التهديدات بالقتل لم تتوقف عن شارلي ايبدو

  • 1/5/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

باريس- بعد عامين على الاعتداء الذي ادى الى القضاء على فريق تحرير شارلي ايبدو، لا تزال الصحيفة تدافع عن حقها في السخرية من كل شيء حتى وان كانت لا تزال تتلقى تهديدات وان "اصبح الناس اقل تساهلا" معها بحسب مديرها ريس. في السابع من كانون الثاني/يناير 2015 دخلت فرنسا في دوامة العنف الجهادي التي اوقعت الى هذا اليوم 238 قتيلا. في ذلك اليوم اقتحم الشقيقان سعيد وشريف كواشي مقر الصحيفة في باريس وقتلا 11 شخصا بينهم عدد من الرسامين - كابو، ولينسكي، شارب، اونوريه، تينيو. وسرعان ما انتشرت رسالة دعم للصحيفة بعنوان "انا شارلي". ونزل الملايين من الفرنسيين المصدومين الى الشارع في تظاهرة ضخمة دعما للصحيفة التي تعرضت للهجوم لنشر رسوم كاريكاتورية موضوعها النبي محمد. والخميس زار وزير الداخلية برونو لورو ورئيسة بلدية باريس آن ايدالغو مكان وقوع هجومين في كانون الثاني/يناير 2015، الاول اوقع 17 قتيلا في مقر شارلي ايبدو واعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنه والثاني بعد يومين على متجر يهودي اعلن منفذه انه ينتمي الى تنظيم الدولة الاسلامية. وفي الذكرى الثانية للهجوم لم تفقد الصحيفة روح الفكاهة السوداء ونشرت على صفحتها الاولى هذا الاسبوع رسما يظهر شخصا ينظر في فوهة بندقية يحملها اسلامي مع عبارة "2017 اخيرا نرى نهاية النفق. ومبيعات شارلي ايبدو ارتفعت اكثر من العام 2015 وتباع 100 الف نسخة منها اسبوعيا مقابل 30 الفا قبل الهجوم. والاموال التي جمعتها من زيادة مبيعاتها والتضامن معها اتاحت لها التطور وترجم موقعها الالكتروني جزئيا الى الانكليزية واطلقت نسخة المانية للصحيفة مؤخرا. بعد ان اصبحت رمزا لحرية التعبير باتت شارلي ايبدو تدفع ثمن شهرتها لان رسومها تثير بانتظام التهديدات ومشاعر الغضب. ويقول ريس مدير الصحيفة "نلاحظ ان الاشخاص اصبحوا اقل تساهلا مع شارلي ايبدو. انهم يترقبون كل رسم من رسومنا". ويضيف "قبلا كانوا يقولون لنا ان نحذر من الاسلاميين والان علينا ان نحذر من الاسلاميين والروس والاتراك". واعربت موسكو عن استيائها مؤخرا من رسوم تناولت حادث تحطم طائرة عسكرية روسية في البحر الاسود اسفر عن مقتل حوالى مئة شخص. وكان الرئيس فلاديمير بوتين حذر الفنانين الروس من "تصرفات مثيرة للاشمئزاز" تتخطى حدود حرية التعبير، مشيرا الى صحيفة شارلي ايبدو. وفي ايلول/سبتمبر تلقت الصحيفة آلاف الرسائل المهينة من ايطاليا بعد ان نشرت رسما يشبه ضحايا زلزال اماتريتشي العنيف بطبق لازانيا. ويوضح ريس "نشرنا الكثير من هذه الرسوم في الماضي ولم يكن احد يكترث". ويضيف "قبلا كنا نتعرض لمضايقات في فرنسا من جمعيتين او ثلاث جمعيات رجعية، الان لدينا الانطباع ان العالم اجمع يراقب ما ننشره". ويتساءل الصحافي "اذا نشرنا غدا على صفحتنا الاولى رسما كاريكاتوريا عن النبي محمد من سيدافع عنا؟". ويضيف "سيقولون لنا : انكم مجانين لقد بحثتم عن المشاكل. منذ عامين اصبح الناس اقل تساهلا واكثر تشددا". والتهديدات بالقتل لم تتوقف ويعيش العديد من العاملين في الصحيفة تحت حراسة. ونقل مقر الصحيفة الى مبنى اشبه بحصن منيع في مكان سري. ومن الزوار النادرين المخرج الايطالي فرانشيسكو ماتسا الذي تحدث في حديث لصحيفة "ليبيراسيون" نشر الخميس عن مبنى مجهز ببوابات عدة واكياس رمل وجهاز اتصال داخلي وزجاج مصفح وحراس مسلحين وسترات واقية للرصاص. وقال "اذا كشفت العنوان لاي كان فسالاحق قضائيا من قبل الصحيفة بتهمة تعريض حياة افراد للخطر". وقالت كوكو الرسامة التي نجت من الهجوم على الصحيفة "اتفهم جيدا الا يفهمنا اشخاص ويغضبوا منا وصولا حتى الى شتمنا. ما لا افهمه هو الاشخاص الذين يريدون قتلنا".

مشاركة :