أمضى جراح عظام جوفيندا كاسي 22 يوماً ممدداً في أحد مستشفيات العاصمة النيبالية، لكنه ليس مريضاً بل هو مضرب عن الطعام، للمطالبة بتحسين نظام الرعاية الصحية في البلاد. وأضرب الطبيب عشرة مرات عن الطعام خلال الأعوام الأربعة الماضية، للضغط على الحكومة بغية دفعها إلى تحسين نظام الرعاية الصحية في هذا البلد الفقير الواقع في منطقة الهملايا. وهو على يقين بأنه سيعيد الكرة. وقال كاسي من سريره في المستشفى حيث يتعافى من إمساكه عن الطعام، إن "المستشفيات والمؤسسات الطبية لا تتمتع بما يلزم من البنى التحتية والتجهيزات والقوى العاملة". وفي النيبال، البلد الذي يضم 28 مليون نسمة، يبلغ عدد الأطباء والممرضين والقابلات سبعة لكل عشرة آلاف شخص، في مقابل 50 سريراً في المستشفى متوافراً لهذه النسبة من السكان، بحسب منظمة الصحة العالمية. وتوصي المنظمة الأممية بتخصيص 34.5 أخصائي طبي ماهر على الأقل لكل 10 آلاف شخص. وتعرض قطاع الصحة المحدود النطاق أصلاً إلى مزيد من الضغوطات بعد الزلزال المدمر الذي ضرب النيبال العام 2015، وألحق أضراراً طاولت ما لا يقل عن ثلث العيادات والمستشفيات العامة. ويعيش أكثر من 80 في المئة من سكان البلاد في مناطق ريفية تعول على عيادات حكومية بدائية، في حين تتركز المستشفيات في المدن وهي مؤسسات خاصة غالباً. وقال مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في النيبال، جوس فاندلير، إن "التكاليف باهظة في قطاع الرعاية الصحية الخاص، ما يزيد من فقر السكان". ولفت وزير الصحة، غاغان تابا، إلى أن السلطات قامت بتحسينات، مخفضة وفيات الأمهات والأطفال، لكن خدمات الرعاية الصحية لا تزال محدودة النطاق وغالية الكلفة. وعرف الطبيب كاسي البالغ من العمر 60 عاماً بمبادراته الخيرية في النيبال، ورحلاته إلى المناطق النائية في البلاد لتوفير العلاج للسكان، والتدريب للطاقم الطبي. وهو يستخدم ثلث راتبه لأغراضه الشخصية، فيما ينفق الجزء المتبقي على شراء الأدوية والتجهيزات اللازمة لعياداته. وأغلى قطعة لديه هو جهاز تلفاز يعود لـ 20 عاماً.
مشاركة :