أرجع الزميل عبدالوهاب الفايز سبب استقالته من رئاسة تحرير صحيفة «اليوم» إلى «ظروف خاصة» لم يفصح عنها، نافيًا أن تكون لديه حاليًا فرص عمل جاهزة، قائلاً: من أدبيات الوظائف القيادية الأفضل الانتظار حتى لا تكون القرارات نتيجة ردود أفعال غير محسوبة، وفِي تصوري أن فرص العمل في الخاص هي الأسلم بعد المرحلة الطويلة التي يقطعها الإنسان في الوظيفة، فثمة تحول كبير في صناعة وإدارة المحتوى وهذا التحول يوجد فرصة ثرية لبناء المؤسسات الإعلامية الجديدة التي تستفيد من نمو «اقتصاد المشاركة»، الذي يفتح آفاقًا جديدة للمهنيين ليخرجوا من «سجن الوظيفة» إلى عالم الإبداع الحر من قيود المنظمات وحالات الصراع الدائمة فيها. ومن واقع تجربته في رئاسة التحرير، يقرأ «الفائز» مستقبل الصحافة الورقية بقوله: مستقبل الصحافة الورقية في ظل أوضاع المؤسسات الصحفية الحالية يحمل تحديات ومخاطر عديدة، وبدون شك سوف تترك آثارًا سلبية على المهمنة والعاملين فيها، وهذا يعود لعدة أسباب منها ما يرجع لتأخر تحول المؤسسات الصحفية من مؤسسات لـ»النشر» إلى مؤسسات لـ»الإعلام الجديد»، بما يحتاجه هذا التحول من شجاعة في الاستثمار، ومعرفة ضرورية لتحويل «النموذج التجاري» ليكون هذا التحول مجزيًا استثماريًا. ويضيف الفايز: المؤسسات الإعلامية الغربية التي تحركت باكرًا تحقق الآن عوائد مالية مجزية بعد تحولها إلى البيئة الرقمية بكل منظومتها الاستثمارية، وتدفق المعلومات الكبير الواسع سوف يعيد للصحافة مكانتها مع ارتفاع حاجة الناس إلى الشرح والتفسير للأحداث الجارية، ومع استمرار تراجع الثقة والمصداقية لدى الناس بالوسائط الجديدة.. باختصارالصحافة لن تتراجع او تنتهي كمهنة، الذي يتراجع وسوف ينتهي هو الطرق التقليدية القديمة لتقديم المحتوى، فالورق يتراجع وهذا طبيعي ومتوقع ومن مصلحة المستثمرين ومن مصلحة البيئة. المهم الاستثمار بالقلب النابض أو الماكينة الأساسية، أي التحرير حتى يُنتج المحتوى المتميز الخاص. وناشد الفايز الكفاءات السعودية داخل المؤسسات الصحفية بالكفاح قائلاً: على السعوديين والسعوديات أن تكافحوا للاستمرار ومقاومة الضغوط التي تفرضها بيئة العمل الحالية التي لم تتكيف نفسيًا وفكريًا ومهاريًا مع ظروف ومتطلبات العمل في البيئة الرقمية الجديدة، وعليها أيضًا أن تواجه «حالة عدم اليقين» التي تداهم الصناعة، وعليها أن تتعلم كيف تنجو وتبدع في ظل احتدام الصراع الذي يفرضه تداول السلطة والإدارة الذي يبرز الآن بعد مرور خمسين عامًا على قيام نظام المؤسسات الصحفية. وختم الفايز حديثه بقوله: أوضاع المؤسسات الصحفية الحالية لا أعتقد أنها تشجع على بقاء الكفاءات، فمع الأسف الأوضاع الحالية توجد بها بيئة طاردة يعززها بروز التحديات الجديدة في الصناعة، وتطورات إنتاج المحتوى الرقمي، وأيضا تحديات البيئة الاستثمارية والتجارية المحيطة.
مشاركة :