«متطوعون» من «ذوي الاحتياجات» يساعدون في تنظيم فعاليات «إثراء المعرفة»

  • 4/2/2014
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

لم يمنع «الشلل النصفي»، الذي يعاني منه سلطان الراشد، منذ طفولته، دون أن يكون له حضوره «الفاعل» في برنامج «أرامكو الثقافي 2014» (إثراء المعرفة)، المقام حالياً في متنزه الملك عبدالله البيئي في الأحساء. فالمكان يحوي التسهيلات اللازمة لتحرك أمثاله من ذوي الاحتياجات الخاصة، بين معارض البرنامج. وقال الراشد (34 عاماً)، وهو أحد أبرز متطوعي البرنامج: «إن الهدف من تطوعي هنا هو التعرف على الزوار، وكي أثبت أنني أستطيع العمل، ولست عاجزاً عن أن أكون في صفوف المتطوعين في البرنامج»، مؤكداً أنه جدير بالمكان الذي اختارته له اللجنة المنظمة، «وكلي ثقة بأنني سأقوم بعملي على أكمل وجه». ويقضي الراشد، جل وقته في ساحة الأطفال، بالعمل في التنظيم، وله تواصل «إيجابي» مع المركز الإعلامي للبرنامج. وأكد أنه لا يجد في المجتمع «الاهتمام المأمول بذوي الاحتياجات الخاصة، إلا القليل منهم». أما هو فكسر هذه القاعدة، واستند على «الكفاح والأمل» ليقضي عمله في تنظيم ساحة الأطفال، ويستمد أمله وقوته منهم. وذكر أنه لم يتردد أبداً في خوض هذه التجربة «الممتعة»، بحسب وصفه. وهذه التجربة الثانية لسلطان، للعام الثاني على التوالي، «وفي كل يوم ألمس تشجيع وتحفيز الجمهور، وفي كل يوم أثبت لهم أن العمل التطوعي ليس للأصحاء فقط، بل لجميع الناس. وأنني استمتع بأداء ما يطلب مني من تنظيم وإسعاد الأطفال. وعندما تصبح الإعاقة طريقاً للتحدي؛ يصبح كسر المستحيل أمراً محتوماً»، لذلك لقي الراشد، تشجيعاً كبيراً ممن حوله «لمواصلة كسر الصعاب والاستمرار في شتى الأعمال، وعدم إعطاء اليأس أي مكان في حياتي. وأثبت أن الإعاقة ليست حاجزاً، إنما حافزاً لإعطاء كل ما لدينا من عطاء وطاقة». وفي ركن آخر من البرنامج، كان علي العيسى، يعرض مواهبه المختلفة. ووجد العيسى، الذي يبلغ من العمر 20 عاماً، نفسه في فن جديد يدمج بين التقنية والفن، هو فن الغرافيك الذي تعرف عليه منذ نعومة أظفاره، حين كان يدرس في أوائل المرحلة المتوسطة، فأخذ بيده معلم فلسطيني، ووضع قدمه على أول طريق هذا الفن. ووجد الشاب الذي شد انتباه الجميع بنبوغه في فن الغرافيك، ضالته من خلال ركن «قهوة الفن»، وورشة الفنون التشكيلية في «واحة الأجيال». ويعد العيسى، أحد ثمار برنامج «إثراء المعرفة» في اكتشاف المواهب وتبنيها، وصقلها بالتشجيع وتوفير الإمكانات. ويتنقل علي، بين خيمة «واحة الأجيال»، التي وجد فيها مراده، وأعجب الحاضرون بأعماله الفنية وقدرته الفائقة في فن الغرافيك. ويعتبر وجوده في البرنامج «فرصة ذهبية» لصقل موهبته والإعلان عنها أمام المختصين من أصحاب الخبرة، الذين يأخذون بيده ويرشدونه للنبوغ في هذا المجال. بدوره، قال مدير البرنامج عمر بدر: «إن البرنامج يستهدف جميع الفئات العمرية، ونستقبل أكثر من ألف طالب يومياً، من نحو 20 مدرسة، بالتنسيق مع إدارة التربية والتعليم في الأحساء، إضافة لاستقبال الوفود من الجهات الحكومية. ومع وجود فعاليات لكل فئة تتوزع هذه الفعاليات بين المتعة والمعرفة من خلال برنامج مدروس تختلف فعالياته، كي لا يشعر الزائر بالملل حينما يكرر زيارته للبرنامج». وأضاف بدر، إن «هذه المتعة التي يعيشها الزائر هي ما تدفعه إلى تكرار الزيارة. فيتنقل بين الساحة والمخيمات التي أعدتها إدارة البرنامج، ويتلقى المعلومة المفيدة والمتعة. وإذا خرج إلى ساحة المتنزه يجد الفنون الشعبية متمثلة في فرقة «شعبيات»، التي تقدم العرضة السعودية والخليجية في توائم بين اللحن والكلمة والموسيقى، مع أداء الحركات الإيقاعية، في مشهد فلكلوري يسعد به كل أفراد الأسرة، وكذلك الفرقة اللبنانية التي تقدم فنونها عبر التنقل في ساحة البرنامج بصورة تسعد الجميع». وأشار الزائر صالح السلطان، إلى أنها الزيارة الرابعة له وأسرته إلى برنامج «إثراء المعرفة»، لافتاً إلى ما يقدمه البرنامج من «معلومات بصورة شيقة وترفيهية». وأشادت والدة صالح، بالخدمات المقدمة في البرنامج «والتي تشعر الزائر بالراحة والمتعة، من خلال الجلسات والمطاعم والمقاهي التي تلبي رغبات الجميع». المتطوعونأرامكوذوي الإحتياجات الخاصة

مشاركة :