إعادة إعمار العراق.. «كعكة» تترصدها فرنسا وشقيقاتها

  • 1/5/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في سبتمبر 2014، وبينما كان تنظيم الدولة على أبواب مدينتي بغداد وأربيل، كان الفرنسي فرانسوا هولاند، أول رئيس غربي يزور العاصمة العراقية والإقليم الكردي بعد وقت قصير من بداية تدخّل التحالف الدولي ضد التنظيم. وبعد أكثر من عامين، حطّ هولاند من جديد في بغداد، الاثنين، في مشهد شبيه بسابقه، لكن مع فارق محوري، وهو أن زيارته هذه تأتي في وقت تكبّد فيه التنظيم خسائر فادحة أجبرته على التراجع على جميع الجبهات، وتطوّق فيه القوات العراقية والكردية، بإسناد جوي من التحالف الدولي، مدينة الموصل (مركز محافظة نينوى)، كبرى مدن الشمال، ضمن عملية بدأت في 17 أكتوبر الماضي. آنذاك (عام 2014)، وفي بغداد، التقى هولاند، الرئيس العراقي فؤاد معصوم، ورئيس وزرائه حيدر العبادي، ليعرب عن دعم فرنسا للحكومة العراقية الجديدة، قبل أن يعلن أنه سيلتقي بعد 3 أيام من ذلك، في العاصمة باريس، نظيره العراقي، خلال مؤتمر مشترك حول «السلام والأمن» لإعادة إعمار العراق. على تلال نينوى هولاند، الذي كان يخشى أن يغادر قصر «الإليزيه» دون أن يحصل على فرصة زيارة الموصل، تمكّن على ما يبدو من تحقيق خطوة يعتبرها مقياسا لنجاحه، وفق مراقبين، حيث تمكّن من زيارة مركز متقدّم على سلسلة من التلال المطلّة على سهل نينوى، على بعد نحو 20 كلم من الموصل (405 كم شمال بغداد). زيارة يعتقد مراقبون أنها تمهّد لمرحلة ما بعد «التحرير»، أي تأمين أكبر قدر من الاستفادة من صفقات إعادة الإعمار، لاسيَّما وأن تحرير الموصل بات أمراً واقعاً.. ومع أن زيارة هولاند تهدف في ظاهرها، قبل كل شيء، إلى تأكيد دعم باريس للسلطات العراقية، سواء للرئيس الكردي فؤاد معصوم، أو رئيس وزرائه حيدر العبادي، وأيضا لرئيس البرلمان سليم الجبوري، أو من خلال لقائه في أربيل رئيس الإقليم الكردي مسعود برزاني، غير أن بعض الخبراء يرون أن للزيارة أهدافا أعمق وأكبر. أهداف اختزلتها تصريحات هولاند، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع العبادي في بغداد، حيث أكد أهمية إعادة إعمار المناطق المحررة من «داعش»، وتوفير الدعم الدولي بهذا الشأن، إضافة إلى ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية في العراق. هولاند كشف في سياق متصل أن باريس ستشارك بكامل طاقتها في عملية إعادة إعمار الموصل، عقب تحريرها من «تنظيم الدولة»، مشددا على أن «فرنسا مستعدة لتنظيم مؤتمر دولي جديد لتمويل والإسهام في عملية إعادة إعمار الموصل والمناطق المحررة. عراق 2003 عملية إعادة الإعمار هي «الكعكة» التي تترصّدها أعين الغرب بنَهمٍ، كلما شارفت عملياته العسكرية في بلد ما على النهاية، وباتت من نقاط الارتكاز في جميع العمليات العسكرية الغربية، سواء في العراق سابقا وحاليا، أو في أفغانستان، أو حتى في ليبيا، بل أضحت النقطة المرجعية التي تتقاطع عندها مصالح القوى الغربية.;

مشاركة :