إدارة التعليم بين المركزية واللامركزية

  • 1/4/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

إن المركزية في الإدارة التعليمية تعني الاحتفاظ بسلطة اتخاذ القرارات، بحيث يكون في يد السلطة العليا، وفي هذا النمط من الإدارة تنفرد بالإشراف على التعليم إدارة أو هيئة واحدة تسيطر على التعليم، وتوجهه الوجهة التي تراها دون مشاركة إدارة أو هيئة أخرى. أما اللامركزية فتعني أن ندير التعليم في كل منطقة محلية، دون تدخل السلطة العليا المتمثلة في الوزارة. ومن مزايا المركزية أنها تحقق وحدة وفاعلية النظام التعليمي، وتوفر المساواة والتوزيع العادل للخدمة التعليمية، وتوفر ضمانًا شخصيًا ومهنيًا  للمعلمين، وتحقق اقتصادًا كبيرً في الإنفاق التعليمي. أما عيوب المركزية فانعدام المشاركة المحلية، والمخرجات التعليمية(الطلاب) ذات أنماط متشابهة، ولا تشجع على تطبيق الأفكار التربوية، وتضعف العلاقة بين المدرسة والبيئة. أما مزايا اللامركزية فهي إمكانية تنمية وتطوير نظام التعليم، وتوفير الأموال اللازمة لإجراء الأنماط المختلفة من المشروعات والتجارب العلمية وللأقاليم المختلفة، وتساعد على وجود تنسيق الجهود العلمية والتجارب العلمية للأقاليم المختلفة. أما عيوب اللامركزية فمنح المحليات حرية اتخاذ القرارات المتعلقة بنشاطها، صعوبة الاتصال بين الوزارة والفروع بالأقاليم مما يعرض وحدة السلطة للضعف، وزيادة الأعباء المالية بسبب تكرار الخدمات على المستوى المحلي، وفيها إضعاف السلطة المركزية، وقد تحيد عن الأهداف أو الخطة العامة كما قد تختلف عن تنفيذ السياسة العامة، والميل إلى تنفيذ المشروعات البراقة بغرض الدعاية المحلية. ولا يمكن القول بوجود المركزية المطلقة، أو اللامركزية المطلقة في العمل الإداري، حيث لا يمكن تصور إدارة مركزية مطلقة في أي مجال من مجالات النشاط الإنساني بما فيها النشاط التعليمي. ويتوقف الاختيار بين المركزية واللامركزية في التنظيم الإداري على مقدار الرغبة في الإشراف المباشر على الأعمال، ومدى الحاجة إلى الهيمنة على تنفيذها، فالدول النامية تعتمد على نظام مركزي في إدارة التعليم، بينما تنهج الدول المتقدمة سبل اللامركزية الإدارية في التعليم. ويتضح أنه لا يمكن تبني أحد النظامين دون الآخر؛ وذلك لتلافي العيوب الكاملة للنظام نفسه، ولذلك كان هناك اتجاهات جديدة تحاول أن تصل إلى الوسطية بين هذين الاتجاهين حسب ظروف كل بلد الاجتماعية، والثقافية، فإذا كانت المركزية بما لها من مزايا تصلح لبلد أو منطقة فهي قد لا تناسب بلدًا آخر، أو مجتمع آخر، والعكس صحيح. طالب ماجستير إدارة وتخطيط تربوي.

مشاركة :