باريس: «الشرق الأوسط» مع انتخاب أول امرأة عمدة للعاصمة الفرنسية، احتفل الباريسيون، أمس، بذكرى مرور قرن وربع القرن على تشييد برج «إيفل»، أو السيدة الحديدية الشاهقة القامة التي صممها المهندس غوستاف إيفل وما زالت تحتل موقعها كنجمة بين أبراج العالم. ويحفل سجل الزوار بأسماء المشاهير الذين ارتقوا طوابق البرج في أشهره الأولى، وبينهم العائلة المالكة البريطانية التي كان أفرادها من أوائل المدعوين لمشاهدته، وكذلك بافالو بيل، الشخصية الأسطورية في مغامرات البحث عن الذهب في القرن الماضي. وكان بافالو، واسمه الحقيقي وليام فريدريك كودي، مارا بباريس مع فرقته المسرحية عند افتتاح برج «إيفل». البرج الذي صار رمزا لباريس، هو الصرح الرابع الأكثر زيارة في فرنسا، إلى جانب كاتدرائية نوتردام وقصر فيرساي ومتحف اللوفر. ويبلغ ارتفاع هيكله الحديدي 324 مترا، تحول فيه لونه عدة مرات حسب فترات التاريخ. فقد طلي بالأحمر في بدايته ثم الأصفر ثم الأزرق إلى أن استقر على لونه البني الحالي. وقد بدأ تشييده في مطلع يوليو (تموز) 1887 وانتهى العمل فيه مع آخر مارس (آذار) 1889. اشتغل في بناء برج «إيفل» 300 عامل ليكون جاهزا للمعرض الكوني في باريس، وعلى أمل أن يبقى شامخا لمدة 20 سنة. لكن شهرته العالمية والعلاقة التي نسجت بينه وبين العاصمة الفرنسية حالتا دون تفكيك الدجاجة التي تبيض ذهبا. وهو يتمتع اليوم بإنارة بديعة تخطف الأبصار ويطلق في المساء، كل ساعة، فقاعات ضوئية تجعل منه مهرجانا من الأنوار لمدة خمس دقائق.
مشاركة :