استقالة الكوني تخلخل تماسك المجلس الرئاسي الليبي فاجأ موسى الكوني نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة فايز السراج، الأوساط السياسية والمراقبين المهتمين بتطورات الملف الليبي، بإعلان استقالته على الهواء مباشرة، في خطوة ألقت بظلال كثيفة على الأوضاع الليبية التي تمر منذ إنتهاء مدة العمل باتفاقية الصخيرات، بموجة من التقلبات والمتغيرات التي تُنذر بتشكل مشهد سياسي جديد في البلاد. وأكد الكوني خلال مؤتمر صحافي عقده ، استقالته من عضوية المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، قائلا “أعلن للشعب الليبي استقالتي لأني فشلت وأعتذر له على فشلي”. ولم يتردد في القول إن المجلس الرئاسي الذي انبثق عن إتفاقية الصخيرات المغربية الموقعة في 17 ديسمبر من العام الماضي، “فشل فى إدارة الدولة”، وذلك قبل أن يُحمله مسؤولية “كل المآسي التي حدثت طيلة العام الماضي”. وأحدثت هذه الاستقالة رجة عنيفة داخل المجلس الرئاسي، خاصة وأنها تأتي في ظل اجواء اتسمت بتآكل رصيد حكومة الوفاق الوطني التي بدأت تفقد تدريجيا الدعم الإقليمي والدولي الذي كانت تُحظى به نتيجة المتغيرات السياسية المُتسارعة التي جعلت الملف الليبي يتدحرج في أولويات الدول الفاعلة. ولا يستبعد المراقبون أن تُعمق هذه الاستقالة التي مازالت تتفاعل على أكثر من صعيد، أزمة المجلس الرئاسي الليبي في ظل استمرار مقاطعة نائب رئيس المجلس علي القطراني وعضو المجلس عمر الأسود، وتضعه في مأزق خطير ستكون له تداعيات مباشرة على حكومة الوفاق الوطني التي تُعاني هي الأخرى من انعدام الانسجام وتزايد المشكلات، التي دفعت وزير الداخلية فيها العارف الخوجة إلى الاستقالة. ورغم وضوح موقف موسى الكوني، فإن القراءات اختلفت في تحديد أسباب هذه الإستقالة، وتباينت المواقف إزاء تأثيراتها المُحتملة، وسط تساؤلات حول مغزى توقيتها الذي تزامن مع حراك سياسي ودبلوماسي إقليمي، ولقاءات ومشاورات ليبية-ليبية حول مآل اتفاقية الصخيرات التي مازال البعض يعتقد أنه يُمكن البناء عليها لبلورة خارطة طريق جديدة تُنهي المأزق الراهن. سراب/12 شارك هذا الموضوع: Tweet RSSطباعةالبريد الإلكتروني معجب بهذه: إعجاب تحميل...
مشاركة :