حزن في إيران بعد وفاة رائدة تحريك العرائس دنيا زادة

  • 1/1/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

صدمة جديدة تلقاها الوسط الفني الإيراني في نهاية عام 2016 بإعلان وفاة الفنانة دنيا فني زادة، محركة «ذو القبعة الحمراء» أشهر دمية في تاريخ السينما الإيرانية عن 45 عاما بعد صراع مرير مع السرطان. وقد شارك الخميس عشرات من نجوم السينما والفنانين في وداع فني زادة إلى مثواها الأخير، وهي فنانة اشتهرت بلقب «أم الدمى» بسبب اشتهار سلسلة أعمالها الفنية في برامج الأطفال. ولم تكن شخصية «ذو القبعة الحمراء» الوحيدة التي منحت فني زادة مكانا خاصا في مخيلة الأطفال، لكنها من دون شك كانت خير منافس لنجوم السينما والتلفزيون. تقول عن دميتها الأشهر إنها ابنها البكر، وإنها تطمئن على صحته وتتابع شؤونه حتى في أيامها العادية. فقدت فني زادة والدها برويز فني زادة، أحد نجوم السينما الإيرانية سابقا، وهي في الحادية عشرة من العمر، وكان نجمه قد لمع في مسلسل «خالي نابليون» المقتبس من رواية ايرج بزشكزاد أشهر رواية ساخرة في الأدب الفارسي. بدأ انتشار السرطان قبل عشر سنوات في جسم فني زادة من اليد اليمنى، تلك اليد التي رسم تحركها الابتسامة في وجوه الإيرانيين على مدى 25 عاما، وكانت مصدر سعادة الأطفال. ولكي لا يطول الفراغ بين «ذو القبعة الحمراء» ومتابعيه الصغار تدربت فني زادة على تحريك الدمية باليد اليسرى لتعود مرة أخرى للنشاط. كان لخبر وفاة الفنانة وقعه من الحزن الشديد في شبكات التواصل بين الإيرانيين من مختلف الأعمار، وبهذه المناسبة أصدر مخرجا أفلام «ذو القبعة الحمراء» ايرج طهماسب وحميد جبلي، بيانا ودعا فيه أهم عناصر نجاحهما الفني، وقالا إن فني زادة مارست فنها بمهارة يندر مثيلها في الاحترافية والعمل ومن دون توقعات، وتابعا: «اختفت وراء الدمى حتى تعلمنا أنه يمكننا القيام بأعمال جيدة من دون أن يرانا أحد». وتفاعل خبر وفاتها بشكل واسع في وسائل الإعلام الإيرانية واحتل الصفحات الأولى في الصحف الصادرة الخميس الماضي، وهو ثاني خبر حزين يصيب أوساط الفن ومحبي السينما في إيران بعد الخسارة المأساوية للمخرج عباس كيارستمي. وقد لاقى «ذو القبعة الحمراء» منذ أول ظهور له في 1990 قبولا واضحا من الجماهير وتحول من البث الأسبوعي إلى مسلسل ينتظره الإيرانيون بشغف في عطلة بداية السنة (النوروز). وتحولت سلسلة الأعمال الفنية التي كان بطلها الأول ذو القبعة الحمراء إلى ظاهرة اجتماعية في إيران وارتبطت به النكت السياسية الساخطة على الأوضاع الداخلية. ورافقت شخصية «ذو القبعة الحمراء» المغامرة، شخصيات أخرى شاركته يومياته مثل شخصيات: المتشائم والمشكك. في النسخ الجديدة من المسلسل خلال السنوات الماضية أضيفت دمى متنوعة كل منها يعبر عن حالة في المجتمع الإيراني، وفي سبتمبر (أيلول) 2009 أثار حذف مشاهد دمية «جيغر» الحمار جدلا واسعا في إيران، وأفادت «وكالة فارس» نقلا عن مصدر مسؤول أن تصوير الدمية يتسبب في ترويج «سلوك غير لائق». وإضافة إلى التلفزيون أغرت شعبية «ذو القبعة الحمراء» الواسعة المنتجين في السينما الإيرانية، ونجحت ثلاثة أفلام تمحورت حول مغامراته ويومياته واحتلت الصدارة في قائمة الأفلام الأكثر مبيعا في تاريخ السينما الإيرانية.

مشاركة :