مؤشر البناء الذكي.. وسيلة متطورة للحفاظ على البيئة

  • 1/1/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق:سومية سعد البناء الذكي يعد أحدث الوسائل المتطورة للحفاظ على البيئة، ويأتي ترجمة لمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، للمحافظة على الموارد الطبيعية والبيئية، وخلق بيئة صحية آمنة للمجتمع، وفقاً لأعلى المعايير العالمية. ويأتي هذا المؤشر الذي بدأ تنفيذه في دبي تأكيداً لاهتمام إمارة دبي ببيئتها، ولإسعاد قاطنيها وتعزيزاً لدورها التنافسي عالمياً في شتى المجالات، ووفقاً لاستراتيجيات حكومة دبي، حيث يعمل تطبيقه على تعزيز الريادة والقيادة التنافسية لدبي، وخلق فرص استثمارية وأسواق جديدة تعزز من اقتصادات الإمارة. ويؤكد عدد من المهندسين الاستشاريين أنه يضع معايير جديدة قياسية في تصاميم المباني، تدعم الاتجاه إلى استخدام أساليب البناء الحديثة، ليكون الناتج أكثر جودة مما يصنع من قبل الآخرين، وبتكلفة أقل؛ حيث تنخفض حاجة شركات الإنشاءات والبناء إلى حد كبير لاستيراد العمالة غير الذكية التي تكلف الكثير. يقول المهندس الاستشاري ربيع أحمد أن المباني التي تم بناؤها منذ عام ‬2008 تراعي المعايير البيئية، وتم تحويل نحو ‬1500 بناية قديمة إلى بنايات تراعي المعايير البيئية خلال العام الجاري، مشيراً إلى أن المستقبل سيكون قائماً على الطباعة ثلاثية الأبعاد وستدخل هذه التكنولوجيا في جميع تفاصيل حياتنا، ابتداء من البيوت التي نسكنها والشوارع التي نسير عليها والسيارات التي نقودها والملابس التي نلبسها وانتهاء بالطعام الذي نتناوله. ثورة حقيقية في التعليم ويوضح المهندس الاستشاري أحمد أبو عجيلة، أن مؤشر البناء الذكي الموحد يعطي مؤشراً إضافياً لطبيعة المرحلة الجديدة التي تعيشها البلاد، وقوامها الانطلاق إلى فضاء المستقبل الرحب، نستوعب معطياته المنتظرة بقدرات مادية وبشرية يؤسس لها جيداً، باستخدام التكنولوجيا الذكية، والتجديد والابتكار والاختراع، وعبر ثورة حقيقية في التعليم، تكون مخرجاتها مشاريع علماء في أي تخصص كانوا، لديهم من المعارف العلمية ما يمكن الاعتماد عليها في استيعاب كل جديد. ويقول المهندس هشام يحيى إن المراحل المقبلة من التحديات تفرضها مواجهة متطلبات المستقبل، عبر قاعدة الانطلاق الصلبة الحالية التي ستؤهل لمزيد من النجاحات المبهرة، في انتصاراتها الإعجازية على الصحراء وتحويلها في عقود قليلة إلى دولة عصرية أبسط ما يقال عنها إنها جنة على الأرض، بل وفي عصريتها وتطويعها للتكنولوجيا في خدمة الإنسان. معايير جديدة قياسية أما المهندس سعيد محمد آل علي فيشير إلى أنه يضع أيضاً معايير جديدة قياسية في تصاميم المباني، تدعم الاتجاه إلى استخدام أساليب البناء الحديثة، كالبناء بالطباعة ثلاثية الأبعاد، واستخدام الهياكل الحديدية والأعمدة والجدران الجاهزة التي يتم إعدادها وتصنيعها في مصانع وطنية نأمن فيها جودة المنتج وعدم تعرضه للغش أو تغيير المواصفات والخواص، ليكون الناتج أكثر جودة مما يصنع من قبل الآخرين، وبتكلفة أقل حيث تنخفض حاجة شركات الإنشاءات والبناء إلى حد كبير لاستيراد العمالة غير الذكية التي تكلف الكثير، وتسهم هذه التقنيات في تسريع عملية البناء ورفع مستويات الإنتاجية؛ وذلك بترشيد الحاجة للعمالة محدودة المهارة في موقع البناء، كما ستزيد من الأعمار الافتراضية للمباني، حيث إن المكونات مسبقة الصنع يتم تصنيعها في بيئة مثالية وبأساليب متطورة وباستخدام أجهزة حديثة بمواصفات قياسية عالية الجودة تسهل مراقبتها والتأكد من جودتها. خدمات أكثر ذكاء وأشمل ويقول المقاول محمد علي الزيودي إن الالتزام بالمؤشر سيقلل الإشكالات والمخاطر التي كانت تنجم عن البناء التقليدي، بالاستفادة من تقنيات البناء الحديثة، ولو ضمن الحدود الدنيا بما يوفر الكثير من جهود بلديات الدولة في معالجة النتائج السلبية للانتقال إلى خدمات أكثر ذكاء وأشمل، وأقل تكلفة وخطراً، وتشمل فوائد تطبيق المؤشر تقليص تكلفة المشاريع والأطر الزمنية لإنجازها ونسبة الأخطاء البشرية فيها، علاوة على