وضع المجلس الوزاري المصغر لشؤون السياسة والأمن (الكابينيت) في جلسته مساء أول من أمس «خطة عمل» لاسترجاع جثث الجنود المفقودين والمواطنين الإسرائيليين الأسرى عند حركة «حماس»، كما قرر عدم إعادة جثامين الشهداء منفذي العمليات التابعين لحركة «حماس»، بل دفنهم في «مقابر الأرقام»، في خطوة اعتبرت «حماس» أنها «لن تعطي نتائج إيجابية ولن تجدي نفعاً». ويبدو أن إسرائيل تحاول الضغط على «حماس» لعقد صفقة مقايضة تشمل جثامين الشهداء التي تحتجزها في ثلاجاتها، في مقابل جثث الجنود الإسرائيليين ومواطنين إسرائيليين لدى «حماس». وكانت الإذاعة العبرية كشفت أن المجلس الوزاري المصغر بحث في اجتماع طارئ تبادلاً للأسرى مع «حماس»، مشيرة إلى أن الاجتماع هو الأول من نوعه منذ عامين، وهدف لاستعادة جثمانيْ الجنديين هدار غولدن وأورون شاؤول المحتجزين لدى «حماس» منذ عام 2014 في قطاع غزة. وتعليقاً على قرار الحكومة الأمنية، قال الناطق باسم «حماس» فوزي برهوم لوكالة «فرانس برس» إن «هذه القرارات دليل على حال الإرباك والتخبط للكيان الإسرائيلي، ودليل على همجية وفاشية الاحتلال في التعامل مع الأسرى وجثث الشهداء، وهي لن تجدي نفعاً مع المقاومة وحماس، ولن تعطي نتائج إيجابية». وأضاف: «ليس أمام العدو إلا أن يتخلى عن هذه السياسة المجرمة، ويحترم شروط المقاومة في شأن الأسرى»، موضحاً أن «قيادات حماس وكتائب القسام ستدير بحكمة ملف الأسرى الإسرائيليين». ووصف رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس في بيان له قرار الحكومة الإسرائيلية بأنه «تعبير عن حالة إفلاس سياسي»، مضيفاً أن «ما تحاول فعله هو استرضاء للشارع الإسرائيلي». وكانت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح المسلح لحركة «حماس»، نشرت السبت فيديو ألمحت خلاله إلى أن شاؤول لا يزال على قيد الحياة. وبحسب الإذاعة، فإن تقدماً طرأ أخيراً على هذه القضية، وأن الوزيرين آرييه درعي وموشيه كحلون اللذين يتوليان هذا الملف، استعرضا أمام المجلس تفاصيل هذا التقدم. وكانت «القسام» أعلنت مطلع نيسان (أبريل) الماضي للمرة الأولى وجود «4 جنود إسرائيليين أسرى لديها»، من دون أن تكشف رسمياً إن كانوا أحياء أم أمواتاً. كما لم تكشف أسماءهم، باستثناء شاؤول الذي أعلن الناطق باسم الكتائب «أبو عبيدة» في 20 تموز (يوليو) عام 2014 عن أسره خلال تصدي مقاتلي «القسام» لتوغل بري للجيش الإسرائيلي في حي التفاح شرق مدينة غزة. وترفض «حماس»، في شكل متواصل، تقديم أي معلومات عن الإسرائيليين الأسرى لدى ذراعها المسلحة.
مشاركة :