نتانياهو يطلب العفو لجندي إسرائيلي أدين بقتل فلسطيني جريح

  • 1/5/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء العفو عن جندي إسرائيلي أدين بالقتل غير العمد بحق فلسطيني مصاب لم يكن يشكل خطرا عليه في الضفة الغربية المحتلة في مارس/آذار 2016. في واحدة من أكثر القضايا إثارة للانقسام في تاريخ إسرائيل، دان القضاء الإسرائيلي الأربعاء جنديا إسرائيليا بالقتل غير العمد اليوم الأربعاء بعد أن قتل بالرصاص فلسطينيا كان ممددا على الأرض مصابا وعاجزا عن الحركة في الضفة الغربية المحتلة. وأثار قرار إحالة السارجنت إلؤور أزاريا الذي قتل الفلسطيني بالرصاص بعدما طعن المهاجم جنديا إسرائيليا آخر في مارس/ آذار الماضي جدلا عاما في إسرائيل منذ البداية حيث طالب الساسة اليمينيون بعد الحكم الرئيس ريئوفين ريفلين بالعفو عن المتهم البالغ من العمر 20 عاما. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على صفحته على فيس بوك إنه يؤيد العفو عن أزاريا . وأظهر استطلاع بثته القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي الليلة تأييد 67 في المئة ممن شملهم الاستطلاع العفو عن الجندي. يوم صعب ومؤلم وكتب نتنياهو على صفحته على فيس بوك هذا يوم صعب ومؤلم- أولا وقبل كل شيء لإلؤور وأسرته والجنود الإسرائيليين ولكثير من المواطنين وآباء الجنود وأنا من بينهم...أؤيد منح عفو لإلؤور أزاريا. ولدى تلاوة قرار الإدانة في محكمة عسكرية محاطة بإجراءات أمنية مشددة في تل أبيب اشتبك بضع مئات من مساندي أزاريا من اليمين المتطرف - وحمل أحدهم لافتة كتب عليها شعار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى- مع الشرطة خارج المحكمة. وقبل عشرة أشهر كان أزاريا مسعفا في الجيش يخدم في مدينة الخليل المحتلة عندما نفذ فلسطينيان عملية الطعن. والخليل بؤرة للعنف منذ فترة طويلة وحدثت الواقعة خلال موجة من هجمات الشوارع للفلسطينيين على الإسرائيليين. وقتل الجنود الإسرائيليون بالرصاص أحد المهاجميْن. وتعرض الآخر لإطلاق نار أصيب على إثره. وبعد 11 دقيقة وبينما كان الرجل المصاب عبد الفتاح الشريف (21 عاما) يرقد على الأرض فاقدا القدرة على الحركة أطلق أزاريا نيران بندقيته على رأسه. وفي المحاكمة دافع أزاريا عن نفسه بأنه اعتقد أن الفلسطيني لا يزال رغم عدم قدرته على الحركة يشكل خطرا لأن سكينه كانت قريبة منه وأنه ربما كان يحمل متفجرات. ونقل الحكم عن أزاريا قوله لجندي آخر إنه (الفلسطيني) يستحق الموت بعد أن ضغط على الزناد. ورفضت المحكمة المؤلفة من ثلاثة قضاة حجة أزاريا. وقالت المحكمة في نص حكمها لا يمكن للمرء استخدام هذا النوع من القوة حتى إن كنا نتحدث عن عدو. ندين بالإجماع المتهم بالقتل غير العمد والسلوك غير اللائق (لجندي). ولم تظهر خلال تلاوة رئيس المحكمة لقرار الإدانة أي مشاعر أو أحاسيس على أزاريا الذي كان يبتسم خلال انتظاره لإصدار القرار وكان والداه بجانبه. لكن والدته صرخت قائلة عليكم أن تخجلوا من أنفسكم لدى مغادرة القضاة. وهتف أقارب أزاريا مرددين بطلنا بعد إصدار الحكم. ومع اقتراب الذكرى الخمسين لاحتلال إسرائيل للضفة الغربية أثارت المحاكمة نقاشا بشأن ما إذا كان الجيش الذي يعتبر منذ فترة طويلة بوتقة انصهار