كل الوطن الاقتصادية متابعات: أنا خالد. لقد استقلت من وظيفتي واشتركت في الموقع، وأصبحت أربح 100 دولار في الساعة، وحان وقت راحتك من العمل لتبدأ عملك والربح من المنزل، تداول معنا، هذه الرسائل وغيرها باتت تملأ شبكات التواصل الاجتماعي خاصة تويتر الذي يقوم بالدخول إليه يوميا ملايين من المستخدمين، وتنص هذه الرسائل على الربح الكبير في وقت قصير، لكن الحقيقة هي أن هذه الإعلانات ما هي إلا محاولات من شركات غير مرخصة للنصب والاحتيال على المستخدمين وسرقة أموالهم. مخاطر على الأفراد والاقتصاد قال المختص الاقتصادي فضل البوعينين إن متاجرات الفوركس تنطوي على مخاطر مرتفعة في أربعة جوانب رئيسية أولها الجانب القانوني، حيث لا يسمح النظام لشركات غير مسجلة في السعودية بتقديم خدمات مالية واستثمارية، بل يجب أن تكون لديها التراخيص من مؤسسة النقد العربي السعودي، وبالتالي هذه الشركات مخالفة قانونيا. أما الجانب الثاني فهو المخاطر المالية، فأسواق الفوركس من أكثر الأسواق خطرا على المستثمرين المحترفين، والأمر أخطر بكثير على المستثمرين الهواة، فالعملية أخطر مما يمكن تخيله، وهذه الشركات توهم العملاء بأنهم قادرون على مضاعفة أصولهم المالية في مدة زمنية قصيرة وبربح كبير، إلا أن الحقيقة أن أكثر من 98 في المائة من المتداولين في منصات الفوركس يخسرون أموالهم. وتابع الجانب الثالث هو المخاطر المرتبطة بغسل الأموال وتمويل الإرهاب، لأن من يفتح حسابا على هذه الشركات يقوم بتحويل مبالغ من حسابه الخاص إلى حسابات هذه الشركات دون معرفة أي شيء عنها، وبالتالي من الممكن أن تكون هذه الشركات هي واجهة لغسل الأموال أو تمويل الإرهاب، وفي هذه الحالة يكون المستخدم مرتبطا بهذه العمليات دون أن يعلم، أما الجانب الرابع فيتركز على عمليات احتيال، فالمؤسسات المالية والمصارف تخضع لرقابة من قبل الجهات الرقابية كمؤسسة النقد العربي السعودي وهيئة السوق المالية، لكن شركات التداول في الفوركس لا تخضع لأي رقابة تذكر، وبالتالي قد تكون هذه الشركات واجهة للاحتيال عبر سحب هذه الأموال ومن ثم ادعاء الخسارة دون أن تكون هناك قدرة للعميل على مقاضاة هذه الشركات، لأنهم لا يوجدون إلا على شبكة الإنترنت فقط. وأشار البوعينين إلى أن هذه الشركات تتخذ أساليب رخيصة لإغراء المستخدمين، حيث تقوم بإرسال رسائل للمستخدمين في المملكة حول انخفاض القيمة الشرائية للريال السعودي، فمن ضمن الرسائل التي يستخدمونها لإغراء المتداولين تنص على ماذا لو انخفضت القيمة الشرائية للريال السعودي بـ 30 في المائة، وهذا يمثل خطرا آخر، فحتى لو لم يقم المستخدمون بالتداول معهم فربما قد يقومون بتحويل أموالهم إلى عملات أخرى، وهذا قد يشكل ضغطا على الريال السعودي وعلى الأرصدة بالدولار الأمريكي، وهذا قد يشكل تهديدا على استقرار العملة. وقال قد وصلت سبل تسويق هذه الشركات إلى الرسائل النصية إلى هواتف المستخدمين، وهذا يشكل خطرا يجب أخذه بعين الاعتبار ومحاربته من قبل الجهات الأمنية ومؤسسة النقد العربي السعودي، إضافة إلى هيئة الاتصالات وشركات الاتصالات لمكافحة وحجب هذه الرسائل الاقتحامية من الوصول إلى هواتف المستخدمين وحجب مواقع هذه الشركات على شبكة الإنترنت خاصة أن هناك أنظمة تمنع دخول هذه الشركات أو ممارسة نشاطها في المملكة ما لم تكن مصرحة من مؤسسة النقد العربي السعودي أو هيئة السوق المالية. وأكد البوعينين أنه بمجرد انسياق المتداولين لهذه الإعلانات والشركات وبمجرد ضخ هذه الأموال إلى الخارج فإن هذا يؤثر سلبا في السيولة المتاحة في النظام المالي، لكن حتى الآن تعد عمليات التداول محدودة جدا، وبالتالي فإن تأثيرها محدود في سوق الأسهم السعودية، لكن من الخطر الوصول إلى مرحلة تكون فيها هذه التداولات ذات تأثير سلبي في ذوي الأرصدة والمدخرات المنخفضة وخطر خسارتهم أصولهم وأموالهم، ولا ترتبط الخسائر بالمال فقط، فهذه العمليات تبدأ بالتداولات البسيطة ثم تتحول إلى التداول بالهامش margin trading، حيث تقوم هذه الشركات بإقراض المتداولين 80 أو 90 في المائة إذ يكون في هذه الحالة عنصر المخاطرة والخسارة سريعا جدا. خطر يهدد المستثمرين من جانبه قال المستشار والكاتب الاقتصادي طلعت حافظ إن تجارة العملات بشكل عام