فقد العرب إدارة أوباما - مقالات

  • 1/2/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عام 2016 كان تقليدياً وكغيره عام مليء بالمشاكل والمصاعب، إلا أن شيئاً واحداً سيتحسّر عليه العرب وسيفتقدونه أن الإدارة الأميركية الحالية ستنقضي وستأتي إدارة أسوأ بكثير منها. مع نهاية كل سنة ميلادية يتبادل الناس التهاني، ويتمنون الخير في العام الجديد، لكن منذ ما يقرب من عشر سنوات والناس تتحسر على عامهم المُنصرم لما يجدونه من مآسٍ وبلاوٍ في عامهم الحالي (أو الجديد) ولسان حالهم يردد شعر الشريف المرتضى: ومتى تأملْتَ الزمانَ وَجَدْتَهُ أجَلاً وأيامُ الحياةِ سقامُ نُضْحي ونُمْسيْ ضاحكينَ وإِنما لبكائِنا الإصباحُ والإِظلامُ ونُسَرُّ بالعامِ الجديدِ وإِنما تسري بنا نحوَ الردىْ الأعوامُ وها نحن على العتبة الأولى من العام الجديد، وننظر لركام السنة الماضية المليء بمئات المليارات على هيئة أسلحة ودمار هائل وخراب وقوارب المشردين ومشاهد القتلى والمصابين. لكن لو أزحنا هذه المناظر جانباً وركزنا على صورة العلاقة بين دول التحالف العربي (محور السلام) والإدارة الأميركية، لقلنا بأن الأسوأ لم يأتِ بعد! ستتسلم الإدارة الأميركية الجديدة في ظل رئيس وعد في حملته الانتخابية بأمور عدة بمُجملها سيئة ووعود كارثية على الدول العربية إن ما تحققت. يأتي دونالد ترامب وفي جُعبته برامج انتخابية لا يبدو أنها فرقعات إعلامية بل أقرب لتكون خططاً وبرامج قد بدأ فعلياً بالعمل على تنفيذها عند النظر إلى الشخصيات التي اختارها لإدارته الجديدة. فقد وعد الدول العربية بأنه سيرفع حواجز قانونية ضد دخول المسلمين، كما وعد بأن يجعل محاربة الإرهاب على رأس أولوياته. هذا الهدف بحد ذاته فيه مشكلة كبيرة حيث إن أغلب الإرهابيين وقياداتهم خريجو هذه الدول. فهو بالتالي يحضر للتصدي للدول الخليجية تحت عنوان الإرهاب ويريد منها ليس فقط التحضير لهذا التصدي بل وإلى جانبه أن تتكفل بمصاريف المهمة! والورطة أن هذا لن يكون كما قال أكثر من مرة إلا ببناء تحالف دولي مع من يحارب الإرهاب هذه الأيام، وهي روسيا وسورية وإيران!! فهذه المواقف بالمجمل ستكون لها بالأيام المقبلة آثار سيئة على التحالف العربي وخصوصاً الخليجي. لذا أغلب الظن سيتحسرون على ما فاتهم من فرص في ظل الإدارة الحالية بعدم تمكنهم من استغلالها بالشكل الصحيح. hasabba@

مشاركة :