قال الشاعر عبدالله آل نوري : تعست هذه الحياة فما يسعد فيها إلا الجهول ويرتع هي الدنيا في كل يوم ترينا من جديد الآلام ما هو أوجع هناك عبارة للمفكر مصطفى كمال تقول (لا حياة مع اليأس ولا ياس مع الحياة) ولهذا علينا أن نبدأ السنة الجديدة بشيء من التفاؤل والأمل بمستقبل أفضل حتى لو كان هذا الأمل عبارة عن بقعة ضوء في نهاية نفق مظلم امتثالا لقوله تعالى في سورة يوسف (ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) . إن الوضع في سوريا رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ لايبشر بالخير لأنه يشرف على تنفيذ هذا الاتفاق هي روسيا المحتلة للأراضي السورية وتركيا التي تتلون كالحرباء فهي تارة مع المعارضة السورية وتارة مع محور الشر الذي تقوده روسيا بالتحالف مع إيران التي باركت اتفاق وقف إطلاق النار فهو مجرد ذر الرماد في العيون وربما أخذ قسطا من الراحة حتى تبدأ جولة أخرى من إبادة الشعب السوري. أما العراق فهو أيضا ليس أحسن حالا من سوريا فهو بين مطرقة داعش وسندان نظام الولي الفقيه وأذنابه من الحشد الشعبي وحزب الله وبقية التنظيمات الإرهابية علاوة على الطبقة الفاسدة التي تحكم العراق فهم مجرد عصابة تستنزف خيرات وثروات العراق في الوقت الذي يموت الأبرياء من الشعب من الجوع والعطش وشدة البرودة في الوقت الذي تنهب إيران مليارات العراق لصرفها على مشروعها التوسعي وحروبها العبثية الطائفية لاستكمال الهلال الشيعي الذي يحيط بدول الخليج كما يحيط السوار بالمعصم تمهيدا لتنفيذ المخطط الجهنمي الصهيوني المجوسي بالسيطرة والهيمنة على دول الخليج وتحقيق الهدف النهائي بالسيطرة على الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة وهو الحلم الذي تسعى إيران وإسرائيل لتحقيقه. حرب اليمن التي دخلت عامها الثالث مرشحة للاشتعال والتصعيد أكثر من السابق خاصة بعد سقوط حلب فسوف يتفرغ الحرس الثوري الإيراني وحزب الله وبقية المرتزقة أذناب إيران للتدخل بشكل أوسع في حرب اليمن ودعم الحوثيين لتمكينهم من السيطرة على اليمن وتهديد السعودية وبقية دول مجلس التعاون التي ستجد نفسها في موقف لا تحسد عليه خاصة بعد المواقف السلبية المكشوفة لكل من مصر وتركيا وسياسة النفاق التي يمارسها النظام المصري والتركي . إن على دول مجلس التعاون بعد الخطوة الشجاعة والحكيمة لسلطنة عمان بالانضمام إلى التحالف الإسلامي الذي تقوده المملكة العربية السعودية أن تستعد للأسوأ في سنة 2017 وتوحد مواقفها السياسية والاقتصادية والعسكرية وتكون على قلب رجل واحد حتى لو تأخر إعلان الاتحاد الخليجي تكون هناك قيادة موحدة لجيش خليجي مزود بالأسلحة المتطورة حتى يتمكن من الدفاع عن دول الخليج ويحافظ على أمنها واستقرارها . هناك تحسن ملحوظ في أسعار النفط حيث من المتوقع أن ترتفع الأسعار لتصل إلى 60 دولار للبرميل في الأشهر القليلة القادمة بعد الاتفاق بين دول منظمة الأوبك والدول الأخرى المنتجة للنفط مما سوف ينعكس إيجابا على ميزانيات دول مجلس التعاون ويغطي العجز الذي تعاني منه ويدفع عجلة التنمية للدوران من جديد وتنفيذ المشاريع الكبرى المتعثرة وتحسن المستوى المعيشي لشعوب دول مجلس التعاون فالقادم بإذن الله أجمل لو صدقت النوايا وصفت القلوب. إن دول مجلس التعاون تقع عليها مسؤولية أخلاقية وإنسانية في دعم وإغاثة اللاجئين والنازحين في اليمن وسوريا والعراق التي تحولت حياتهم إلى جحيم لايطاق خاصة في فصل الشتاء حيث البرد القارس والثلوج لأن الدول الأخرى مثل مصر وتركيا وإيران وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والاتحاد الأوروبي لا تقدم أي مساعدات إنسانية فهي لها أجندات خاصة لاعلاقة لها بالجانب الإنساني فهي تفكر في مصالحها فقط . ختاما نتمنى أن تشهد السنة الجديدة نهاية سعيدة للحروب في اليمن والعراق وسوريا وأن تتوصل الأطراف المتحاربة إلى حلول سياسية للقضايا الساخنة التي يدفع ثمنها الشعوب المغلوبة على أمرها والأطفال والنساء والشيوخ في الدول التي تشهد الحروب العبثية وأن تنعم دول المنطقة بالسلام والأمن والاستقرار وهي أمنيات نأمل أن تتحقق والبديل هو الفوضى الشاملة وحرب مدمرة لاتبقي ولا تذر فهل يكتفي محور الشر والدول الكبرى بالدمار وأنهار الدماء التي سالت ولا زالت في دول المنطقة أم إن النار سوف تحرق المزيد من الدول والبشر وتكون كجهنم تقول هل من مزيد ؟!! . أحمد بودستور
مشاركة :