قصفت القوات التركية وفصائل سورية معارضة حليفة لها أمس منطقة خاضعة لسيطرة فصيل تابع لـ «قوات سورية الديموقراطية» في ريف محافظة حلب (شمال سورية)، ما يثير مخاوف جديدة من صدام بين هذين الطرفين اللذين يخوضان في الوقت ذاته معركة لطرد تنظيم «داعش» من شمال سورية. وهذا القصف هو الأخير في سلسلة من المناوشات بين الأتراك وحلفائهم وبين الأكراد وحلفائهم في محافظة حلب. وأورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» معلومات أمس عن «انفجارات عنيفة» في الريف الغربي لمدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، تبيّن أنها نجمت عن قصف «القوات التركية المساندة لقوات درع الفرات على مناطق في بلدة العريمة التي يسيطر عليها مجلس منبج العسكري» المتحالف مع «قوات سورية الديموقراطية» (تحالف عربي - كردي). وأضاف «المرصد» أن القصف التركي تسبب في مقتل شخصين وإصابة «أكثر من 12» آخرين. ونشرت صفحات إعلاميين من «وحدات حماية الشعب» و «وحدات حماية المرأة» و «مجلس منبج العسكري» صوراً لجرحى مدنيين يتلقون العلاج نتيجة ما وُصف بأنه قصف تركي استهدف العريمة. وجاء القصف التركي في وقت نقلت «رويترز» عن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أمس أنه يتوقع أن تتوقف الإدارة الأميركية الجديدة للرئيس المنتخب دونالد ترامب عن إمداد «وحدات حماية الشعب» الكردية في سورية بالأسلحة، مشيراً إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما مسؤولة عن مثل هذه الإمدادات. وقال يلدريم في كلمة لأعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان: «يجب ألا تسمح الولايات المتحدة بأن تطمس منظمة إرهابية هذه الشراكة الاستراتيجية (مع تركيا)». وغضبت أنقرة بسبب دعم واشنطن «وحدات حماية الشعب» التي ظهرت كشريك أساسي للولايات المتحدة في قتال تنظيم «داعش» في سورية. في غضون ذلك (رويترز)، قال الجيش التركي الذي يدعم المعارضة السورية في عملية «درع الفرات» التي بدأت قبل نحو أربعة شهور في شمال سورية، أن 18 متشدداً من عناصر «داعش» قتلوا و37 آخرين أصيبوا بجروح باشتباكات وبنيران المدفعية أول من أمس الإثنين. وفي بيان في شأن عملياته على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية، قال الجيش التركي أن طائراته الحربية دمرت أربعة أهداف للتنظيم فيما شنت طائرات روسية ضربات ضد المتشددين في منطقة دير قاق التي تقع على بعد ثمانية كيلومترات جنوب غربي مدينة الباب التي يسيطر عليها «داعش». والباب هي آخر المدن الكبيرة التي ما زالت تحت سيطرة التنظيم في محافظة حلب بشمال سورية.
مشاركة :