أنقرة - اف ب: اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس أن الاعتداء الدموي على ملهى ليلي الذي أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه يهدف إلى إثارة الانقسام في المجتمع. وقال أردوغان في أول كلمة يلقيها منذ الاعتداء الذي وقع ليلة رأس السنة في إسطنبول وأسفر عن 39 قتيلاً، إن هذا الهجوم "يهدف إلى إثارة الانقسام والاستقطاب في المجتمع، هذا واضح جداً". وأضاف "سنبقى صامدين وسنحافظ على هدوئنا". وطمأن الرئيس أطياف الشعب التركي لعدم وجود "خطر ممنهج يهدد نمط حياة أحد في تركيا. لن نسمح بحدوث ذلك. خلال 14 عاماً من الحكم، لم نعط فرصة لحدوث ذلك". وتأتي تصريحاته حول الاعتداء الذي يبدو كصفعة بوجه علمانية تركيا في وقت يرى فيه محللون أن تنظيم داعش يهدف إلى تعميق الانقسامات داخل المجتمع التركي. وعكس أردوغان ذلك بقوله إن "هذه الاعتداءات تهدف إلى دفعنا لتفضيل عواطفنا على المنطق"، داعياً إلى عدم الانجرار وراء ذلك. من جهة ثانية، أكّدت السلطات التركية أمس أنها كشفت هوية منفذ الاعتداء الذي ما يزال فاراً على ملهى في إسطنبول ليلة رأس السنة وشنت حملة اعتقالات جديدة في إطار التحقيق. وقال وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو لوكالة أنباء الأناضول "تم التعرف على هوية منفذ اعتداء إسطنبول الإرهابي" دون كشف اسم مرتكب العملية التي أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها. ونشرت السلطات عدة صور للرجل الذي يشتبه في أنه قتل 39 شخصاً معظمهم أجانب كانوا يحتفلون برأس السنة في ملهي "رينا" الليلي الشهير في إسطنبول. وبحسب الوزير تم تفتيش منزل المهاجم وتسعى السلطات إلى معرفة ما إذا كان لديه شركاء. بحسب الإعلام تم صباح أمس اعتقال 20 شخصاً على الأقل يشتبه في علاقتهم بالتنظيم المتطرف في مدينة أزمير غرب تركيا. وقالت الأناضول إن الأشخاص يتحدرون من بلدان في آسيا الوسطى وسوريا. وذكرت صحيفة هبرتورك أن المهاجم بعد ارتكابه مجزرته استقل سيارة أجرة ودفع ثمن التنقل بمال استعاره من مطعم أويغوري في حي يقع شرق إسطنبول. وأشارت وسائل إعلام عدة مطلع الأسبوع إلى أن المهاجم أقام في نوفمبر في كونيا (جنوب) مع زوجته وأولادهما لكي لا يثير الشكوك. وبعد الاعتداء بدأت عملية مطاردة لتوقيف الفاعل الذي فرّ من الملهى الليلي بعد أن بدل ملابسه.
مشاركة :