رحيل المتمرد الأبدي «جون برغر»

  • 1/4/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أحمد عثمان (باريس) توفي، أمس الأول الاثنين، الكاتب البريطاني، المتمرد الأبدي، جون برغر، الحائز على جائزة بوليتزر للآداب في عام 1972 عن عمر يناهز التسعين عاماً في منفاه الفرنسي. في كتابه «أوطان متخيلة»، وضع سلمان رشدي قائمة لكتابه المفضلين، من ضمنهم، جون برغر، الذي قال «مارسوا الأدب كفعل مقاومة». أكثر ما يحبه في الحياة، أن يرخي القلوع، وينسى عمره لكي يستقل سيارته الهوندا السوداء وينطلق سريعاً في الشوارع. «وطني الوحيد هو لغتي»، هكذا كان يردد دوماً بنبرته البريطانية، هذا المواطن العالمي ذو الشعر الأبيض الغزير الذي حاز على جائزة بوليتزر في نوفمبر 1972 عن رواية «ج»، التي تحكي عن شخصية فنان، آناركي، هاوي طيران يحيا على ممارسة الممنوعات في إيطاليا أوائل القرن العشرين. آنذاك، كان لحصوله على هذا الجائزة صدمة في إنجلترا، لأن الرواية، غير قابلة للتصنيف وطليعية، «ولها رائحة الكبريت». يوم حصوله على الجائزة، صرح أنه سيتقاسم نصف الجائزة مع جماعة «الفهود السود» الأميركية: «أتمنى مقاسمة هذه الجائزة معهم لأنهم يقاومون، باعتبارهم سوداً وعمالاً، استغلال المضطهدين». وهكذا غادر بلاده محاولاً أن يلقي بمرساته في البداية بسويسرا ثم إيطاليا، إلى أن انتهى بالإقامة وزوجه في قرية صغيرة بوادي غريف الفرنسي، قرية «كوينسي». بالنسبة للغرفة التي يكتب فيها، غرفة صغيرة كما غرف الرهبان يصل المرء إليها عبر سلم خشبي. ومع ذلك، لم يكن برغر بالناسك المنعزل في برجه العاجي، على العكس، كان كقائد الأوركسترا الذي يستطيع أن يرسم، يكتب دراسة عن غويا، يحرر مقالات في الصحف، يرتب حقائبه لكي يلتقي بمهاجرين فلسطينيين، يكتب عن صديقه محمود درويش، الذي ترجم الكثير من قصائده إلى الإنجليزية. في كل مكان، لم يكف جون برغر عن منح صوته لكل المنفيين، المنسيين، اللاجئين والمناضلين، لأن الإخاء، بالنسبة إليه، مسألة أساسية.

مشاركة :