هل انتحرت سيدة إسرائيلية بعد أن أحرقت بناتها الأربعة أمس الأحد في القدس المحتلة؟ لا تزال شرطة الاحتلال تحقق في هذه الفرضية، فيما يتضح أن السيدة التي هاجرت من فرنسا قبل عشر سنوات تلقت علاجا نفسيا بعد دخولها في حالة اكتئاب حاد. وتكشف المعطيات تزايد معدلات الانتحار بين المهاجرين الجدد في إسرائيل، وفي كثير من الحالات لا يتلقون العلاج النفسي الذي يحتاجونه بشدة، ولا تكون هناك مساعدات أولية بلغتهم الأم. وتشير وزارة الصحة الإسرائيلية إلى أن 4806 إسرائيليا انتحروا بين الأعوام 2000- 2013، من بينهم 1658 مهاجرا جديدا أي أكثر من الثلث. بعد نشر هذه المعطيات قررت حكومة بنيامين نتنياهو عام 2013 أن منع الانتحار مصلحة وطنية، لكن على الأرض واصل الإسرائيليون المحبطون وضع حد لحياتهم. وتقول صحيفة هآرتس الاثنين 2 يناير/كانون الثاني 2016 إن جمعية عرن وهي اختصار لـ مساعدة أولية نفسية عبر الهاتف التي تقدم دعما نفسيا فوريا، لم تنجح في مساعدة المهاجرين الجدد من فرنسا بالسرعة اللازمة. وتتلقى الجمعية نحو 18000 طلب سنويا من مهاجرين جدد، تشكل 10% من جملة الطلبات التي تصلها. نحو 70% منها تحمل ميولا انتحارية خطيرة. وتقول الدكتورة شيري دنيالس، إحدى مديرات الجمعية :”يشكل المهاجرون مجموعة خطرة فيما يتعلق بالميول الانتحارية. تلعب خطوط الهاتف والانترنت دورا هاما وفريدا في منع الانتحار. وتؤكد دنيالس أن جمعيتها تحمل على عاتقها مهمة الاستجابة للمتصلين ممن يواجهون مشاكل طويلة المدى تتعلق بالهجرة والاندماج في المجتمع الإسرائيلي، من خلال متطوعين مدربين يتحدثون لغتهم، أو اللغة العبرية في أغلب الأحيان. وتعاني الجمعية من نقص شديد في المتطوعين الذين يتحدثون اللغة الفرنسية، وتضيف المديرة الإسرائيلية من أجل الاستجابة لهم فإننا بحاجة لإعداد نحو 500 متطوع جديد، لنكون أكثر جاهزية. وللأسف الشديد، نشعر أن وزارة الاستيعاب لا تعتبر الدعم النفسي للمهاجرين هدفا رئيسيا على جدول أولوياتها. “هآرتس توجهت لوزارة الاستيعاب الإسرائيلية وكان ردها :” لا تدخر خدمة الرعاية الاجتماعية بوزارة الاستيعاب والهجرة وسعا في مساعدة المهاجرين الجدد في عملية الاستيعاب والمشاكل التي يمكن أن تظهر خلالها. وفي إطار قرارات الحكومة بخصوص المهاجرين من فرنسا، جرى تقديم ميزانية لبرامج مختلفة مخصصة للمساعدة في عملية الاستيعاب وتوظيف أخصائيين اجتماعيين يتحدثون الفرنسية. ويواجه المهاجرون الجدد لاسيما المهاجرين من الدول الغربية الكثير من المشاكل في إسرائيل، في مقدمتها مشكلة تعلم اللغة العبرية، والاندماج في مجتمع تتزايد فيه معدلات العنصرية والجريمة والبطالة. شارك هذا الموضوع: اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)
مشاركة :