الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه, والصلاة والسلام على خيرة خلقه وخاتم رسله, وعلى آله وصحبه، وبعد: فإن من أعظم ميزات وطننا الغالي، وبلادنا المباركة، المملكة العربية السعودية ارتباطها بالأصول وقيامها على أساسها، فحماية توحيد الله وتعظيمه، والغيرة عليه منهج قامت عليه البلاد ولا تزال وستظل متمسكة به مهما كانت التحولات والأحوال، وصيغة العلاقة بين الراعي والرعية بيعة شرعية، تبدأ بأهل الحل والعقد وتمتد في طول البلاد شرقها وغربها وشمالها وجنوبها، لتشكل أنموذجًا إسلاميًا فريدًا في منظومة البناء السياسي والاجتماعي، قاعدته اللحمة والاجتماع، وأساسه الحكم بشريعة الله والتحاكم إليها، وشعاره المحبة المتبادلة بين الراعي والرعية، ومن هنا فإن ذكرى البيعة ذكرى عظيمة، ذات أبعاد مهمة جليلة، نتذاكر بها حجم النعم وواجبنا تجاهها، ومسؤوليتنا تجاه المهددات والمخاطر، وها هي هذه الذكرى العزيزة تمر علينا في هذا الوطن الغالي، والمملكة الغالية في الثالث من شهر ربيع الثاني من هذا العام بيعة مليكنا المفدى، ملك الحزم والعزم الثانية المتجددة بإذن الله، وهي ذكرى عظيمة لملك همام، وقائد فذ، وحاكم استثنائي، قاد وطننا إلى مواقف العزة والكرامة، وقرارات الحكمة والحنكة والسداد، ليختصر بها مسافة الزمن في منجزات مباركة حقق بها لوطنه وشعبه ما تعجز لغة الإحصاء أن ترصده، بل للعالم أجمع، نعم إنها ذكرى بيعة إمام المسلمين، خادم الحرمين الشريفين، المليك المفدى، سلمان بن عبد العزيز آل سعود -أمده الله بعونه، وأدام عليه نعمه -؛ لأنها تعد امتدادًا تاريخيًا لهذه الدولة المباركة، التي تأسست على نصرة الكتاب والسنة، والقيام على أصل الأصول، وأساس الأمن، وأوجب الواجبات: توحيد الله جل وعلا بصورته الصافية النقية كما نزلت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حامية هذا الأصل مما يشوبه ويكدره، محققة لجوانبه، محاربة كل مظاهر الشرك والبدع والانحراف، ومع تمسكها بهذه الثوابت العظيمة التي هي أساس العز والتمكين، وسبب كل خير عميم إلا أن ذلك لا يمنعها من التعامل مع متغيرات العصر، وتفاعلات الواقع، آخذة بكل سبب يؤدي إلى النهوض والارتقاء، وبلوغ الريادة والعالمية، وتجاوز الأزمات والفتن، والنوازل والمحن، والمهددات والمخاطر بكافة أنواعها وأنماطها، وصورها وأشكالها. إن هذا المنهج الرشيد، والمسلك السديد هو ما قامت عليه دولة التوحيد لا سيما في هذا الدور الذي أقامه وشيد بناءه الملك المؤسس الباني المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - طيب الله ثراه وجعل الجنة مأواه، واستمر عليه أبناؤه البررة، متفاعلين مع قضايا العصر وتجدد الحوادث، وتعقيدات الواقع، إنني أقول وأنا أستشعر مرور سنتين على ذكرى بيعة مليكنا المفدى، لكنها في ميزان المنجزات والتحولات تعادل سنوات في بركتها وأثرها، فهي مليئة بكل سعد وخير وبركة على هذا الوطن الأمن ومواطنيه، ونصرة لقضايا المسلمين وتفاعل مع آلامهم وآمالهم. انطلق خادم الحرمين الشريفين في سياسته بما حباه الله جل وعلا من خلال وخصال القائد الفذ الذي يسجل له التاريخ بأحرف من نور, وتحفظ له السجلات الخالدة أعمالاً جليلة, ومكتسبات فريدة, أثبتت المملكة للعالم قوتها, وعزة المسلمين فيها, وقوة الأسس، والثوابت التي قامت عليها، ورغم الفترة القريبة إلا أنه تحقق في عهد المليك المفدى منجزات نوعية, لا في المجال الوطني وعلى