رغم شح المشاركات القادمة من منطقة الخليج العربي، إلا أن هذه الأصوات، لم تصمد في الموسمين الأول والثاني، فضلاً عن أنها لم تصل للحلقة النهائية من البرنامج. التصويت ليس بالضرورة السبب، فستّار الفائز من العراق، حصل على أكبر نسبة تصويت وهو ليس من أكبر بلد عربي. المشكلة تكمن في الثقافة الغنائية الغالبة والمتسيدة في ذهنية المطربين الشباب في الخليج، وهي الثقافة الشعبية "دون تطوير"، والتي لا تنتج مطرباً، يحاور بحنجرته المقامات الشرقية بل تنتج مؤدين شعبيين، تكون أقصى طموحاتهم المشاركة في برنامج "وناسة"، والحصول على لحن من توليفات وليد الشامي أو فايز السعيد. مثل هكذا أصوات شعبية، لا تنظر أبعد مما حولها؛ كيف ستصمد بجوار متسابقات ومتسابقين من أقطار عربية تشربوا فن الغناء العربي الكبير وتوارثوا ألحانه وكلماته، من سيد درويش إلى عبدالوهاب والسنباطي وأسمهان وأم كلثوم؛ في أغنياتٍ صُنعت لتعيد اكتشاف المدى الأبعد لحنجرة الإنسان المبدع؟ لذا على "المطربين" الخليجيين الشباب، أن يعيدوا التفكير في مسألة الفن نفسه، بعيداً عن إملاءات المنتج الغنائي الخليجي وذوقه المتحكم، حتى نتمكن من توليد فن جديد يعيد للفن احترامه ويمكن أن يكون لغة حوار مجاورة وموازية في هكذا مسابقات على ما يبدو لن يكون ل"المطرب الخليجي" فيها، إلا المشاركات الهامشية.
مشاركة :