مجلة: التمسك بسياسة " من ليس معنا فهو ضدنا" سيؤدي لعزل واشنطن دوليا

  • 1/1/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

يتحدثون عن وجود تهديدات تواجه الولايات المتحدة، وهم ليسوا بعدين عن الحقيقة. ولكن التهديد ليس من خطر روسيا المزعوم إنما خطر حقيقي تحمله ظاهرة الخوف من الروس" روسفوبيا".   عن ذلك كتب باتريك لورانس في مجلة The Nation. وأشار المؤلف إلى أن المجتمع الأمريكي مثقل بأقوى تشنج " روسفوبيا" منذ ستينيات القرن الماضي (عندما اندلعت أزمة الكاريبي بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة) ولا يزال كبار الـ" روسفوبيا"، مثل السيناتور جون ماكين، يتهمون بالكذب كل من يحاول التشكيك في وجود ضرورة وأساس للعقوبات ضد روسيا. وأما الصحافة، مثل صحيفة نيويورك تايمز، فلا تتراجع حتى خطوة واحدة عن مواقف السلطات، تماما كما كانت الحال في أسوأ أيام الحرب الباردة. ويواصل "صيادو الأشباح" ممن هم أقل رتبة من ماكين، البحث بشكل دؤوب للعثور على أثار "يد الكرملين" في كل ما يجري في بلادهم. وتؤكد المجلة على أن تسعير الهيستريا عن طريق الترديد المستمر لاتهامات لا أساس لها ضد روسيا والتضليل وبث المعلومات المزيفة تؤدي عادة إلى ظهور تصور مشوه وغير متناسب لسير الأمور ولظهور مفاهيم خاطئة لا ينجم عنها عادة أي خير بتاتا. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هيمنة وسواد "روسفوبيا" في السياسة الأمريكية تهدد بعزلة متزايدة للولايات المتحدة في العالم. ويرى مؤلف المقالة أن مواصلة التمسك بسياسة "من ليس معنا فهو ضدنا" التي تم اعتمادها قبل بوش الابن ستؤدي في نهاية المطاف إلى إلحاق الضرر ليس بروسيا إنما بالولايات المتحدة التي ستبقى دون دعم على الساحة العالمية. ومن الأمثلة الصارخة على ذلك، سوريا، حيث دعمت الولايات المتحدة "المعارضة المعتدلة" التي، كما اتضح، بعد تحرير حلب، أنها متورطة بارتكاب مجازر جماعية. وبالمحصلة بقيت واشنطن على هامش عملية التسوية. وكان ذلك الثمن الحقيقي لرفض الجانب الأمريكي التعاون مع روسيا، وتعامله معها كقوة إقليمية، دون الأخذ بعين الاعتبار مصالح البلدين المشتركة. ونصحت الصحيفة السياسيين الأمريكيين المتورطين في "روسفوبيا" بالتوقف عن خداع أنفسهم من خلال شيطنة شخصية الرئيس فلاديمير بوتين. وقالت الصحيفة إنه يمكن للمرء أن يحب أو لا يحب بوتين، فهذه مسألة شخصية ولكن أي شخص قادر على التفكير العقلاني، لا يمكن إلا أن يقر بأن الرئيس الروسي رجل دولة عظيم وهو يدرك جيدا مسار التاريخ. طبعا، توجد في روسيا مشاكل مختلفة ولكن يجب أن يقوم الروس بأنفسهم بحلها ويجب التركيز على التعاون في القضايا المهمة حقا بالنسبة للولايات المتحدة. المصدر: نوفوستي أديب فارس

مشاركة :