خفض النفايات والتلوث في مواقــــــع الإنشاء، إضافة إلى إيجاد طلب على منتجات المصانع الوطنية في قطاع تقنيات البناء الحديــثة والاستثمار فيها واستحداث فرص توطــــــين نوعــية للمــــــــواطنين في القطاع، وتبنيها لمعاييـــر البيئة النظيفــــــة وترشيد استهلاك الطاقــــــة فـي صناعة البناء والإنــشاء من خلال مرجعية هندسية موحدة لتصميم وتنفيذ وصيانة المباني. بيئة عمرانية مستدامة وأشار المهندس الاستشاري علي عز الدين إلى الدور المهم فبزيادة معدلات الإنتاجية في قطاع البناء والتشييد، وإرساء بيئة عمرانية مستدامة ينعم سكانها بأعلى درجات الأمان والصحة والسلامة. إن تطوير مؤشر البناء الذكي إحدى المبادرات المبتكرة التي تستهدف معالجة خلل التركيبة السكانية بتقليل الحاجة للعمالة الأجنبية محدودة المهارة في قطاع الإنشاءات. كما يعمل على دعم توجه الدولة نحو اقتصاد المعرفة، ورفع مستوى أداء شركات القطاع ويشجعها على تبني أحدث التقنيات ويرفع مستويات تنافسيتها وكفاءتها. الأحدث والأكثر تطوراً ومن جانبها تقول المهندسة ليالي الملا مديرة إدارة المباني في بلدية دبي، إن دبي بدأت في تنفيذ مؤشر البناء الذكي الموحد الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في إطار الجهود الرامية للارتقاء بمستوى مباني دبي والتحسين والتطوير المستمر لها بما يتوافق مع الأهداف الاستراتيجية. وأشارت إلى أن التطبيق سيبدأ تدريجياً وأننا نسعى لأن نكون الأحدث والأكثر تطوراً في أساليب البناء، وفي المرحلة الأولى سيكون على المشاريع التي تتجاوز مساحة البناء فيها 2000 متر مربع، وبما يحقق الاستفادة المشتركة لرفع معدلات الإنتاجية في قطاع الإنشاءات، ودعم رفع مستويات الإنتاجية في قطاع الإنشاءات، وكذلك دعم لجنة تقييم ومتابعة مؤشر كفاءة التصميم وقالت: إن إطلاق المؤشر الجديد في الإمارات، يأتي ضمن مبادرات البرنامج الوطني، لتحسين الإنتاجية في المجلس الاتحادي للتركيبة السكانية، تنفيذاً لتوجيهات سموه بتسريع تحقيق مستهدفات الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021. ويهدف المؤشر إلى وضع معايير قياسية في تصاميم المباني تشجع على استخدام أساليب البناء الحديثة كالبناء بالطباعة ثلاثية الأبعاد واستخدام الهياكل الحديدية والأعمدة والجدران مسبقة الصب، والتجهيزات التي تعتمد على التصنيع المسبق في مصانع وطنية حديثة ومن ثم التركيب في موقع البناء بأقل عدد من العمالة وبمستوى جودة مرتفع، وتسهم هذه التقنيات في تسريع عملية البناء ورفع مستويات الإنتاجية بترشيد الحاجة للعمالة محدودة المهارة في موقع البناء، كما ستزيد من الأعمار الافتراضية للمباني. إحصائيات شهد النصف الأول من عام 2016 زيادة مساحات بناء بنسبة 12% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، حيث بلغت مساحات البناء الجديدة والإضافات 84.7 مليون قدم مربعة، منها 68 مليون قدم مربعة للمباني والمشاريع الجديدة، وحوالي 17 مليون قدم لإضافة المباني أو الطوابق على مشاريع قائمة. وأكثر من 6700 شركة مقاولات مسجلة وتعمل بإمارة دبي، و731 مكتب استشارات هندسية. لوتاه: دبي من أبرز المدن الذكية والمستدامة المهندس حسين ناصر لوتاه، مدير عام بلدية دبي يؤكد أن دبي أصبحت من أبرز المدن الذكية والمستدامة على مستوى العالم، ويقول إن ذلك يتم من خلال تطبيق المعايير والأنظمة الحديثة، الأمر الذي يسير في اتجاه النظرة الطموحة للإمارة المتماشي مع اهتمام العالم في الوقت الحاضر بالحفاظ على البيئة، التي باتت أحد أهم التوجهات العلمية والفلسفية والتطبيقية التي تتجه نحوها معظم الدراسات والبحوث الحديثة. ويضيف: إن التعاون مع المجلس الاتحادي للتركيبة السكانية للمساهمة في تنفيذ المبادرات والأنشطة التشغيلية بما يحقق التكاملية والشمولية في تحقيق رؤية الإمارات 2021، يأتي في إطار الجهود الرامية للارتقاء بمستوى مباني دبي والتحسين والتطوير المستمر لها بما يتوافق مع الأهداف الاستراتيجية، وبما يحقق الاستفادة المشتركة لرفع معدلات الإنتاجية في قطاع الإنشاءات.

مشاركة :