الرئيس الفرنسي يشدد على أهمية مواصلة الجهود لضمان امن دائم في البلاد بعد الانتصار على داعش ولضمان التعايش في عراق موحد ويتمتع بالسيادة. العرب [نُشرفي2017/01/02] هولاند: مواصلة قتال وباء الإرهاب بغداد - وصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاثنين الى العراق ليؤكد التزامه الكامل بالمضي في محاربة تنظيم داعش، الذي يواصل توجيه ضرباته بعيدا من Hماكن سيطرته الاساسية في كل من سوريا والعراق. وحطت طائرة هولاند في بغداد قبيل الساعة 04,30 ت غ في ثاني زيارة يقوم بها هولاند الى العراق بعد تلك التي قام بها في سبتمبر 2014، مباشرة بعد سقوط الموصل بأيدي تنظيم داعش. وبعد عامين على بدء العمليات العسكرية للتحالف الدولي المناهض للارهاب بقيادة الولايات المتحدة، والتي تشارك فيها فرنسا بقوة، يعتبر الرئيس الفرنسي الوحيد بين زعماء الدول الأوروبية الأساسيين الذي يزور العراق. في سبتمبر 2014، مباشرة بعد سقوط الموصل بايدي تنظيم داعش، كان هولاند السباق الى زيارة بغداد واعلان دعم عسكري كبير من فرنسا للقوات العراقية بمواجهة الجهاديين. يلتقي هولاند الذي يرافقه وزير الدفاع جان ايف لودريان الجنود الفرنسيين من وحدة قوات النخبة الخاصة لمكافحة الارهاب. ويتوجه بعد الظهر الى اربيل في كردستان العراق (شمال) حيث تتمركز القوات الخاصة الفرنسية التي تقدم التدريب والمشورة الى قوات البشمركة الكردية. ومنذ تسلمه الحكم العام 2012، لم يتردد هولاند بارسال جنوده الى اماكن عدة في العالم في اطار الحرب على الارهاب، اكان في افريقيا او في المشرق العربي. اجراءات أمنية قصوى واعلنت الرئاسة الفرنسية هولاند "سيعيد التأكيد على التزام القوات الفرنسية في التحالف الدولي الذي يحارب تنظيم الدولة الاسلامية". في بغداد، سيتوجه هولاند وسط اجراءات امنية مشددة الى المنطقة الخضراء للقاء الرئيس فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري. وتابعت الرئاسة الفرنسية ان هولاند "سيشدد على اهمية مواصلة الجهود لضمان امن دائم في البلاد بعد الانتصار على داعش ولضمان التعايش في عراق موحد ويتمتع بالسيادة". وفرضت السرية التامة على زيارة هولاند التي ظل برنامجها سريا حتى اللحظة الاخيرة، وتاتي بعد يومين على اعتداء دام تبناه تنظيم داعش واوقع نحو 30 قتيلا في احد اسواق بغداد. في فبراير 2013 لقي هولاند استقبال الأبطال من الشعب المالي في باماكو بعد فرار الجهاديين امام الجيش الفرنسي. وأطلق هولاند يومها جملته الشهيرة "اعيش اليوم، اليوم الاهم في حياتي السياسية". وبعدها بأربع سنوات لا تزال العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش متواصلة، حتى في مالي، ولا يزال التنظيم الجهادي قادرا على المقاومة رغم خسارته لنصف الأراضي التي سيطر عليها عام 2014 في سوريا والعراق. ضمان التعايش في عراق موحد المعركة مستمرة وحذر هولاند قائد القوات المسلحة الفرنسية في كلمته لمناسبة حلول العام الجديد مساء السبت "لم ننته بعد من وباء الارهاب الذي علينا ان نواصل قتاله"، مضيفا "ان عملياتنا العسكرية في مالي وسوريا والعراق تأتي في هذا السياق". ومع كل تراجع على الأرض يرد تنظيم داعش باعتداءات دامية في العالم توزعت بين تركيا والمانيا وفرنسا وبلجيكا. رغم الهجمات الواسعة عليه في الموصل بمشاركة عشرات الاف الجنود وعناصر المليشيات، فان تنظيم الدولة الاسلامية يقاوم بشدة مستخدما السيارات المفخخة بكثرة الى جانب الانتحاريين. وتشارك فرنسا في العمليات العسكرية بواسطة 14 طائرة مقاتلة من نوع رافال تتمركز في الاردن ودولة الامارات العربية المتحدة. ويشارك الجيش الفرنسي ايضا بنحو 500 جندي في العراق يدعمون القوات العراقية بواسطة اربعة مدافع من نوع كايزار جنوب الموصل، كما يقدمون التدريب والمشورة الى الجنود العراقيين وقوات البشمركة الكردية من دون المشاركة مباشرة في المعارك. والتدخلات العسكرية الفرنسية بدأت في مالي في يناير 2013 وفي افريقيا الوسطى في ديسمبر، وفي العراق في سبتمبر 2014، وفي سوريا في سبتمبر 2015. ومنذ انتخابه في مايو 2012 اتخذ هولاند قرارات عدة بالتدخل عسكريا بوتيرة لم تعرفها فرنسا مع اي رئيس آخر.
مشاركة :