العم صالح كامل قبل أن تجمعني به طاولة العمل في مجلس إدارة الغرفة التجارية، عرفته من سيرته ومن تعامله مع أعمامي وفي كل حال كان دائماً مثالاً للعصامي المبادر وخلال التعامل المباشر ورئاسته لاجتماعات مجلس إدارة الغرفة التجارية بجدة ترسخت تلك الصورة وأجدني أستفيد من ملاحظاته فهو باستمرار يؤكد أنه مستمع جيد للآراء جميعاً ويصبر على مناقشتها والتحاور مع الزملاء الأعضاء فيها وبغض النظر عن الاتفاق أو عدم التطابق فهو يطرز حديثه بتجاربه الثرة. وأستعيد جلسة في أحد الاجتماعات وكان الحديث يدور حول الصعوبات الاقتصادية التي تواجه قطاع الأعمال وسوق العمل والاقتصاد الوطني بعامة، وعندما جاء دوره ، رد بعبارة مفتاحية وهي أن الاقتصاد تفاؤل ،وانتقد من طرف خفي التناول الصحفي مثلما انتقد أسلوب بعض رجال الأعمال ونهج بعض المسئولين لأنه تناولٌ يعطي انطباعاً عاماً سلبياً عن الاقتصاد وبعضه متشائم بينما الأمل والتفاؤل هما سمة المؤمن سواء كان صحفياً أو تاجراً أو مسئولاً فقد قال تعالى (وفي السماء رزقكم وما توعدون) ولهذا أجد استنتاجات العم صالح كامل تُؤصل نفسها بأدلة من الكتاب والسنة وخاصة فيما يستجد من ممارسات فهو يرى أن الحوكمة والشفافية ومعاني الاستدامة عموما لها مقاصد وأصول في كتاب الله وسنة رسوله وأنه متى التزمنا بهما كسبنا كل شيء والعكس صحيح. وفي الحقيقة الاقتصاد تفاؤل فرسولنا ومعلمنا عليه أفضل الصلاة والسلام كان يمنح الناس التفاؤل وهم يعيشون أحلك اللحظات ،لاعجب وهو عليه الصلاة والسلام قال (بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا) وقال (إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل) ولهذا تأصيل هذه المعاني يحتاج للتأمل لأن زراعة الفسيلة تعنى الاهتمام بالاستدامة كما أن الأمل قديما قيل فيه إن بعد أحلك ساعات الظلام يأتي الفجر وتشرق الشمس من جديد. وهكذا الأمر بالنسبة للاقتصاد ، يأتي زمان تتراجع فيه الدورة الاقتصادية ثم لا تلبث أن ترتفع من جديد فتشرق شمس النمو والازدهار.والشيء بالشيء يذكر، أحياناً يستمر الاجتماع ويتم تناول دلالات أطول آية في أطول سورة في القرآن الكريم ولماذا هي عن شروط الاقتراض أو ما يسمى في القاموس القرآني، الدَّين الوسيلة الناجحة لضخ الأكسجين في عروق الاقتصاد، فقد قال تعالى (وليملل الذي عليه الحق) أي المستدين ليقر على نفسه وبلسانه ليُعلم ما عليه والإملال والإملاء لغتان فصيحتان معناهما واحد فالمقترض باعتباره طرفاً أضعف لن يحمل نفسه ما لا يستطيع ،ثم يقود النقاش حول التعقيدات التي ترتبط بالدَّين أو الاقتراض فهي من المصارف مع أنها الطرف الأقوى ولكنها تستعين بجهابذة القانونيين لتضع شروطاً جلها إملاء وإذعان على المقترض مما يضر بالمقصد . وهكذا لا يمل الشيخ صالح من إعادة الحديث بزرع التفاؤل والأمل لدى الناس وأن على غرفة جدة مسئوليات لأنها ليست للمحافظة أو لإمارة المنطقة وإنما يفترض أن يعم نفعها محيطها العربي والإسلامي فالتحية للعم صالح كامل من قبل ومن بعد.
مشاركة :