..هل ما تعرض له سامي الجابر في سنته الأولى تدريب يعتبر عادياً أو منطقياً.. اصطدم بوجود لاعبين في غير مستوى الهلال.. أو لا يصلحون.. إما وأنهم لا يؤدون مهامهم التقنية كلاعبين في المبارزات وفي القتالية ويخرجون كثيراً عن النص فيما يتعلق بالجماعية.. فتم تسريحهم مثل عادل هرماش والكوري الجنوبي هوان وبعده ماجد المرشدي وغيرهم.. وإما وأنهم يرتكبون أخطاء فردية قاتلة.. تكررت أكثر من مرة.. كما أن الحظ منع الكوري الجنوبي كواك من الاستمرار بسبب إصابة محيرة.. وبعد أن تعاقد الفريق مع البرازيلي ديجاو.. فاعتقد الجميع أن الهلال أغلق المنفذ الدفاعي الذي كان يعاني منه كثيراً وضيع عليه نقاطاً لم تكن لتضيع.. ثم عزز وسط ميدانه المحوري بكاسيللو وبعميد المنتخب السعودي سعود كريري.. لكن هذا الأخير بدوره أصيب.. على أن حراسة المرمى انتعشت بالقادم شيعان لكنه أصيب أيضاً فكانت فرصة لفايز السبيعي للتألق لكنه دخل مع غيره في ارتكاب الأخطاء القاتلة.. وحتى وأن الشاب سلطان الدعيع ارتكب بعض الأخطاء لكنه مع توالي المباريات اكتسب الخبرة وأصبح أساسياً وقلعة موصدة في متوسط الدفاع.. .. ولم يكن هذا وحسب ولكن تراجع مستوى لاعبين أساسيين.. لاعبين نجوم.. يعول عليهم الفريق في التفوق.. كسالم الدوسري والنجم الكبير نواف العابد الذي دخل دوامة تمرد وغياب وعدم انضباط فهمش نفسه وكأنه لم يكن.. مع العلم أن كل المحللين يجمعون أن العابد موهبة فريدة قد تذكرنا بعمالقة نجوم الكرة السعودية.. فهل تعتقدون أن مدرباً في بداية مشواره وسط الهامورات سيتحمل كل هذه - اللخبطة - وكل هذه الشوائب البشرية وكل عواصف الأخطاء الفردية.. ولعل الأمر وبحسبة تقنية تكتيكية بسيطة نجد أن الواقع فرض على سامي الجابر ترميم كل الخطوط.. توليف كل الخانات.. ابتداء من حارس المرمى إلى قلبي الدفاع.. إلى رجلي المحور إلى إيجاد تركيبة تكتيكية في الهجوم ليغطي بها تراجع مستوى أفضل نجومه.. بالمختصر.. صناعة فريق جديد بالكثير من المقاييس.. .. ومع كل هذه الزوابع يوجد الهلال في الترتيب وصيفاً.. ومازال الهلال يأمل بقوة آسيوياً.. ومازال للهلال الحظوظ العظمي لإحراز كأس الملك.. أي أن سامي اخترق حاجز الصوت للحفاظ على قيمة الهلال.. واحتفالية الهلال.. وغرس ويغرس نهج لعبه وطريقته وأسلوبه الذي لا يخفي المحللون والمتابعون أن طريقته ستثمر قريباً جداً.. وستضمن للهلال الاستقرار التقني والتكتيكي.. والفرجة والاحتفالية.. والتفوق والاكتساح أيضاً.. .. هذا الحظ العاثر الذي واجه سامي في بدايته الأولى.. كان من الممكن أن يشكل كارثة فنية في حالة وجود مدرب أجنبي جديد يلزمه الكثير من الوقت للتصحيح والترميم والمواكبة.. ولو نظرنا إلى كل الأندية في دوري جميل سنجد أن النصر المتصدر هو الوحيد الذي عاش ويعيش الاستقرار البشري ومنذ التخلص من أشباه الأجانب فيما مضى.. أما باقي الأندية فهي متباينة بين صعود ونزول.. بسبب عدم الاستقرار على مستوى اللاعبين أو المدربين أو على المستوى المادي.. لذلك بكامل الأمانة وبكل موضوعية فإن سامي الجابر حقق لنفسه طفرة فنية وصحح العديد من الشوائب والأخطاء وانتقل حالياً للسير في منظومة لعبه بكل ثقة.. لا أجد مبرراً لانسحاب الصحفيين من المؤتمر الصحفي الذي تلا لقاء الهلال والشعلة.. فحضور المساعد عادي وقانوني.. لكن لماذا الإصرار على حضور سامي الجابر أو المقاطعة.. هذه أول مرة أسمع بهذا السلوك.. وفي العالم كله..؟
مشاركة :