإقليمي الواسع، علينا القول إن هذه التدخلات كانت عبارة عن قمار سياسي كارثي وباهظ الثمن، أدى إلى عدم استقرار وتهديد جميع اللاعبين الشرعيين في المنطقة». على صعيد آخر، أمرت محكمة استئناف في الأرجنتين بإعادة فتح تحقيق في اتهام الرئيسة السابقة كريستينا كيرشنر بالتستر على دور مزعوم لإيران في تفجير مركز يهودي في بوينوس آريس عام 1994، أوقع 85 قتيلاً ومئات الجرحى. وكان المدعي العام ألبرتو نيسمان اتهم في كانون الثاني (يناير) 2015، كيرشنر ووزير الخارجية هيكتور تيمرمان ومسؤولين حكوميين آخرين، بإبرام اتفاق سري مع طهران لإخفاء دور مسؤولين إيرانيين في التفجير، في إطار خطة لسدّ فجوة الطاقة في الأرجنتين، من خلال مبادلة حبوب أرجنتينية بنفط إيراني. وبعد 4 أيام، عُثر على نيسمان مقتولاً بطلقة في رأسه، وأسقط قاضٍ القضية لعدم كفاية الأدلة، فيما لم تحدد السلطات هل قُتل أو انتحر. لكن هذا الحكم أُلغي الخميس، ما قد يؤدي إلى محاكمة الرئيسة السابقة. ووَرَدَ في بيان أصدره «مركز المعلومات القضائية»: «لا تتيح الأدلة رفضاً تاماً لاحتمال ارتكاب أعمال غير مشروعة. يجب بحث الاتهامات قبل رفضها». وسخرت كيرشنر من اتهامها بالتستر على «تفجير وقع قبل 22 سنة»، وكتبت على موقع «تويتر» متهكّمةً: «الأمر الوحيد الذي لم يتّهموني به هو التسبّب في وفاة (الرئيس الأميركي الراحل جون) كينيدي» الذي اغتيل عام 1963.
مشاركة :