إبراهيم الملا (الشارقة) يطمح مركز مليحة للآثار في الشارقة وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إلى تقديم نموذج متطور من العرض الثقافي للمكونات التاريخية العريقة والممتدة لآلاف السنوات في منطقة شهدت تحولات بيئية ومعيشية متنوعة ومتصاعدة على سلّم الارتقاء البشري، منذ العصر الحجري ثم البرونزي ووصولاً للعصر الحديدي وحتى فترة ما قبل الإسلام. ويعد المركز جزءاً مهماً وفاعلًا ضمن مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية الرامية إلى التنمية المستدامة للمناطق التاريخية، وإعادة إحياء الغطاء النباتي والحياة البريّة في المنطقة، واستحضار الماضي بصيغة تفاعلية تستحضر المنسي والمجهول، وعرض المكتشفات والصور التخيلية في إطار جاذب ومشوق للزوار والسياح والجمهور والطلبة وعشاق المواقع الأثرية، في تجربة ثقافية وبصرية تجمع بين التعليم والترفيه، وبين الثقافة المعرفية والمغامرة الجسدية في الهواء الطلق. ولإلقاء الضوء على تفاصيل إضافية تتعلق بالقيمة الأثرية التي يختزنها مركز مليحة للآثار، التقت «الاتحاد» عيسى يوسف مراقب المسح والتنقيبات بهيئة الشارقة للآثار، الذي أشار بدايةً إلى أن مركز مليحة للآثار يعدّ منارةً علمية نادرة، ونموذجاً مبتكراً في صناعة الثقافة والسياحة الأثرية بمنطقة الخليج والوطن العربي. وأشاد يوسف بالدور الحيوي والعمل المبتكر الذي تقوم به هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، التي ترأسها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، ويديرها مروان السركال، وأثنى على جهود الهيئة في الربط المثمر بين السياحة والثقافة، والتي أسهمت في إدراج المنطقة الوسطى في الشارقة، ومنطقة مليحة بالتحديد على القائمة التمهيدية المرشحة للانضمام إلى مواقع التراث العالمي. وأوضح يوسف أن المركز يجمع بين العنصر التعليمي والتثقيفي والسياحي المقدم للجمهور والزوار بوسائط تفاعلية مقروءة ومرئية ومسموعة، تصور وتعكس طقوس العيش وطرائق الحياة اليومية لسكان المنطقة في العهود القديمة، كما أنها تترجم التنوع البيئي وسط الجبال والصحاري والمزارع والحياة الريفية، وتشرح للزوار أيضاً التغيرات المناخية التي طرأت على المنطقة خلال تلك العقود الطويلة والغائرة في الزمن. كما التقت «الاتحاد» محمود راشد ديماس، مدير مركز مليحة للآثار، الذي أوضح أن افتتاح المركز يأتي في سياق تنفيذ الرؤى والتطلعات العميقة لصاحب السمو حاكم الشارقة من خلال تنمية قطاع السياحة الأثرية في إمارة الشارقة وفي دولة الإمارات عموماً. وأضاف ديماس أن المركز يهدف أيضاً إلى الترويج للسياحة البيئية وتعريف الأجيال الجديدة والزوار الأجانب بالتسلسل التاريخي والتنوع البيئي الذي تتمتع به المنطقة الوسطى في إمارة الشارقة. وقال ديماس: «تم تصميم المركز ليكون منسجماً ومتناغماً مع بيئته الأصلية ليقدم قصة مليحة في قالب مشوّق، وتم اختيار مكان إنشائه في قلب منطقة مليحة ليكون مركز إشعاع حضاري وتواصل حي ومتفاعل مع أهمية وخصوصية وجمالية مليحة، وما تتمتع به من ثراء في المنظور الطبيعي والخارجي، ومن عمق حضاري وإنساني يعود إلى ملايين السنين».
مشاركة :