قال مسؤول أمس، إن كثيرا من قياديي حركة طالبان كانوا من بين 52 عنصرا من مسلحي الحركة الذين قتلوا في عمليات خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية في إقليم هلمند جنوب أفغانستان. وذكر البرجادير جنرال والي جان أحمدزاي، قائد الفرقة العسكرية «ماواند 215»، في مؤتمر صحافي في لاشجارجاه، أن مسلحي «طالبان» كثفوا الهجمات على منطقتي مارجا وسانجين قبل يومين، ولكن القوات البرية والهجمات الجوية قد ردتهم على أعقابهم، بحسب وكالة «باجوك» الأفغانية للأنباء. وأضاف أن 13 متمردا قتلوا في عملية للقوات الخاصة في منطقة جارامسير. وهاجمت القوات الخاصة المتمردين في محلية باهرامشي في مقاطعة ديشو، وتم تكبيدهم خسائر ومصادرة أسلحة. وتابع أنه تم تدمير مصنع للمخدرات في المداهمة التي تم القيام بها ليلة أمس. واستطرد أحمدزاي: «إن أربعة من عناصر الجيش الوطني الأفغاني لقوا حتفهم، وأصيب تسعة آخرون في منطقة سانجين». من جانبه، أكد قاري يوسف أحمدي، متحدث باسم «طالبان»، وقوع الاشتباكات في هلمند، وزعم أن عناصر الحركة استولوا على نقاط تفتيش تابعة للشرطة في منطقة سانجين. وتأتي العمليات الأمنية ضد حركة طالبان، ردا على هجمات الحركة ضد قوات الأمن والجيش في أفغانستان منذ الإطاحة بها من سدة الحكم في عام 2001، عقب حملة دولية بقيادة الولايات المتحدة. وفي هرات تظاهر نحو ألفي شيعي غرب أفغانستان أمس، احتجاجا على تفاقم الهجمات التي يقوم بها تنظيم داعش في البلاد. فيما حذرت الحكومة من توسع رقعة وجود التنظيم إلى 11 ولاية، وهتف المتظاهرون الذين ساروا إلى مكتب الوالي في مدينة هرات (غرب)، حاملين صور ضحايا قتلوا في هجمات للتنظيم مؤخرا «الموت لأعداء أفغانستان»، و«الموت لـ(داعش)». وقال قربان علي، المتظاهر والبالغ الأربعين من العمر، لوكالة الصحافة الفرنسية: «تتزايد هجمات (داعش) على مساجدنا كل يوم. يريدون خلق هوة بين الشيعة والسنة»، مطالبا الحكومة بحمايتهم. وانعكس تنامي وجود تنظيم داعش على المشهد الطائفي في البلد ذي الغالبية السنية الذي ظل بمنأى عن الصراعات الطائفية، رغم عقود من الحرب وحتى بضعة أشهر ماضية، واقتصر وجود تنظيم داعش على ولاية ننغارهار المتاخمة للحدود الباكستانية، حيث قام بأعمال وحشية من ضمنها إعدامات رغم الحرب التي تشنها الولايات المتحدة عليه. إلا أن الحكومة كشفت أن التنظيم يتوسع في باقي الولايات. وقال نجيب الله ماني، رئيس قسم مكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية، إن «معلوماتنا الأولية تشير إلى أن (داعش) وراء الهجمات الأخيرة في هرات. هم يتوسعون ودائما ما يبحثون عن مناطق جغرافية جديدة». وأضاف ماني أن أعضاء التنظيم باتوا موجودين في 11 ولاية «على الأقل» في أفغانستان، و«هدفهم النهائي هو خلق انقسامات طائفية بين الشيعة والسنة». وشهدت هرات المجاورة للحدود مع إيران، تزايدا في الهجمات ضد مساجد الأقلية الشيعية، كما حدث الأحد حين قتل إمام وجرح خمسة آخرون. إلا أن تنظيم داعش لم يعلن مسؤوليته عن الهجوم. وقال جاويد، الذي شارك أيضا في المظاهرة: «لن نسمح لـ(داعش) بأن يحول أفغانستان إلى سوريا ثانية».
مشاركة :