مشكلة ظهور الأكياس الدهنية لدى العديد من الأشخاص أصبحت ظاهرة تستحق البحث والتدقيق، لمعرفة أسبابها والعمل على التخلص منها أو تلافيها، حيث يعاني بعض الناس ظهور ورم وبروزات وانتفاخات تختلف في أحجامها في مناطق مختلفة من الجسم، وقد تظهر هذه الأورام بشكل متكرر على فترات زمنية، وغالباً هذه الأكياس الدهنية لا تسبب أوجاعاً ولا ألماً كبيراً. وتشير بعض الأبحاث التي أجراها المعهد الألماني الدولي لأمراض الدم إلى أن هذه الأكياس الدهنية يمكن أن تكون شديدة الخطورة في بعض الحالات، وفي البعض الآخر ليس لها تأثير ولا يتوقع منها أي ضرر، ويتم الشفاء منها بصورة تلقائية من دون تدخل جراحي، يكفي فقط تناول بعض المضادات الحيوية، ويمكن العلاج في البيت بسهولة، وتصيب هذه الحالة المرضية الرجال والسيدات في كل المراحل العمرية بنسب متقاربة، ولكن الرجال أكثر إصابة بالأكياس الدهنية من السيدات بنسبة قليلة، وذلك نتيجة طبيعة جسم الرجل، حيث يكون جسمه مغطى بالشعر أكثر من السيدات، والشعر نفسه له دخل كبير في حدوث هذه الظاهرة. تصيب الأكياس الدهنية أكثر الأشخاص في مرحلة البلوغ والمراهقة، وتنتشر وتكون شائعة لدى قطاع عريض من هذه الفئة العمرية، نتيجة بعض التغيرات الهرمونية التي تحدث فى الجسم في هذه المرحلة، وهذه الحالة المرضية تسبب أرقاً كبيراً ونوعاً من الانزعاج، إذا كانت تظهر بصورة متكررة لدى البعض في أماكن واضحة للآخرين مثل الرقبة وفوق العين أو في أي مكان بالوجه، وخاصة بين البنات، في مرحلة البلوغ، ما يسبب لهم أزمات نفسية وهروباً من الآخر، ويحاولون إخفاء الوجه عن الناس. أورام حميدة يوضح العديد من الدراسات والأبحاث أن الأكياس الدهنية تعتبر تجمعاً دهنياً أو ورماً وبروزاً داخل كيس، نتيجة تجمع بعض الشحوم، ويعتبر من الأورام الحميدة أي ليست سرطانية، وفي معظم الحالات لا تسبب تأثيرات سلبية، ولا أضراراً صحية على المصابين بها، وليس هناك حاجة ملحة للذهاب إلى الطبيب، إلّا في الحالات التي تتضخم هذه الأورام بصورة كبيرة أو تسبب ألماً وضغطاً ما على أحد الأعضاء، ومن السهل في هذه الحالة التخلص منها، واستئصالها وإزالتها، في جراحة بسيطة لا تحتاج إلى تخدير كامل، ولكن يكون موضعياً على مكان الكيس الدهني، ولا تستغرق هذه العملية وقتاً كبيراً، وإنما تصل إلى حوالي من 15 إلى 20 دقيقة، ومعظم هذه الأكياس الدهنية تتجمع تحت سطح الجلد، وتتكون من سائل أصفر رائحته كريهة، وينتج بسبب حدوث نشاط ونمو كبير ومفرط في الخلايا الدهنية، وبعض الأبحاث تذكر أنه يصيب الأشخاص من سن 37 إلى 57 عاماً بشكل شائع، والبعض الآخر من الأبحاث يقول إنه يظهر بكثرة في منتصف العمر، وقد ظهرت أيضاً في بعض حالات من الأطفال ولكن بشكل قليل، ويصل حجمه من حجم حبة الحمص إلى أن يصل في بعض الحالات إلى حوالي 7 