للإسرائيليين على اختلاف مشاربهم وخلفياتهم بات بعيدا كل البعد عن جمهور تحول إلى اليمين في توجهاته إزاء الفلسطينيين وسبل التعامل مع العنف المستمر. توثيق مصور للواقعة أظهر مقطع مصور لواقعة إطلاق النار سجله ناشط فلسطيني في مجال حقوق الإنسان أن السكين لم تكن في متناول الشريف ولم يُعثر على قنبلة معه. وأثارت اللقطات التي وزعت على المؤسسات الإخبارية الاهتمام على المستوى الدولي وسط ما يذهب إليه الفلسطينيون وجماعات حقوقية من أن الجنود الإسرائيليين يستخدمون القوة المفرطة ضد المهاجمين المسلحين بأسلحة خفيفة. وأظهرت استطلاعات دعما شعبيا كبيرا لأزاريا. ففي أحد الاستطلاعات قال نحو نصف اليهود الإسرائيليين إن أي فلسطيني ينفذ هجوما يجب أن يقتل في الحال. لكن على الرغم من حملة لأسرة أزاريا وساسة يمينيين تصف المجند الذي كان عمره 19 عاما وقت الحادث بأنه طفل الجميع جادل أعضاء المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بأن إطلاق النار انتهك القواعد التي تنص على أن الجنود يمكنهم فقط فتح النار في الأوضاع المهددة للحياة. وقال شارون جال المستشار الإعلامي لأسرة أزاريا بعد الحكم لم يقيموا أي وزن للأدلة. بدا الأمر كما لو كانت المحكمة منفصلة عن الحقيقة بأن هذه كانت منطقة هجوم. شعرت أن المحكمة التقطت السكين من على الأرض وطعنت جميع الجنود في الظهر. وقال آسا كاشير المشارك في إعداد مدونة السلوك للجيش الإسرائيلي إن القضاة اتسموا بالدقة. وأضاف كاشير وهو أستاذ الفلسفة في جامعة تل أبيب (وجدوا) أنه من أكثر الأعمال غير المقبولة التي يمكن أن يقوم بها جندي. إنه غير مقبول قانونيا وأخلاقيا ومعنويا- من المستحيل تماما القبول به. وفي بادئ الأمر ساند نتنياهو وزير دفاعه في ذلك الوقت موشيه يعلون في انتقاده لأفعال أزاريا. لكن نفتالي بينيت- وهو زعيم حزب يميني متطرف في ائتلاف نتنياهو الذي يستقي دعما قويا من المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية- جاهر بدعم أزاريا. ثم اتخذ نتنياهو حينئذ خطوة غير معتادة بالاتصال بوالدي أزاريا للتعبير عن تعاطفه بعد اعتقال الجندي. واكتسبت التجمعات الداعمة لأزاريا وبعضها يلقى مساندة من ساسة يمينيين ومغنيين شعبيين قوة دافعة مع مضي المحاكمة قدما. لكن تسيبي ليفيني وهي سياسية تنتمي لتيار يسار الوسط ووزيرة خارجية سابقة قالت بعد الحكم على زعماء يتسمون بالشجاعة والمسؤولية أن يقفوا وراء القوات المسلحة وقادتها اليوم ويقولون إن الحكم يجب قبوله. وفي الخليل تابعت أسرة الشريف تغطية المحاكمة التي استمرت ساعتين ونصف الساعة على الهواء مباشرة. وقال يسري والد الشريف إن القول بأنه مدان خطوة جيدة وليست سيئة ونأمل أن يكون الحكم عادلا. وذكرت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان غاب عن (المحاكمة) القادة والمسؤولون السياسيون والعسكريون الذين حرضوا على قتل الفلسطينيين وأصدروا التعليمات بتسهيل عمليات إطلاق النار عليهم. وسيعلن الحكم على الجندي في وقت لاحق. وقال محامي أزاريا إنه سيطعن على الحكم أمام محكمة عسكرية أعلى درجة. والعقوبة القصوى للقتل غير العمد السجن 20 عاما لكن خبراء قانونيين يتوقعون حكما أقصر. فرانس 24/ رويترز نشرت في : 04/01/2017

مشاركة :