هي شبيهة بتلك الإسعافات الأولية التي يُقدّمها مباشرو الحوادث من الأطباء والمُسعفين أو غيرهم، حيث لا يُشترط أن يكون مقدمو هذه الخدمة أطباء مُتخصصون أو عاملون في مجال مُباشرة الحوادث والإنقاذ، على الرغم من أنها تخصص حديث للغاية - عُرف مُنذ سنوات قليلة - إلا أنه اشتهر في بعض البلدان المُتقدّمة أواخر عام 2001م، حتى باتت الدورات التي تؤهل عموم الناس اليوم في هذه البلدان لهذا العمل، أكثر بكثير من دورات الإسعافات الأولية البدنية نفسها..؟! على كل منا أن يتعلّم هذا النوع من الإسعافات النفسية الأولية، لذا أجدها فُرصة سانحة وكبيرة، لأدعو منظمي الدورات الأسرية والتدريبية والاجتماعية.. إلخ للتوجه لهذا التخصص، لرفع كفاءة وقدرة الناس للقيام بمثل هذا الدور الهام والحيوي - المفقود في مجتمعاتنا - فكل شخص مُعرّض أن يتدخل لتقديم هذه الإسعافات النفسية الأولية، مما قد يكون له دور فوري كبير، وأثر عظيم في تجاوز المُصاب الصدمة أو الموقف الأولي عند حدوث أمر ما، حتى يتم تقديم العلاج المهني المُناسب له في المراكز المُتخصصة..! منظمة الصحة العالمية تقول إن رجال الطوارئ والإسعاف والمُنقذين ومَن في حكمهم، يجب أن يكون مُحترفين في تقديم هذا النوع من الإسعافات النفسية الأولية عند مُباشرة الحوادث، ويبدو أننا نعاني في العالم العربي من قصور ما في تدريب العاملين على هذا النوع من الإسعافات النفسية..؟! فما يتم في بلداننا عادة - عكس ذلك - من تجهم بعض المُنقذين، وعدم مُبالاتهم بمن هم حول الحادث، تماماً مثلما يحدث من بعض الجماهير من التجمهر عند وقوع الحوادث، والاكتفاء بالتفرّج أو التدخل الخاطئ والمخيف لبعض الحالات المُصابة، مما قد يزيد من الحالة النفسية للمريض، أو مرافقيه من الأطفال والنساء، وربما تسبب هذا النوع من التدخل - غير المدروس والعاطفي - من بعض المُتحمسين، ومحبي الخير، في أزمات نفسية تستمر طويلاً، مما يؤكّد أننا في حاجة لمعرفة هذه الإسعافات الأولية النفسية أكثر من غيرنا..؟! الإسعافات النفسية الأولية عمل إنساني له أهمية لا تقل عن اللحظات الطبية الحرجة للتدخل في اللحظات الأولى لوقوع الحادث، من أجل إنقاذ حياة مُصاب، وعلى كل إنسان يجد نفسه (وجهاً لوجه) مع شخص يتعرّض لمُعاناة ما، تقديم هذا النوع من الإسعافات، لتخفيف المُصاب، تقديم الرعاية والمُساندة - دون تطفل - لضمان زيادة التركيز، الشعور بالأمان، البعد عن الخوف، والحماية من التعرّض لمزيد من الأذى... إلخ، وهو ما يجب أن ينتبه له عموم الناس، والمُسعفون قبل ذلك؟! وعلى دروب الخير نلتقي.
مشاركة :