أعلن تنظيم داعشفي بيان يوم الاثنين مسؤوليته عن هجوم على ملهى ليلي مزدحم في مدينة اسطنبول التركية يوم الاحد أسفر عن سقوط 39 قتيلا ونفذه مسلح واحد ما زال طليقا. ووصف البيان ملهى رينا الليلي حيث قتل الكثير من الأجانب والأتراك بأنه نقطة تجمع للمسيحيين للاحتفال "بعيدهم الشركي". وأضاف البيان أن الهجوم كان انتقاما من التدخل العسكري التركي في سوريا. وقال "ولتعلم حكومة تركيا المرتدة أن دماء المسلمين التي تسفك بقصف طائراتها ومدافعها ستستعر نارا في عقر دارها بإذن الله تعالى." ولم يرد على الفور تعقيب من المسؤولين الأتراك. وألقيت على التنظيم اللائمة في نحو ست هجمات على أهداف مدنية في تركيا على مدى الأشهر الثمانية عشر المنصرمة لكن بعيدا عن عمليات الاغتيال فهذه أول مرة يعلن التنظيم فيها مسؤوليته بشكل مباشر عن أي من هذه الهجمات. وأعلن التنظيم مسؤوليته في بيان على إحدى القنوات الخاصة به على تطبيق تليجرام وهو أسلوب اتبعه في إعلان المسؤولية عن هجمات في أماكن أخرى. وتشارك تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي في تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعشوبدأت عملية توغل عسكري في سوريا في أغسطس آب لطرد التنظيم من على حدودها وأرسلت فيها دبابات وقوات خاصة مدعومة بطائرات مقاتلة. وقال مسؤولون إن مواطنين من السعودية والمغرب ولبنان وليبيا وإسرائيل والهند ومواطنا تركيا يحمل الجنسية البلجيكية وامرأة تونسية فرنسية من بين قتلى الهجوم على الملهى الليلي المطل على مضيق البوسفور. وقالت وكالة الأناضول الرسمية التركية للأنباء إن 25 من قتلى الهجوم أجانب. وجاء في تقرير لخبراء الطب الشرعي نشرته صحيفة ميليت إن كل الذين قتلوا متأثرين بجروح ناجمة عن أعيرة نارية تعرضوا لإطلاق النار من مسافة قريبة. ووزعت الشرطة صورة غير واضحة بالأبيض والأسود لمن يعتقد أنه المسلح التقطتها كاميرات المراقبة. وقال تلفزيون (تي.أر.تي خبر) الرسمي إن ثمانية أشخاص اعتقلوا في اسطنبول. وقالت صحيفة حريت التركية إن السلطات تعتقد أن المهاجم قد يكون من إحدى دول آسيا الوسطى وتشتبه في وجود صلات تربطه بتنظيم الدولة الإسلامية. وقالت إنه ربما يكون من الخلية ذاتها المسؤولة عن هجوم على مطار اسطنبول الرئيسي في يونيو حزيران أسفر عن مقتل 45 شخصا وإصابة المئات. وأصاب الهجوم على الملهى الذي يتمتع بشعبية بين المشاهير الأتراك والزوار الأثرياء تركيا بالصدمة بينما تحاول التعافي من محاولة انقلاب فاشلة وسلسلة من التفجيرات الدامية في مدن منها اسطنبول والعاصمة أنقرة وألقي باللوم في بعضها على تنظيم داعشبينما أعلن مسلحون أكراد مسؤوليتهم عن البعض الآخر. وكان يعتقد أن نحو 600 شخص بالداخل عندما قتل المسلح شرطيا ومدنيا بالرصاص عند الباب قبل أن يقتحم المكان ويفتح النار من بندقية آلية. وقال شهود إنه صاح "الله أكبر". وقفز بعض الأشخاص في مياه البوسفور لإنقاذ أنفسهم بعد أن فتح المهاجم النار عشوائيا بعد ما يزيد عن الساعة بقليل من بداية العام الجديد. وقال شهود عيان إنهم اختبأوا تحت الطاولات بينما كان المهاجم يتجول في المكان وهو يطلق النار. كلاشنيكوف في حقيبة وذكرت صحيفة خبر ترك أنه يعتقد أن المهاجم استقل سيارة أجرة من حي زيتينبورنو بجنوب اسطنبول وبسبب الزحام نزل من السيارة وسار لمدة أربع دقائق حتى مدخل الملهى الليلي. وأضافت نقلا عن مصادرها أنه سحب بندقية من طراز كلاشنيكوف من حقيبة على جانب الطريق وفتح النار على من هم عند الباب ثم ألقى قنبلتين يدويتين بعد الدخول. وقالت الصحفية إنه جرى العثور على ست خزنات طلقات فارغة في مكان الهجوم وإن التقديرات تشير إلى أنه أطلق 180 رصاصة على الأقل. وكانت أجهزة الأمن في أنحاء أوروبا في حالة تأهب خلال احتفالات العام الجديد بعد هجوم على سوق لعيد الميلاد في برلين قتل فيه 12 شخصا. وقبل أيام قلائل دعت رسالة عبر الإنترنت بثتها جماعة موالية لتنظيم الدولة الإسلامية إلى شن هجمات "فردية" على "الاحتفالات والتجمعات والملاهي الليلية". وفي بيان بعد ساعات من الهجوم قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن مثل هذه الهجمات تهدف إلى خلق الفوضى وزعزعة استقرار البلاد. وبعد أشهر من بدء العملية التركية في سوريا يحاصر الجيش التركي وجماعات المعارضة المدعومة من أنقرة تنظيم الدولة الإسلامية في بلدة الباب. وقال إردوغان إنه يريد منهم أن يستمروا حتى يصلوا للرقة المعقل الرئيسي للدولة الإسلامية في سوريا. وتنفذ تركيا حملات ضد شبكات الدولة الإسلامية في الداخل. وقالت وزارة الداخلية إن الشرطة التركية ألقت القبض على 147 شخصا لصلاتهم بالتنظيم واحتجزت 25 منهم بشكل رسمي خلال عمليات لمكافحة الإرهاب بين 26 ديسمبر كانون الأول والثاني من يناير كانون الثاني.
مشاركة :