يتطلع الكونغرس الأميركي الجديد إلى إلغاء أجزاء رئيسية من قانون الرعاية الصحية للرئيس الأميركي باراك أوباما، وتخفيف قواعد في القطاعين البيئي والمالي، لكن يحتمل دخوله في خلافات شديدة في شأن الأسماء المعلنة في إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب. وعلى رغم تعهده توحيد البلد المنقسم بشدة يؤدي ترامب اليمين الدستورية في 20 من الشهر الجاري، وهو يقود الحزب الجمهوري الذي سيدفع بالتشريع عبر الكونغرس من دون تأييد يذكر من الديموقراطيين. وأفاد استطلاع نشرته مؤسسة «غالوب» أول من أمس، بأن ترامب سيتولى المنصب وأكثر من نصف الأميركيين لا يثقون في قدرته على التعامل مع الأزمات الدولية وإدارة القوة العسكرية بحكمة أو منع أي ثغرات أخلاقية في إدارته. وحذر أعضاء كبار في الحزب الديموقراطي من خلاف محتدم في شأن قانون الرعاية الصحية (أوباماكير) المتوقع أن يضم في سجلاته 13.8 مليون شخص ويهدف الى توفير التأمين الصحي للأفراد الذين يفتقرون الى الإمكانات وتوسيع التغطية لتشمل آخرين. وقال الــنائب ثاني أكبر نائب ديموقراطي في مجلس النواب ستيني هوير «سنخوض معركة صعبة كالعادة لحماية قانون الرعاية». ويعارض الجمهوريون منذ سنوات القانون ويقولون إنه غير عملي ويضر بنمو الوظائف. وبعد سيطرتهم على الكونغرس والبيت الأبيض أصبح الجمهوريون في وضع يؤهلهم لسن مشروع قانون لإلغائه. وإضافة الى «أوباماكير» يرغب الجمهوريون أيضاً في تقليص أو إلغاء قواعد تهدف إلى فرض مزيد من الرقابة على انبعاثات الغازات الصناعية التي تساهم في التغير المناخي، وأيضاً إصلاحات في القطاع المصرفي جرى تطبيقها بعد الأزمة المالية العالمية في 2007 و2008. الى ذلك، سجلت التحويلات إلى المكسيك أكبر قفزة في أكثر من عشر سنوات في تشرين الثاني (نوفمبر)، ما قد يكون رد فعل على فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية والذي هدد بوقف التحويلات وقوض الثقة في العملة المكسيكية البيزو خلال حملته الانتخابية. وأظهرت بيانات البنك المركزي المكسيكي أول من أمس أن المكسيكيين المقيمين في الخارج أرسلوا تحويلات تقارب قيمتها 2.4 بليون دولار إلى بلدهم في تشرين الثاني بزيادة 24.7 في المئة عن مستواها قبل سنة، لتسجل أسرع وتيرة نمو منذ آذار (مارس) 2006. وخاض ترامب حملة انتخابية زاخرة بالخطب المناوئة للمكسيك، وهدد بوقف التحويلات من المواطنين المكسيكيين ما لم توافق المكسيك على دفع ثمن إقامة الجدار الضخم الذي تعهد ببنائه على الحدود الجنوبية الأميركية للحؤول دون دخول المهاجرين غير الشرعيين. وأدى فوزه المفاجئ في انتخابات الثامن من تشرين الثاني إلى هبوط البيزو المكسيكي لمستويات قياسية، في موجة بيع عززتها تهديداته بإلغاء اتفاق تجاري بين المكسيك والولايات المتحدة وفرض رسوم على السلع المكسيكية الصنع. وتشكل تحويلات المكسيكيين المقيمين في الولايات المتحدة مصدراً لدخل الكثير من الأسر في المكسيك التي يعيش نصف سكانها في فقر. وكان محافظ البنك المركزي المكسيكي أغوستين كارستنز قال الشهر الماضي إن ارتفاع التحويلات يرجع إلى ضعف سعر الصرف وزيادة الوظائف الأميركية والمخاوف المرتبطة بسياسات ترامب. وأكدت الحكومة المكسيكية في تشرين الثاني إنها مستعدة للضغط على الكونغرس الأميركي واستخدام كل الوسائل القانونية الممكنة لمنع ترامب من وقف التحويلات.
مشاركة :