فشل برشلونة في إلحاق الهزيمة الأولى بفريق المدرب الارجنتيني دييغو سيميوني في المسابقة القارية هذا الموسم، لكي يقطع شوطاً هاماً نحو تكرار سيناريو مواجهته القارية الاخيرة ضد فريق من بلده وكانت في موسم 2010-2011 حين تخلص في نصف النهائي من قطب العاصمة الاخر ريال مدريد (2-صفر و1-1). كما فشل النادي الكاتالوني في تحقيق فوزه الخامس مقابل 5 هزائم من اصل 10 مباريات خاضها ضد فريق من بلده في المسابقات القارية، علما بانه خاض مواجهة قارية اخرى عام 2006 ضد فريق اسباني وكانت في كأس السوبر الاوروبية ضد اشبيلية (صفر-3). ويأمل برشلونة ان يتمكن إيابا من الخروج فائزا لكي يكرر سيناريو المواجهتين السابقتين اللتين خرج منهما منتصرا امام فريق اسباني في هذه المسابقة بصيغتيها القديمة والحالية، اذ انه وصل الى النهائي خلال موسم 1960-1961 حين تغلب على ريال مدريد 4-3 في مجموع مباراتيهما في الدور الاول وموسم 2010-2011 على حساب الفريق ذاته في الدور نصف النهائي. وفي المقابل، عزز اتلتيكو الذي يخوض ربع النهائي للمرة الاولى منذ 1997 (خرج على يد اياكس امستردام الهولندي) مقابل 16 لغريمه الكاتالوني (يصل الى هذا الدور للمرة السابعة على التوالي وهو رقم قياسي)، حظوظه في الوصول الى دور الاربعة للمرة الاولى منذ 1974 (وصل الى النهائي وخسر امام بايرن ميونيخ الالماني) لان عليه المحافظة ايابا على نظافة شباكه لكي يحقق هذه الغاية بفضل الهدف الذي سجله له اليوم البديل البرازيلي دييغو. وكان اتلتيكو الأقرب الى افتتاح التسجيل في بداية اللقاء بعد خطأ في ابعاد الكرة من الحارس خوسيه مانويل بينتو الذي لعب اساسيا في ظل غياب فيكتور فالديس بسبب اصابة ستبعده عن الملاعب لستة اشهر، فوصلت الى مهاجم برشلونة السابق دافيد فيا الذي سدد بجوار القائم رغم انه كان في موقف جيد للتسجيل في مرمى فريقه السابق (5). ثم تعرض برشلونة لضربة بعد اصابة جيرار بيكيه ما اضطر المدرب الارجنتيني خيراردو مارتينو الى استبداله بمارك بارتا (13). وكان النادي الكاتالوني قريبا من افتتاح التسجيل عندما تخلص الارجنتيني ليونيل ميسي من المدافع قبل ان يمرر الكرة الى اندريس انييستا الذي كان في وضع مثالي للتسجيل لكن الاوروغوياني دييغو غودين تدخل في الوقت المناسب لانقاذ فريقه (26) الذي تعرض بعدها لضربة باصابة نجمه البرازيلي الاصل دييغو كوستا ما اضطر سيميوني الى استبداله بمواطنه دييغو (30) ما عزز الاستراتيجية المتحفظة المعتمدة من قبل المدرب الارجنتيني في الشوط الاول الذي اكتفى فيه لاعبوه باقفال منطقتهم دون المخاطرة في الانطلاق نحو المنطقة الكاتالونية. وفي بداية الشوط الثاني، صدم اتلتيكو جماهير كامب نو بافتتاحه التسجيل في الدقيقة 56 بفضل دييغو الذي فاجأ بينتو بتسديدة من خارج المنطقة عجز الحارس الكاتالوني عن صدها. وحصل برشلونة على فرصة رائعة لادراك التعادل من تسديدة صاروخية اطلقها سيرخيو بوسكيتس من خارد المنطقة لكن الحارس البلجيكي تيبو