الصعيد الداخلي فحسب, بل حتى على المستوى الدولي والعالمي, حتى اختير -وهو جدير بهذا الاختيار- ضمن أعظم الشخصيات تأثيرًا في الواقع الدولي، وحصل في العام المنصرم من التحولات والمتغيرات ما قضاه الله وقدره لتثبت مملكة الحزم والعزم أنها الثقل العالمي الذي لا يمكن تجاوزه، والرقم الصعب الذي لا تحقق الصورة المثالية إلا بوجوده. إن هذه المناسبة الغالية, والذكرى المتجددة الممتدة بإذن الله تحمل معاني عظيمة, ودلالات أكيدة, أولها وأهمها: المعاني الشرعية التي بنى فيها المواطنون علاقتهم بولاة أمرهم وقادتهم على الأصول الشرعية, فهذه العلاقة ليست علاقة شعب بحكامه فحسب, وليست علاقة تحكمها المصالح, وليست نمطًا اجتماعيًا أو سياسيًا فحسب، بل هي أبعد من من ذلك وأعلى وأجل، فمنطلقها التعبد لله بهذه البيعة التي كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يبذلونها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه من بعده, يدينون بها لله, ويتعبدون بمقتضياتها التي وردت في مثل حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه في قوله: «بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره, والعسر واليسر, وعلى أثرة علينا, وألا ننازع الأمر أهله» أخرجه البخاري ومسلم, وجاء في صحيح مسلم قال: جاء عبدالله بن عمر إلى عبدالله بن مطيع - وكان ممن خلع يزيد بن معاوية رضي الله عنهما وخرج عليه - حين كان من أمر الحرة ما كان زمن يزيد بن معاوية، فقال: أخرجوا لأبي عبدالرحمن وسادة، فقال: إني لم آتك لأجلس، أتيتك لأحدثك حديثاً سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله، قال صلى الله عليه وسلم: «من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية»، وهذا الحديث وعيد شديد، وتأكيد وتشديد في شأن البيعة، وعن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم سبعة أو ثمانية أو تسعة، فقال: «ألا تبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم؟»، فبسطنا أيدينا، فقال قائل: يا رسول الله: إنا قد بايعناك فعلام نبايعك؟ فقال: «أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وتقيموا الصلوات الخمس، وتسمعوا وتطيعوا - وأسرد كلمة خفية - ولا تسألوا الناس شيئاً» قال: فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوطه فلا يسأل أحداً يناوله إياه، وغيرها كثير من النصوص التي تضمنت وعدًا ووعيدًا، فالوعد في حق من أوفى بالبيعة ونصح لله في التعامل، والوعيد في حق من نكث ونقض وأخل ببيعته. والمملكة العربية السعودية دولة التوحيد والعقيدة والشريعة, ينص فيها نظام الحكم على اعتماد الكتاب والسنة أساسًا, واعتمادهما في جميع نواحي الحياة ونظم البلاد منهجًا, ولهذا تحققت بهذه الأصول على أيدي هذه الأسرة الماجدة من المكاسب العظيمة، وعاشت أعظم وحدة عرفها التأريخ المعاصر منذ أن أعاد بناءها, وجمع شتاتها, ووحد أجزاءها المؤسس الباني الملك الصالح المجاهد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -طيب الله ثراه, وجعل الجنة مأواه- ثم توالى أبناء المؤسس على قيادة هذا الوطن الغالي, حتى هذا العهد الميمون الذي قادنا فيه ولي أمرنا ومليكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله-، بمؤازرة ومعاونة عضده المكين وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، وسمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع -أدام الله علينا نعمة ولايتهم, وحفظهم وزادهم عزًّا وتمكينًا- إلى آفاق العز والخير، وفرضت المملكة العربية السعودية نفسها على الواقع الدولي كرمز للسلام، والعزة ونصرة قضايا المسلمين، ومقاومة الإرهاب من أي مصدر كان بحزم وعزم، وتنفيذ حكم الله فيمن أفسد في الأرض فكانت هذه الحقبة القصيرة زمنياً مليئة بالمنجزات النوعية التي غيرت وجه العالم ولله الحمد. وثاني تلك المعاني: أن مثل هذه الذكرى فرصة لتجديد معاني البيعة, وتذكر النعم التي تتوالى على هذا الوطن المبارك, والبلد الآمن, فقد مرت بالمنطقة أحداث كبرى وتحولات ومتغيرات: مواجهة مع العدو الغادر الذي باع وطنه لأتباع المجوس، وتحالف معهم لضرب وحدة الدول العربية عموماً والمملكة على وجه الخصوص، وفئات الفساد والإفساد التي تخدم التنظيم الإجرامي بأفكاره المتطرفة وأعماله الإفسادية لاستهداف أمن هذه البلاد,وقيادتها ووحدتها، لتصمد هذه البلاد بقيادتها وشعبها, وتأتلف وتجتمع على ثوابتها الشرعية والوطنية, وتتوحد على قيادتها الحكيمة, بل وتكون محور اجتماع وإجماع إسلامي على محاربة هذا العدو، ومقاومة هذا المهدد الخطير، وإن هذه النعمة لمن أجل النعم, والتذكير بها, وتوجيه العقول إلى الاعتبار والادكار في زمن الفتن والمتغيرات والحوادث والتقلبات مهم, فما منّ الله به من الوحدة والتلاحم بين الراعي والرعية، وبين المسلمين حتى تحصنت من دعوات الشر والفتنة والانقسامات والمظاهرات أمر يستحق الشكر, واجتماع الكلمة ووحدة الصف، في ظل المهددات بل والمخاطر بصورة أخرست الألسن، كلها نعم يمنّ الله بها، ويعاد ذلك إلى حفظ الله ومنته وفضله، ثم هذه الولاية الشرعية التي عبر الجميع عن اللحمة معها، ومحبتها والتوحد والنصيحة والفداء دون الدين والولاية والوطن، وما من شك أن كل ذلك مظهر قوة وعزة، وهو دليل على خيرية، ولذا يُذَكِّر الله رسوله وخليله محمدًا صلى الله عليه وسلم بنعمة الألفة والوحدة فيقول: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيم}[الأنفال: 63]، فالله هو الذي يعطي المحبة وينزعها، وهو الذي يجمع القلوب ويؤلفها, وهي لاشك لا تحصل إلا بعمل جليل، يعامل به المسلم ربه ويصدق مع الله, فيصدقه الله ويكتب الله له القبول في الأرض كما ورد في الحديث: «إن الله إذا أحب عبدًا دعا جبريل، فقال إني أحب فلانًا فأحبه، قال فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال ثم يوضع له القبول في الأرض»، ومنبع الخيرية فيها أنها عائدة إلى الأصول والثوابت والرواسي, فمنطلق الرعية في تعاملهم مع ولاة أمرهم ومحبتهم لهم هو عبوديتهم لله عز وجل بهذا الأصل العظيم الذي هو وصية الرسول صلى اللهعليه وسلم وصية المودع: «أوصيكم بتقوى الله, والسمع والطاعة, وان تأمر عليكم عبد», وأمره صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن النجاة من دعاة الفتنة والخروج على الحكام بقوله: «تلزم جماعة المسلمين وإمامهم», ومشاعرهم تجاه ولاة أمرهم هي عبودية أيضًا: «خيار أئمتكم من تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم», «إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي السلطان المقسط», وولاة الأمر في المقابل يستشعرون عظم المسؤولية وثقل الأمانة, ويعيشون هموم الوطن والمواطنين, ويرون أن سعادة المواطن سعادة لهم في مشاعر متبادلة، فالشعب الوفي, وأبناء هذا الوطن يحسون بها، وولاة أمرنا وعلى رأسهم مليكنا المفدى يبادلهم