أشرف جمعة (أبوظبي) مهرجان الشيخ زايد التراثي في منطقة الوثبة.. قصة تروي تفاصيل الماضي، تحكي كل ما قاله الأجداد وما تناقلته الأيام عنهم، عن بيوت الشَّعر، عن النخيل بتجدده المعهود، عن الجِمال التي تعبر الصحراء تحت سماء القيظ، عن جد الرجال الذين اجتهدوا في البحث عن الرزق في البر والبحر وفي كل مناحي الحياة، عن النساء اللواتي حققن معادلة الاكتفاء الذاتي فصنعن من خوص النخيل كل مدهش على مر الأزمان والعصور، وفي ظلال هذه الحفاوة التراثية يشارك الموروث الشعبي الإماراتي الموروثات العالمية، وهو ما يبرز صورة متأنقة لرحلة العمل مع الطبيعة، وكيف أن الأيدي الماهرة غزلت من نسيج الماضي حرفاً تبهر الحاضر المتجدد، وهو ما يتجلى في اللقطات العابرة التي تسجل بدقة حياة الأولين ودور شعوب العالم في إنضاج ثمرة الموروث والحفاظ على زهوره اليانعة في بساتين الألفة الغامرة. في دهاليز مهرجان الشيخ زايد التراثي، تضج حياة أخرى ترتفع فيها وتيرة التلاقح الحضاري والالتقاء التاريخي على صفحة الوجود في العاصمة أبوظبي حتى تكتسي كل الملامح بلون الماضي بأوراقه النَّدَيّة، بالصورة الناطقة من قلب الطبيعة حيث التشكيل بأصابع اليد، والعمل بحرارة بعيداً عن الآلة العصرية، فهذه المشاهد الحية لها طابع خاص تبرز الحالة الخصبة للمهرجان من حيث التفاعل الكبير على أرضه العامرة بآيات الفن والموروث الشعبي المتنوع بكل تجلياته المبهرة، وما هذه اللقطات إلا دفقات نابعة من جملة الفعاليات والحركة الدائبة لكل المشاركين في هذا المهرجان الذي أتاح للموروثات العالمية أن تزدهي في ثوبها القشيب. كثافة الحضور كثافة الحضور وانطلاقه مع موروثات الشعوب تشكل لوحات من التفاعل الحميم في المهرجان الذي استقطب العائلات وأبناءها فكان الجمهور بحضوره الشفيف عاملاً مهماً في اكتمال فرحة الأسر بالتنوع الحضاري والغزارة الكبيرة للتراث الإماراتي وموروثات الشعوب الأخرى. سجاد يدوي ... المزيد
مشاركة :