سنتيمترات، وهي أورام بطيئة في طريقة تطورها ونموها، وتتحرك عند الضغط عليها تحركاً واضحاً، وغالباً ما تنشأ بين الجلد ونسج العضلات، وفي المعتاد هذه الأورام ليست موجعة، كما يمكن أن يصاب الشخص بأكثر من ورم وكيس دهني. فحص عينة تشير نتائج الأبحاث إلى أنه لم يثبت حتى الآن، كما يعتقد ويزعم بعض المختصين، أن بعض هذه الأكياس الدهنية يمكن أن يتحول إلى أورام سرطانية، لأنه لم تبين أي أبحاث مثل هذه التحولات، أو تم تسجيل حالة أي مصاب بهذه الظاهرة، ولكن للاحتياط يجب استخراج عينة من هذا الورم وفحصها جيداً، حتى يتأكد المصاب أن هذا كيس دهني عادي فقط، وهذه الأكياس الدهنية أو الورم الشحمي كما يسميه البعض، يظهر في أماكن عديدة بالجسم، ولكنه شائع الانتشار في بعض المواضع من الجسم، مثل الفخذين وأيضاً الذراعين، وينتشر في الرقبة وأي مكان في الظهر والكتفين، وكذلك ينتشر في البطن، وفي حالات أخرى أقل انتشاراً من السابقة، يمكن أن يظهر في الرأس والقدم والوجه والأعضاء الحساسة في الجسم، ولاحظت الأبحاث أن هذه الأكياس تفضل النمو والظهور في الأماكن المشعرة في أنحاء الجسم، وفي حالة تضخمها تصبح مقلقة للمصاب ويفضل التخلص منها، كما ذكر سابقاً بالجراحة، كما يمكن تناول بعض المضادات الحيوية، في حالات الأكياس الدهنية البسيطة، ولكن بعد استشارة الطبيب، لتساعد على تجفيفها من المواد الزيتية والدهنية، ويسهل بعد ذلك التخلص منها يدوياً، من دون الحاجة إلى جراحة. دور بصيلة الشعر تبين الأبحاث أن هناك بعض الأسباب التي تساعد في تكوين هذه الأكياس الدهنية، ومنها حدوث حالة من التورم في بصيلة الشعر، ما يساعد على زيادة الإفرازات الدهنية وحدوث تجمعات من الشحوم في هذه المنطقة، وقد تظهر هذه الأكياس نتيجة حدوث انغلاق وانسداد تام في بعض الغدد الدهنية الموجودة أسفل الجلد، ما يعمل على تضخمها وبروزها نتيجة احتباس الدهون بداخلها، وتنشأ داخل أكياس وتنمو مكونة هذه التجمعات الدهنية، وأحياناً يسبب ارتفاع كمية مادة الزهم إلى الإصابة بالأكياس الدهنية، ومادة الزهم دهنية تنتجها الغدد الدهنية، وفي بعض الحالات يمكن أن تكون هناك بعض المشاكل المرضية في الجلد نفسه، ونتيجة لذلك تظهر هذه الأكياس، كما كشفت بعض الأبحاث دور العامل الوراثي في ظهور هذه الأكياس الدهنية، حيث تلعب الجينات الوراثية دوراً كبيراً في نقل هذه الظاهرة من جيل سابق إلى حالي، وقد سجلت العديد من هذه الحالات. العلاج الدوائي تنصح الدراسات بعدم إفراغ الأكياس الدهنية بالضغط بواسطة اليد، حيث تسبب هذه الطريقة انتشار التقيحات والصديد، ولكن هذه الأكياس الدهنية، ربما تنفتح في بعض الأحيان، وتخرج منها مادة زيتية مصفرة ذات رائحة كريهة، وأحياناً تصاب هذه الأكياس بالتقيح وتخرج صديداً، وفي هذه الحالة من السهل سحب عينة من هذا الصديد لعمل