كورتوا تعملق وانقذ فريقه (64) قبل ان ينحني في نهاية المطاف امام نيمار الذي ادرك التعادل لاصحاب الارض في الدقيقة 71 مستفيدا من تمريرة بينية رائعة لانييستا في ظهر ثلاثة مدافعين، سامحا للاعب سانتوس السابق في ان يجد طريقه الى الشباك بتسديدة قوسية وضع من خلال الكرة بعيدا عن متناول كورتوا، مسجلا هدفه الرابع في المسابقة هذا الموسم وال15 في جميع المسابقات بقميص بلاوغرانا. وانتفض برشلونة بعد التعادل وكان قريبا جدا من تسجيل هدف ثان سريع لولا تألق كورتوا في وجه تسديدة انييستا (75)، ثم واصل صاحب الارض ضغطه حتى النهاية لكن دون الوصول الى الشباك. وقطع بايرن ميونيخ الالماني حامل اللقب شوطا هاما نحو بلوغ الدور نصف النهائي للمرة الثالثة على التوالي بتعادله مع مضيفه مانشستر يونايتد الانكليزي 1-1، فيما كان التعادل سيد الموقف مجددا بين برشلونة الاسباني وضيفه ومواطنه اتلتيكو مدريد وبنتيجة 1-1 ايضا اليوم الثلاثاء في ذهاب الدور ربع النهائي من دوري ابطال اوروبا. على ملعب اولدترافورد، يبدو بايرن ميونيخ في طريقه لتكرار سيناريو موسم 2009-2010 حين تخطى يونايتد في الدور ذاته بعد فوزه ذهابا 2-1 بفضل هدف قاتل للكرواتي ايفيتسا اوليتش (2+90)، ثم خسارته ايابا في اولدترافورد 2-3 في مباراة كان متخلفا فيها بثلاثية نظيفة. واصبحت الطريق ممهدة امام النادي البافاري لكي يتخلص من فريق انكليزي اخر بعد ان تخطى عقبة ارسنال في الدور السابق، رغم انه لم يتمكن اليوم من تحقيق فوزه الثامن على التوالي في المسابقة بعيدا عن اليانز ارينا. وتشير جميع المعطيات الفنية الى ان يونايتد الذي سبق ان خسر امام بايرن في مناسبة اخرى خلال هذا الدور وذلك في موسم 2000-2001 (3-1 بمجموع المباراتين)، لن يكون مرشحا للفوز في اليانز ارينا ايابا الاربعاء المقبل. وفي حال فشل يونايتد في تحقيق النتيجة المرجوة في ملعب اليانز ارينا امام بطل الدوري الالماني، سيخرج من الموسم خالي الوفاض بعد ان فقد الامل في الاحتفاظ بلقب الدوري المحلي ولا حتى الحصول على احد المراكز الاربعة الاولى المؤهلة الى المسابقة الموسم المقبل، اضافة لخروجه من المسابقتين المحليتين ما وضع مدربه الجديد الاسكتلندي ديفيد مويز في وضع لا يحسد عليه في موسمه الاول كخلف لمواطنه الاسطورة اليكس فيرغوسون الذي قاد يونايتد الى قهر بايرن ميونيخ في النهائي التاريخي عام 1999 حين كان الاخير متقدما 1-صفر حتى الوقت بدل الضائع قبل ان يتمكن البديلان تيدي شيرينغهام والنروجي اولي غونار سولسكيار من خطف الكأس الغالية من يدي النادي البافاري. وجاءت البداية مثيرة وتمكن داني ويلبيك من هز شباك مانويل نوير منذ الدقيقة الثالثة بعد مجهود مهاري رائع لكن الحكم الغى الهدف بداعي ان المهاجم الدولي رفع قدمه عاليا في مواجهة الاسباني خافي مارتينيز الذي حاول قطع الكرة برأسه. ورد بايرن بكرة اطلقها الهولندي اريين روبن قوسية من حدود المنطقة لكن محاولته مرت قريبة جدا من القائم الايمن