لا تشرب الماء إلا عند العطش

  • 1/1/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أصبح من المتعارف عليه أن كمية المياه التي يجب على الشخص تناولها 8 أكواب باليوم الواحد، لكن البعض يجد أن ذلك أمراً يصعب تحقيقه، أما السبب وراء ذلك فقد كشفته دراسة حديثة نشرت نتائجها بمجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم. تشكل المياه نسبة 60% من وزن الإنسان؛ لذلك فإن الماء عنصر أساسي لصحة الإنسان ويدعم جميع الوظائف الحيوية به، وبالرغم من المناداة الصحية بأن يتناول الشخص 8 أكواب من الماء يومياً إلا أن الدراسة الحديثة التي قام بها باحثون من جامعة موناش بأستراليا، تنصح بشرب المياه فقط عندما يشعر الشخص بالحاجة لذلك أي عند الشعور بالعطش؛ وذلك بعد اكتشافهم الآلية التي تجعل شرب الماء الزائد أمراً صعباً. وأثناء الدراسة للبحث في ذلك الأمر أخضع الباحثون مجموعة من المشاركين المتطوعين وطلبوا منهم شرب كمية كبيرة من المياه مباشرة بعد الانتهاء من ممارسة الرياضة أي عندما يكونون في حالة عطش، ثم شربوها لاحقاً عندما لا يكونون في حالة عطش مع سؤال كل مشارك عن حجم الصعوبة التي واجهته عند ابتلاع الماء، وبالمقارنة بحالة شرب الماء بعد ممارسة الرياضة وجد المشاركون أن شرب الماء في حالة عدم العطش يصبح أكثر صعوبة بـ3 مرات، وهنا ولأول مرة وجد العلماء أن البلع عند شرب الماء في غير الحاجة إليه يحتاج إلى مجهود كبير ما يعني أن على الشخص التغلب على نوع من أنواع المقاومة وهو ما تطابق مع فرضيتهم بأن البلع اللاإرادي يتوقف مباشرة بعد شرب القدر الكافي من المياه. استخدم الباحثون في كل حالة تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لمتابعة كل مشارك حتى يتمكنوا من قياس نشاط الدماغ قبيل ابتلاع الماء، واكتشفوا أن بعض المناطق المعينة بالدماغ بقشرة الفص الجبهي الأيمن ظهر بها نشاط عالي عندما حاول المشاركون بذل مجهود لابتلاع الماء ما يبين أن تلك المناطق بالدماغ تجهد عند محاولة شرب كمية زائدة من الماء بسبب محاولتها التغلب على حالة تثبيط عملية البلع التي تحدث في حالة الارتواء؛ لذلك يؤكد الباحثون أن شرب الماء بكميات زائدة عن الحاجة يمكن أن يكون مضراً بالصحة؛ حيث يمكن أن يؤدي إلى حالة نقص صوديوم الدم وهو ما يفسر شرب أبطال الماراثون للماء بكثرة فيتوفى بعضهم في ظروف معينة؛ لذلك ينصح فريق البحث بأن شرب الماء يجب أن يكون بناء على حاجة الجسم لذلك، أي عندما يشعر الشخص بالعطش وليس بطريقة مجدولة.

مشاركة :