في الجبال الصخرية خاصة البركانية منها كما في السعودية، تسكن الأحجار الكريمة ومجوهرات الألماس في باطن الحرات الممتدة على طول الدرع العربي من الشمال الغربي إلى الجنوب الغربي. و"الألماس" حجر نفيس يتكون من الناحية الكيميائية من الكربون النقي الذي يتكون منه الفحم وقلم الرصاص، لكن ذرّات الكربون في الألماس مرتبة وقوية بسبب تعرضها إلى ضغط عال تحت الأرض يقدر بـ 100 ألف طن وبدرجة حرارة عالية تقدر بنحو 2500 درجة مئوية. وأبرز أنواعه، الأحمر، والأورجواني، والوردي، والأخضر، والأزرق، وصفر الكناري، والألماس عديم اللون شديد البياض. تنقسم الأحجار إلى كريمة كالألماس، والزمرد، والياقوت، وشبه كريمة مثل الكوارتز، البريل، والأولفين. حجر القمر من الثروات والكنوز الطبيعية. الزيركون من الأحجار الكريمة المستخرجة من باطن الحرات. ومن أقدم الألماسات المعروفة في العالم ألماسة "جبل النور" التي يعود تاريخ اكتشافها إلى عام 1304 في مناجم جولكندة جنوبي الهند وتزن 800 قيراط، وانتقلت ملكية هذه الألماسة لعدد من ملوك أفغانستان والهند إلى أن حصلت عليها إحدى الشركات الهندية عام 1849، وتم إهداؤها للملكة فيكتوريا عام 1850، كما عرف من الألماسات القديمة "بت أوريجنت" و"أورلف" و"هوب" و"كيولينان" والبعض من الناس يعتقد أن في الأحجار الكريمة علاجا للجسد، مثل ما تقدمه بعض المنتجعات الصحيّة، بيد أنه لم يثبت حتى الآن أيّ دليل علمي على فاعلية العلاج بالأحجار أو أن ألوانها وطاقتها الداخلية وطبيعة إشعاعاتها، على حد قول الدكتور عبد الله البداح مدير المركز الوطني للطب البديل والتكميلي، الذي أكد أن أثر الراحة التي يشعر بها الإنسان في أثناء العلاج بالأحجار في هذه المنتجعات يعود إلى جو الاسترخاء الذي تتميز به هذه الأماكن، وليس للخاصية الفيزيائية أو الكيميائية أو الروحية لهذه الأحجار. ويُقبل الكثير من الشباب الآن على جمع الأحجار الكريمة، بهدف البيع والشراء أو بهدف هواية جمعها فقط، حيث أفاد الشاب نوفل أبو حسن أنه ورث عن والده ــ رحمه الله ــ تركة كبيرة من الأحجار الكريمة النادرة تقدر بأكثر من ثلاثة آلاف حجر طبيعي كريم، يراوح سعر الواحد منها ما بين 500 ريال و40 ألف ريال. وبين نوفل أنه مشترك في موقع إلكتروني لهواة الأحجار الكريمة بالسعودية، بلغ عدد المسجلين فيه حتى الآن أكثر من ألف شخص من مناطق السعودية، مؤكدًا أن محبتهم للأحجار الكريمة لا تنطلق من كونها هواية فقط، مثل باقِي الهوايات التي يمارسها الشباب، ويمكن بيعها والكسب منها. ووفقا للدكتور زهير بن عبد الحفيظ نواب رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، فإنه من المحتمل العثور على الألماس في الحرات والصخور الرسوبية القديمة في السعودية ذات العُمق الكبير، بسبب وجود أحجار الزبرجد الزيتوني، والبيروب، والجارنيت، ومعدن الكروم ديوبسيد الغنية بعنصر الكروم، حيث إن هذه المعادن تدل على وجوده، إلا أن ذلك يحتاج للمزيد من الدراسات الجيولوجية ليتم التأكد منه. وأكد الدكتور نواب في حديث لوكالة الأنباء السعودية، أن العمل يجري الآن على اكتشاف الألماس في السعودية، نافيًا ما يطلق عليه بعض الأشخاص اسم "الألماس السعودي" الموجود على بعض أحجار المرو "الكوارتز" الشفافة الموجودة ضمن الكثبان الرملية في مناطق حفر الباطن، والزلفي، والخرج، والعلا. وتقدر تجارة الأحجار الكريمة والمجوهرات حجم التداول في هذه التجارة عالمياً بأكثر من 25 مليار دولار في السنة الواحدة، نالت المملكة العربية السعودية منها خمسة مليارات دولار، وسط توقعات بنمو هذا الرقم محليا إذا تم تنظيم العمل فيها، ودعم توطين صناعتها وتجارتها لتسهم مع الثروات الطبيعية الأخرى في صناعة اقتصاد وطني مهم وجاذب إقليميًا وعالميا. وبلغ عدد الأحجار الكريمة المتداولة في العالم ما يقارب ألفي حجر، استخدم منها في ترصيع المجوهرات 200 حجر، برز منها "الألماس"، يوجد معظمها بألوان وأحجام مختلفة في رواسب ضفاف الأنهار الناضبة والقديمة، ومصبات الأنهار الجارية في الأودية.
مشاركة :