لمرمى الحارس الاسباني دافيد دي خيا (7)، ثم اتبعها النادي البافاري بفرصة خطيرة اخرى للنمسوي دافيد الابا الذي وصلته الكرة داخل المنطقة من تمريرة متقنة للفرنسي فرانك ريبيري فعكسها عرضية بقوة لكنها مرت من امام باب المرمى دون ان تجد من يتابعها في الشباك (25). وحصل الضيف البافاري على فرصة اخرى وهذه المرة من تسديدة قوسية رائعة لروبن نجح دي خيا وببراعة في ابعاد الكرة الى ركنية لم تثمر (31). وواصل رجال غوارديولا افضليتهم لكن الخطر جاء من الجهة المقابلة عندما انطلق واين روني بهجمة مرتدة ومرر الكرة الى ويلبيك الذي وجد نفسه وحيدا بمواجهة نوير فحاول ان يلعب الكرة ساقطة فوق الاخير لكن حارس ناسيونال مانشافات تعملق وانقذ فريقه (40). واختتم يونايتد الشوط الاول بفرصة خطيرة اخرى كانت هذه المرة للاكوادوري انتونيو فالنسيا الذي وصلته الكرة على الجهة اليمنى فاطلقها صاروخية تحولت من الابا وكادت ان تخدع نوير الذي شاهدها وهي تمر فوق عارضته بقليل جدا (44). وبدأ يونايتد الشوط الثاني من حيث انهى الاول لكن بفعالية اذ تمكن من افتتاح التسجيل في الدقيقة 58 من كرة رأسية لمدافعه وقائد الصربي نيمانيا فيديتش اثر ركلة ركنية نفذها روني. ووجد غوارديولا نفسه مضطرا الى تغيير تشكيلته الهجومية من اجل تجنب الهزيمة فزج بالكرواتي ماريو ماندزوكيتش بدلا من توماس مولر (64)، وكان مصيبا لان فريقه نشط هجوميا وسرعان ما وجد طريقه الى الشباك اثر هجمة منسقة بدأ روبن بتمرير الكرة الى البرازيلي رافينيا على الجهة اليمنى فلعبها الاخير عرضية لتصل الى ماندزوكيتش الذي حضرها برأسه لباستيان شفاينشتايغر المندفع من الخلف فاطلقها الاخير صاروخية في سقف شباك دي خيا (66) الذي كاد ان يتلقى هدفا ثانيا من تسديدة قوية لروبن لكن محاولة الهولندي مرت قريبة جدا من القائم الايمن (78). ولم تكن نهاية المباراة جيدة لبايرن رغم عودته بتعادل ثمين اذ سيفتقد ايابا شفاينشتايغر بسبب طرده لحصوله على انذار ثان في المباراة بسبب خطأ قاس على روني (89)، كما انه سيفتقد خافي مارتينيز للايقاف بسبب حصوله على انذار. وعلى ملعب كامب نو، يبدو ان التعادل اصبح عنوان المواجهات بين برشلونة واتلتيكو اذ فشل اي منهما في الخروج فائزا للمباراة الرابعة بينهما هذا الموسم. واعتقد الجميع ان برشلونة سيستفيد من عاملي الارض والجمهور والدفع المعنوي الرائع الذي حصل عليه منذ فوزه على غريمه الازلي ريال مدريد في معقل الاخير في الدوري المحلي، لكي يقطع نصف الطريق نحو بلوغ دور الاربعة للمرة السابعة على التوالي (انجاز قياسي)، لكن النادي الكاتالوني فشل حتى في حسم الفصل الاول من مواجهته مع اتلتيكو الذي يتصدر الدوري المحلي بفارق نقطة عن بلاوغرانا الذين يدينون بتجنب الهزيمة الاولى لهم في ربع النهائي منذ 2003 الى البرازيلي نيمار الذي ادرك التعادل، ليكون اللاعب الوحيد من اصحاب الارض الذي يسجل في شباك اتلتيكو هذا الموسم (سجل في ذهاب كأس السوبر 1-1).
مشاركة :