وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على قرار يدعم اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا الذي تم بوساطة روسيا وتركيا، فيما طالبت فصائل من الجيش السوري الحر، أمس، روسيا بتحمل مسؤوليتها كضامن لحلفائها في سوريا، وذلك عقب استمرار الانتهاكات لوقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ منتصف ليل الخميس بموجب اتفاق روسي تركي، وأكدت أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع عليه لم يستثنِ أي منطقة أو فصيل ثوري في سوريا، مشيرة إلى اختلافات جوهرية بين نسخة الاتفاق التي وقعت عليها المعارضة السورية المسلحة وبين النسخة التي وقع عليها النظام السوري، وأمهلت المعارضة روسيا حتى التاسعة من مساء (السبت) بتوقيت مكة المكرمة لوقف انتهاكات النظام لاتفاق وقف إطلاق النار، فيما سجل اليوم الثاني من الهدنة خروقاً في عدد من المناطق السورية، حيث هاجم النظام السوري والميليشيات الموالية له وادي بردى في ريف دمشق، حيث استبق الهجوم تصويت مجلس الأمن الدولي على الهدنة الشاملة في سوريا. وقالت المعارضة، في بيان، نؤكد أن استمرار النظام في خروقه وقصفه ومحاولات اقتحامه للمناطق التي تقع تحت سيطرة الفصائل الثورية يجعل الاتفاق لاغياً، وحذرت من مجزرة يحضر لها النظام وحزب الله في منطقة وادي بردى. وشددت على أن استمرار الانتهاكات سيؤدي إلى إنهاء الاتفاق فوراً، داعية الطرف الروسي الذي وقع الاتفاقية كضامن للنظام وحلفائه أن يتحمل مسؤولياته. وكانت الفصائل قد دعت مجلس الأمن إلى التمهل في تبني اتفاق وقف إطلاق النار حتى تلتزم روسيا بتعهداتها وتحقق التزامها بضبط النظام وحلفائه. وأكد بيان الفصائل السورية على التزامها الكامل بوقف إطلاق النار وفق هدنة شاملة لا تستثني أي منطقة أو فصيل يوجد ضمن مناطق المعارضة. وقالت فصائل المعارضة، في بيانها، إن الحكومة والمعارضة وقعتا فيما يبدو على نسختين مختلفتين من اتفاق وقف إطلاق النار، إحداهما حذفت منها عدة نقاط رئيسية وجوهرية غير قابلة للتفاوض، إلا أنها لم تذكر ما هي هذه النقاط. وقال المتحدث باسم جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) حسام الشافعي إنهم لم يحضروا ولم يوقعوا ولم يفوضوا أحداً في الاتفاقية التي أعلنت. وسجل اليوم الثاني لوقف سريان الهدنة بسوريا خروقاً متفرقة قامت بها قوات النظام والميليشيات الداعمة لها بريف دمشق وحلب ودرعا، وكان أبرزها هجوم واسع شنه النظام على وادي بردى بريف دمشق بدعم من حزب الله اللبناني، كما شن النظام هجوما على مناطق المعارضة السورية المسلحة بحي المنشية بمدينة درعا. وفي ريف دمشق جدد النظام وحزب الله هجومهما لليوم الثاني على منطقة وادي بردى التي تبعد مسافة 15 كيلومتراً شمال غرب دمشق. وكانت مصادر قد قالت في وقت سابق إن معارك نشبت بين مقاتلي المعارضة وميليشيا حزب الله بعد أن شنت الأخيرة هجوماً برياً من محور قرية الحسينية. وأضافت أن مروحيات تابعة للنظام ألقت براميل متفجرة على قريتي بسيمة وعين الفيجة بوادي بردى، وذلك على الرغم من سريان وقف إطلاق النار. ووجهت قوات النظام إنذاراً لأهالي قرية بسيمة لإخلاء القرية وإجبار المعارضة على تسليم المنطقة بالكامل، بما فيها نبع عين الفيجة، وهي المصدر الرئيسي لتزويد دمشق بمياه الشرب. وطالبت هيئات مدنية في وادي بردى المنظمات الإنسانية والدولية بالتدخل لوقف الهجمة الكبيرة التي يشنها النظام والميليشيات الداعمة له رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. وفي درعا جنوبي البلاد، قتل مسلح من المعارضة في هجوم لقوات النظام على حي المنشية بالمدينة، وأضاف أن مسلحي المعارضة صدوا هجوم النظام، وترافق الهجوم مع قصف مدفعي كثيف من جانب قوات النظام استهدف الأحياء السكنية في مناطق سيطرة المعارضة بدرعا البلد. وقصف النظام بالمدفعية منطقة كفر حمرة بريف حلب الشمالي ومنطقة أبو رويل ومنطقة مجاورة لها في ريف حلب الجنوبي. ونقل مراسل وكالة الصحافة الفرنسية بإدلب استمرار الهدوء في المنطقة مع توقف الغارات الجوية المكثفة التي سجلت خلال الأسابيع الأخيرة التي سبقت الهدنة وحصدت مئات الضحايا، وأشار إلى توجه الطلاب إلى مدارسهم بشكل كثيف السبت في اليوم الأخير من 2016. ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ارتكاب قوات النظام والميليشيات الإيرانية ما لا يقل عن 28 خرقاً لاتفاق الهدنة أول أمس الجمعة، وهو أول أيام سريان الاتفاق. في غضون ذلك، قال وزير الدفاع التركي فكري إيشي إنه لم يقع حتى الآن خرق يمكن أن يخرب اتفاق وقف إطلاق النار بسوريا، غير أنه أضاف نعلم أن بعض البلدان تقوم بأعمال خلف الستار من شأنها التسبب في انهيار الاتفاق. وتأمل موسكو وأنقرة أن يمهد وقف اطلاق النار لمفاوضات سلام الشهر المقبل في أستانا، عاصمة كازاخستان، وأوضحتا أن هذه المحادثات لن تكون بديلا عن جنيف.وكانت روسيا قد عدلت نص المشروع بطلب من عدد من الدول الاعضاء في المجلس، غير أن دبلوماسيين شككوا بإمكان التصويت عليه كما ترغب موسكو. وبعدما كان النص الأساسي لا يتطرق إلى مفاوضات جنيف، تمت إضافة إشارة إلى أن محادثات أستانا تشكل جزءاً هاماً من العملية السياسية التي يديرها السوريون وتيسرها الأمم المتحدة. واعتبر المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا ثمرة للعلاقات التركية - الروسية الجيدة والمتطورة. ورحبت الممثلة العليا للسياسة الأمنية والخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني باتفاق وقف اطلاق النار بين المعارضة والنظام في سوريا، وذكرت أن ما يهم أولاً وقبل كل شيء هو تنفيذ الاتفاق بالكامل من قبل جميع أطراف النزاع.(وكالات)
مشاركة :