هي تجارة عالية المخاطر ويصعب التحكم فيها، وذلك لأن سوق العملات تتعرض أكثر من غيرها للتأثر بالعوامل والاعتبارات الاقتصادية العالمية والجيوسياسية التي لا يستطيع أحد التنبؤ بها، التي قد تؤثر أيضا في حركة التصدير والاستيراد، وبالتالي فإن عنصر المخاطرة فيها أعلى بكثير من استثمارات أخرى في أسواق المال، والدخول في مثل هذا النوع من الاستثمار يحتاج إلى تقنيات وخبرة في أساسيات هذا النوع من الاستثمارات، فلذلك فهو غير مناسب لصغار المستثمرين لأنهم يعتمدون على رؤوس أموالهم، وفي حال خسارة المستثمر أمواله فإن ذلك ينعكس على كافة جوانب حياته العملية وحتى الاجتماعية. وتابع انتشار الإعلانات الوهمية الخادعة حول هذا النوع من الاستثمار الفوركس في شبكة الإنترنت خاصة في شبكات التواصل الاجتماعي أمر مقلق، لأن المستخدمين لا يعرفون مع من يتعاملون، هل هي شركة نظامية مرخصة؟ تحت أي نظام أو قانون تعمل هذه الشركة؟ هل هي حقيقية أو وهمية، وقد تكون شركة وهمية تمارس نمطا من أنماط الاحتيال المالي كونها توهم صغار المستثمرين وتطلب إيداع مبالغ صغيرة وإتاحة الاستثمار في تجارة العملة وتداولها ليضاعفوا هذه المبالغ الصغيرة، كما توهمهم بتحقيق أرباح عالية في فترة قصيرة، وكان هناك كثير من الضحايا الذين وقعوا فريسة لهذا النوع من الاحتيال المالي الوهمي، يصعب عليهم الآن استعادة أموالهم. وأكد أن التعاملات التجارية المالية يلجأ إليها التجار ذوو الخبرة في هذا المجال، ولا يلجأون إليها بغرض المضاربة كما هو الحال مع صغار المستثمرين، بل لأغراض تجارية مثل تعاملات الاستيراد والتصدير ولتأمين فروق العملات في السداد للشركات العالمية التي يتعاملون معها، ويتم ذلك من خلال مؤسسات مالية معروفة وذات موثوقية ولديها الباع الطويل في هذا المجال. وشدد حافظ على أهمية الحرص على عدم المخاطرة بالأموال والمدخرات والانسياق خلف هذه الإعلانات الوهمية على الإنترنت التي تحمل الإغراءات، وتروج لهذه الفرص الاستثمارية الوهمية سواء كانت في الأوراق المالية أو غيرها من الاستثمارات المختلفة عبر شبكة الإنترنت والمواقع المشبوهة والشبكات الاجتماعية التي تنطوي أعمالها على نشاطات غير نظامية، كما يجب أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر. الوصول عبر الشبكات الاجتماعية من جانبه قال عبدالله السبيعي مختص الشبكات الاجتماعية إن هذه الشركات اعتمدت في تسويقها لمنتجاتها وعروضها على الشبكات الاجتماعية خاصة شبكة التواصل الاجتماعي تويتر للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور خاصة في المملكة، وذلك لأن المستخدمين في المملكة يعدون الأكثر استخداما للشبكات الاجتماعية من حيث المشاهدة والتفاعل وإنتاج المحتوى. وتابع هناك كثير من شركات الفوركس والتداولات المشبوهة تقوم بشكل دائم بالتواصل مع الأشخاص الموثوقين والمؤثرين في المجتمع ويعرضون عليهم مبالغ طائلة للمساهمة في تسويق خدماتهم ومنتجاتهم غير المصرح بها في المملكة. أشار السبيعي إلى أهمية وجود لجان أو تكتل تحت مظلة وزارة الإعلام لكافة الأشخاص والأفراد المؤثرين في جميع المجالات في الشبكات الاجتماعية للاستفادة منهم في محاربة وردع الممارسات غير النظامية أو الهاشتاقات التي تبث الكراهية، إضافة إلى رفع وعي المستخدمين عبر الاستفادة من خبرة رواد التواصل الاجتماعي، وذلك لأن الشبكات الاجتماعية باتت إحدى أهم وسائل الإعلام التي يصل صداها إلى كثير من المستخدمين، كما أن الإنترنت أصبحت بيئة خصبة وملعبا واسعا للاحتيال عبر هذه الإعلانات ومن يقومون بتسويقها، لأن وسائل التسويق الإلكتروني أثبتت قوتها وجودتها، لكن يتم استغلال بعض المستخدمين فيها لجهلهم، وهنا يأتي دور الأشخاص البارزين في الشبكات الاجتماعية لرفع وعي المستخدمين وتحذيرهم من الدخول في هذه الدوامة التي لا تحمد عقباها. يذكر أن مؤسسة النقد العربي السعودي وهيئة السوق المالية حذرتا من هذا النوع من الاحتيال، في إعلان جاء نصه هناك جهات غير مرخصة تسوق لمنتجات استثمارية مشبوهة وعالية المخاطر ودون أي حماية نظامية. لذا تأكد من أن الجهة التي تنوي التعامل معها حاصلة على التراخيص اللازمة حسب نظام مؤسسة النقد العربي السعودي ونظام السوق المالية.
مشاركة :