تتساءل الكاتبة الصحفية عزة السبيعي: لماذا لا نتعامل مع يوم الميلاد لدى المسيحيين، كما تعامل النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- مع يوم عاشوراء؟ رافضةً الجدل الذي يتجدد كل عام مع هذه المناسبة، والذي "يجعلنا نكتة فجة، والعالم يطير بحكاية تحريم تهنئة الزوجة المسيحية بالكريسماس؟" حسب الكاتبة، يأتي ذلك تعقيباً على الجدل الذي صاحب بث فيديو الشيخ عايض القرني "آمنت بالمسيح". جدل فيديو القرني وفي مقالها "في الكريسماس" بصحيفة "الوطن" تقول "السبيعي": "قرأنا تلك المعارك الكلامية التويترية، والتي طار بها الإعلام الغربي والعربي حول الاحتفال بالكريسماس أو تهنئة المسيحيين به، والتي قادها الشيخان محمد العريفي والمنجد، والتي بدت كردّ على ما قدّمه الشيخ عايض القرني من بادرة جميلة تمثلت في فيديو راقٍ جداً عنوانه "آمنت بالمسيح"، شاركه فيه شباب صغار أرجو أن يكون شاهده آلاف المسيحيين الذين يعيشون بيننا؛ ليعلموا بمحبتنا للمسيح عليه السلام، وإيماننا به، وأننا نشاركهم الفرحة والاحتفاء بما تركه للبشرية من قصص ودروس تضيء للعالم المتصارع فرص المحبة والإخاء". يوم عاشوراء ثم ترصد الكاتبة موقف النبي محمد صلى الله عليه وسلم من يوم عاشوراء، وتقول: "ما حدث يدفعنا للتساؤل: هل هناك واقعة مثل معرفة الناس باحتفال آخرين بيوم معين لغاية معينة، ثم تجد أنه فعلاً مرّ هذا الموقف من قبل، ولكن نبي هذه الأمة -صلى الله عليه وسلم- لم ينهَ عنه، وذلك يوم وفد على المدينة، ووجد اليهود يحتفون بيوم عاشوراء.. ففي صحيح البخاري: عَنِ ابنِ عَباس رَضِيَ الله عَنه، قَالَ: "قَدِمَ النبِي صَلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهودَ تَصوم يَومَ عَاشورَاءَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالوا: هَذَا يَومٌ صَالِحٌ، هَذَا يَومٌ نَجى الله بَنِي إِسرَائِيلَ مِن عَدوهِم، فَصَامَه موسَى، قَالَ: فَأَنَا أَحَق بِموسَى مِنكم، فَصَامَه وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ".. الحديث يبيّن أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما علم بمناسبة هذا اليوم أصرّ بحكمته النبوية على المشاركة فيه، بوصفه ورسالته أحق من اليهود بنبي الله موسى عليه الصلاة والسلام، فصامه كما صامه اليهود". الكريسماس وتعلق "السبيعي" قائلة: "إن تصرفات النبي صلى الله عليه وسلم هي خارطة الطريق ببساطة، فلماذا لم نتعامل مع عيد الميلاد كما تعامل النبي الكريم مع عاشوراء؟ ماذا يفعل المسيحيون في الكريسماس؟ إنهم يشترون الهدايا لكل معارفهم وأقاربهم، يسامحون بعضهم بعضاً ويجتمعون على عشاء عائلي.. هل كثير علينا كمسلمين أن نتذاكر في هذا اليوم تسامح عيسى عليه السلام ورحمته بالناس وصبره على الأذى ووفاءه لأمه وحوارييه، بل هلا صمتنا عما يجعلنا "نكتة" فجة والعالم يطير بحكاية تحريم تهنئة الزوجة المسيحية بالكريسماس؟". أشعر بالخجل وتمضي الكاتبة قائلة: "في الحقيقة أشعر بالخجل من فكرة عجزنا عن معالجة موقف سبق أن علّمنا النبي الكريم كيفية التصرف فيه، مما يجعلني أتساءل: هل نحن نعاني من صعوبات تعلم أم أصلاً نحن لا نستخدم سنته كخارطة طريق في حياتنا؟ ونمر عليها مروراً سطحياً، بل يتجاهلها البعض عمداً لإشعال حروب بين الناس وإظهار المسلمين عكس ما يدعون". تصحيح الصورة وتنهي "السبيعي" قائلة: "إن هذه الواقعة تدل ولا شك على قصور كبير في وعينا بقيمة السنة النبوية، ووعينا بما يحتاجه ديننا في الوقت الراهن؛ لإعادة صورته الكريمة إلى الواجهة، وإعادة مبادئه القيمة للأذهان بعدما عاث فيها "داعش" و"القاعدة" وغيرهما من تنظيمات الموت، وكان الكريسماس فرصة جيدة لذلك".
مشاركة :