بعد 15 عاماً من اعتزالها الغناء، عادت نجاة الصغيرة (78 سنة) الملقبة بـ «قيثارة الغناء العربي» إلى الساحة بأغنية جديدة عنوانها «كل الكلام»، كتبها الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي، ولحنها الموسيقي طلال، وتوزيع يحيى الموجي. وأصدرت الأغنية شركة «مزيكا» أول من أمس في كليب، يتضمن لقطات من إطلالات سابقة للفنانة الكبيرة، في أفلامها وحفلاتها. رفضت صاحبة «عيون القلب» الظهور في كليب، فلجأ مخرجه هاني لاشين إلى لقطات أرشيفية وركّبها على مشاهد جديدة تضم بحراً وطيوراً، لتلائم الصوت الرقيق الذي تتميز به نجاة الصغيرة وسبق أن وصفه الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب بـ «بالسكون الصاخب». وكشف فريق العمل في بيان أن التجهيز للأغنية استغرق سنة، بين مصر وفرنسا واليونان، واستعان الموزع بعازفين من تركيا. وكانت صاحبة «أنا بعشق البحر» أبدت رغبتها في العودة إلى الغناء قبل ثلاث سنوات، بلحن للموسيقي طلال الذي اقترح عليها ثلاث أغنيات اختارت من بينها «كل الكلام». التأني الذي مرَّت به نجاة بين قرار العودة، وصولاً إلى إطلاق الأغنية، هو صفة تلازمها منذ نضجها فنياً، فهي عُرِفَت بشدة دقتها إلى درجة تصل إلى حد «الوسوسة». وخلال الفترة تلك استقرت على اللحن، ثم اختارت كلمات الأبنودي وتواصلت مع أرملته الإعلامية نهال كمال، لتستأذنها الحصول على حقوق تقديمها. استقبلت مواقع التواصل الاجتماعي أغنية «كل الكلام» بحفاوة بالغة، خصوصاً مع تزامن إطلاقها مع مطلع العام، وهو ما اعتبره بعضهم «نفحات» من زمن جميل تعد نجاة الصغيرة أحد أركانه، فيما وصل عدد مشاهدات الأغنية إلى 100 ألف في ساعات عدة. تستغرق الأغنية ثماني دقائق، ما يعيد إلى الأذهان بدايات الفنانة الكبيرة مع الأغنيات القصيرة التي تعد أيضاً من ملامح السنوات التي سبقت اعتزالها مباشرة وتعاونت فيها مع ملحنين من عينة المُجَدِد هاني شنودة. لم تكن نجاة المولودة في مصر لأب سوري، قد تجاوزت الخامسة من عمرها عندما بدأت المشاركة في حفلات كانت تقدم فيها أغنيات لمشاهير ذلك الزمن، وبعد نحو عشر سنوات بدأت تقديم أغنيات لُحّنت خصيصاً لها، وكان أن التصق بها لقب «الصغيرة»، لتمييزها عن مغنية مشهورة آنذاك هي نجاة علي. أما اعتزال صاحبة «ساكن قصادي» في العام 2002 فنبع من رغبتها في الحفاظ على صورتها وصوتها في أذهان الجمهور، كما قالت. ولم تظهر بعدها سوى عبر مداخلة تلفزيونية على فضائية «سي بي سي» منتصف 2014 لمناسبة صدور إحدى أغانيها الوطنية عبر الإذاعة للمرة الأولى، بعدما غنتها في آخر حفلاتها عام 1998. وكانت حفلتها في إطار مهرجان قرطاج في تونس عام 2001 طلتها الأخيرة على جمهورها.
مشاركة :