رخصت هيئة تنمية المجتمع في دبي، أول مركز صحي غير ربحي، وسيبدأ إنشاؤه خلال أيام، ضمن مرافق النادي الباكستاني، ليقدم خدمات علاجية مجانية لكل أفراد المجتمع، وتبلغ كلفة الإنشاء 12 مليون درهم، وفر منها النادي 5.5 ملايين درهم، وذلك بعدما قسّم الكلفة إلى حصص من الطابوق (اللبنة)، قيمة كل منها 1000 درهم، لإتاحة الفرصة للمتبرعين من الأفراد أو المؤسسات الإسهام في هذا العمل الخيري، ومن المقرر انتهاء الأعمال الإنشائية خلال 18 شهراً. شروط أكدت هيئة تنمية المجتمع في دبي، أنها «تشترط قبل الموافقة على ترخيص نادي اجتماعي، أن يقوم مؤسسوه بوضع نظام يشتمل على مجموعة من البيانات، تتضمن اسم النادي ومقره، وأنشطته والغرض من إنشائه، واسم الجهة أو الأعضاء المؤسسين، وجنسياتهم ومهنهم ومحال إقاماتهم، إضافة إلى معلومات حول شروط العضوية، وإجراءاتها، وحقوق الأعضاء وواجباتهم». وقال المدير التنفيذي لقطاع التراخيص والرقابة في الهيئة، الدكتور عمر المثنى، لـ«الإمارات اليوم»، إن «فكرة إنشاء المركز جاءت ثمرة سنوات من التعاون المشترك بين الهيئة ومؤسسات المجتمع الأهلي وقطاع العمل الخاص، من خلال لقاءات منصة المنشآت الأهلية للابتكار المجتمعي، التي تنظمها الهيئة، بهدف دراسة وبحث المشروعات والمبادرات المجتمعية ذات النفع العام، التي كان من أبرزها برنامج (اكرم العامل)، الذي أطلقته الهيئة في عام 2012». وأضاف أن «إنشاء المركز يأتي نتاج جهود أفراد الجالية الباكستانية، وتحديداً مجموعة من الأطباء الناشطين في النادي، الذين كانوا يدعمون برنامج (اكرم العامل) بحضورهم إلى مخيمات العمال لإجراء الفحوص الطبية ومعالجة المرضى، متجاوبين مع أهداف الهيئة الرامية إلى دعم قطاع العمل الاجتماعي، عبر تنفيذ برامج خدماتية مستدامة». واعتبر المثنى أن «مشروع المركز يمثل إضافة مهمة وثمينة للمجتمع بكل أطيافه، ويقدم نموذجاً حياً للعطاء والتسامح وحب الخير، ما يعكس القيم الإنسانية التي تسعى الإمارات حكومة وشعباً إلى ترسيخها في مختلف البرامج والمشروعات التابعة لكل القطاعات»، لافتاً إلى أن «هناك مجموعة كبيرة من الأطباء غير الباكستانيين، من دول مثل: الهند وألمانيا والولايات المتحدة الأميركية، وغيرها، ما يعكس نضج ثقافة التلاحم والإخاء الإنساني بين أفراد المجتمع». وأوضح المثنى أن «الترخيص الذي تصدره الهيئة للأندية يمنحها شخصية اعتبارية، ما يعطيها الحق بأن تنشئ مؤسسة خيرية غير ربحية، مثل المدارس والمراكز الصحية»، مشيراً إلى أن «الهيئة رخصت أربع مدارس غير ربحية أنشأتها الأندية الاجتماعية، وتعمل حالياً في إمارة دبي، ومصنفة ضمن أهم 10 مدارس من حيث مستوى وجودة الأداء». وأضاف أن «تجربة الهيئة في دعم ومتابعة عمل ونشاط المؤسسات غير الربحية، أظهر أن أداء تلك المؤسسات متميز ومنافس لأهم المؤسسات، وذلك يعود إلى تركيزها على العمل والنشاط الذي تقوم به في الدرجة الأولى، نظراً لأنها لا تبتغي المكسب المالي، ويقتصر اهتمامها في جمع الموارد المالية على تسديد وتغطية مصروفاتها، بما يكفل استمرار تقديمها خدمات مجانية». من جهته، قال عضو مجلس إدارة النادي الباكستاني أمين عام مجلس الإدارة، الدكتور الطبيب فيصل إكرام، لـ«الإمارات اليوم»، إن «النادي يعدّ الأول من نوعه في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، يعدّ إنجازاً إنسانياً رفيعاً، لأن العطاء ربح معنوي يعزز القيم الإنسانية، ويخلق حالة من السلام والسعادة لا يمكن أن تضفيها أي أنشطة أو أرباح مالية». وأضاف أن «توفير مركز صحي خيري يضمن وصول العلاج والرعاية الطبية للذين لا يمكنهم تغطية كلفة الفحوص المرتفعة في المراكز الصحية الخاصة»، مشيراً إلى أنه «خلال السنوات الماضية تم تقديم الخدمات الطبية مجاناً عبر مجموعة من الأطباء المتطوعين، وبدعم من عدد من مؤسسات القطاع الخاص، لكن ذلك كان يتم في أوقات غير منتظمة، ما يتطلب معه إنشاء مركز متكامل الرعاية الطبية المجانية». وأوضح إكرام أن «المركز يقع في منطقة بردبي ضمن مرافق النادي الباكستاني، وينفذ وفق معايير المباني الخضراء، ويتكون من طابقين وسطح مخصص للقاءات الاجتماعية، وسيضم عيادات لكل التخصصات الطبية، بما فيها طب الأسنان، والعلاج مجاناً لجميع أفراد المجتمع، بشرط أن يكونوا مسجلين بالنادي الصحي الباكستاني».
مشاركة :