الحب بمثله. وثالث تلك المعاني: مقاومة ومواجهة الفتن التي نعصف بها، وتخطي العقبات وما يقدره الله مما عمّت به البلوى من النقص والابتلاء، فننظر إليها من منظارين، أحدهما: القدر الذي نؤمن به إيمانًا جازمًا، ونطبّقه عقيدة واضحة، على حد قوله تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، فما من شيء إلا وهو كائن بقدر الله تعالى، ومثل هذا الاعتقاد مما يتسلى به المؤمن، ويقوي إيمانه، ويرفع درجاته، ولذا جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «فإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء الله فعل»، رواه مسلم، وثانيهما: الشرع: فنعلم أن ذلك يحتم علينا زيادة اللحمة، ومواجهة هذه المصائب بمزيد من التوحد مع ولاة الأمر، ونستشعر أن هذا جزء من أداء الواجب ورد الفضل والمعروف، وهو المحك الذي نثبت به وطنيتنا، ونصدق به محبتنا لديننا وعقيدتنا وولاة أمرنا. ورابع تلك المعاني: أن نتذكر تفاصيل المنجزات, وما تحقق في هذه الحقبة الممتدة بإذن الله من خيرات وبركات, وما أغدق الله وأفاء ووفق إليه خادم الحرمين الشريفين من أوامر ملكية سامية تؤسس لاستقرار سياسي، ووحدة دائمة، وعز ورخاء وتؤكد ثوابت البلاد, وتحفظ هيبتها, وتثمر رخاءً ونعمًا لا تعد ولا تحصى, يَنْعم بها من شرفه الله بالانتساب إلى هذه البلاد المعطاء, بل وحتى المقيم فيها, فما أجلها من نعم في وقت نرى من حولنا يتخطفون, ويفقدون أعز المطالب, وتبقى هذه البلاد عزيزة آمنة مطمئنة، فالحمد لله على آلائه, ونسأل الله الذي أفاء بهذه الآلاء أن يحفظها من الزوال, ويحميها من دعاة السوء والفتنة. وأما في المجال العربي والإسلامي والعالمي فإنني أوجز مشاعري بأن أقول: هنيئًا لنا بخادم الحرمين، وإمام المسلمين، لقد مكن لهذه البلاد، وقادها باقتدار إلى الريادة والمثالية الطموحة، وإنجازات مليكنا حديث لا يمل، ومعين لا ينضب، يوقفنا بتصرفاته ومبادراته على تمسكه بالإسلام وقيمة وأحكامه، والشعور بشعور الجسد الواحد يجعل قضايا المسلمين وما يحل بهم فوق كل اعتبار، ويساهم ويشارك بكل ما أوتي من ثقل وقوة عالمية ليوظف هذه المكانة في مشاركة المسلمين قضاياهم ومعاناتهم، وما مواقفه من اليمن وسوريا وكافة الدول المنكوبة إلا شاهد على ما ذكرت, وها نحن نشعر وبكل فخر واعتزاز أن بلادنا الحبيبة، ووطن الإسلام المبارك يفرض نفسه في كل المحافل الدولية كرائد للحزم والعزم، وقائدنا ومليكنا بمبادراته وحكمته وحنكته يسعى جاهدًا لتذييل التحديات والعقبات، وتجسيد الطموحات والآمال واقعًا حيًا، وتقوم على هذه الأسس التي ينطلق فيها من ميزات الإسلام وخصائصه وقيمة وثوابته، وتنبذ كل مظاهر الغلو والتطرف، والإرهاب والإفساد، ويكون الخطاب الوسطى هو الصورة المثالية التي تفرض نفسها كبديل بطرف النقيض، فالحمد لله الذي وفق خادم الحرمين الشريفين إلى مثل هذه المساهمات المؤثرة، التي غيرت كثيرًا من المفاهيم والتصورات التي كان يحملها البعض عن الإسلام عمومًا، وعن بلاد الحرمين خصوصًا. ونسأل الله أن يكتب التوفيق والسداد لإمامنا وولي أمرنا وقائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأن يحفظ ولي عهده الأمين وعضده المتين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز, ونسأله سبحانه أن يمتعهم بالصحة والعافية, ويديم عليهم توفيقه وتسديده, إنه سميع مجيب. والحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
مشاركة :