مزرعة، ثم بعد ذلك اختبار نوع المضاد الحيوي الملائم لهذا الصديد، والأكياس الدهنية تتكرر في نفس المكان إذا لم تتم إزالة الكيس تماماً، حتى وإن تم إفراغه كاملاً من المواد الدهنية والصديد، فقد يعود للامتلاء مرة أخرى، كما تبين الأبحاث أن الأكياس الدهنية يمكن أن تنتشر بكثرة في حالة حدوث نقص حاد في فيتامين أ، حيث يؤدي هذا النقص إلى سمك وزيادة الطبقة الدهنية الملاصقة لسطح الجلد، نتيجة تراكم واحتباس الدهون داخل الجسم، ما يسهل الإصابة بهذه الأكياس الدهنية، وفي بعض الحالات الأخرى تحدث الأكياس الدهنية نتيجة تلوث بعض الإفرازات الدهنية بالجراثيم والبكتيريا، وفي حالة تكاثر البكتيريا بكميات كبيرة، تنتج بيئة حمضية تجذب الدهون بكثافة، وبالتالي يسبب ذلك ظهور الأكياس الدهنية والدمامل. الاستئصال الجراحي تذكر بعض النتائج العلمية أنه يمكن استئصال الكيس الدهني من منطقة ثم يعاود الظهور في منطقة أخرى، وهنا الأكياس الدهنية ليست لها علاقة ببعضها، لأن الأكياس الجديدة لا تتأثر بزوال الأكياس التي تم علاجها والشفاء منها، كما أن هناك طريقة جيدة لعلاج الأكياس الدهنية الصغيرة التي لم تصل إلى درجة التقيح، وهي حقنها بواسطة مادة الكورتيزون، فتعمل على سرعة علاجها، كما أن هناك دوراً كبيراً للمضادات الحيوية في الوقاية من ظهور هذه الأكياس الدهنية، حيث تساعد وتسهم في منع الإصابة بهذه الأكياس الدهنية وطريقة تجمعها بهذا الشكل، في حالة إصابة الحوامل بمثل هذه الأكياس فلا يجب تناول أي من هذه المضادات أو الأدوية، لأنها من العلاجات التي يمكن أن تسبب تشوهات مؤكدة للجنين، وهي ممنوعة على الحوامل نهائياً، ويفضل الحلول والعلاجات الأخرى، وأيضاً من المهم العناية ببشرة الجلد وتنظيفها باستمرار، للتخلص من أي بكتيريا أو جراثيم تتراكم عليه، كما يمكن البحث في مسببات هذه الظاهرة لدى كل حالة على حدة ومحاولة التخلص من المسببات، كما أن هذه الظاهرة شائعة أكثر لدى الأشخاص أصحاب الأوزان الثقيلة، كما يمكن علاجها حديثاً بأجهزة الليزر، أو عملية الكي الموضعي، ويمكن التعرف إلى هذه الأكياس بسهولة عن طريق الصفات المميزة، عندما تكون لينة وحرة الحركة أسفل الجلد، ولا تسبب ألماً إلّا إذا تقيحت، وفي معظم الحالات تبقى بنفس الحجم، حتى لو استمرت سنوات أسفل جلد المصاب، لأنها تنمو بحالة بطيئة. سر فيتامين أ ينصح المختصون بتناول أدوية مضادات هرمون الذكورة للقضاء على هذه الظاهرة المرضية، بعدما تبين وجود علاقة وثيقة بين ارتفاع المعدلات المسجلة من المصابين بتكرار نمو الأكياس الدهنية، وبين ازدياد إنتاج الجسم من الهرمون الذكوري بصورة منتظمة، وهذا الهرمون موجود لدى الرجال والسيدات أيضاً، كما يمكن أن يتناول الشخص المعرض للإصابة بهذه الأكياس الدهنية بعض الأدوية التي تحتوي على فيتامين أ.
مشاركة :