استقرت أسعار النفط أمس بدعم من بيانات أظهرت انخفاض مخزونات الخام الأمريكية وزيادة قياسية في مبيعات السيارات بالولايات المتحدة على الرغم من أن الشكوك المستمرة حول التزام المنتجين بتعهداتهم بشأن خفض الإنتاج ما زالت تؤثر في الأسواق. وجرى تداول خام غرب تكساس الوسيط في العقود الآجلة مقابل 53.27 دولار للبرميل بزيادة سنت واحد عن سعر آخر تسوية عندما صعدت الأسعار اثنين بالمئة. وتلقت أسعار خام غرب تكساس الوسيط دعما من تقرير معهد البترول الأمريكي الذي أظهر أن مخزونات الخام الأمريكية انخفضت بواقع 7.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الثلاثين من ديسمبر/ كانون الأول إلى 482.7 مليون برميل. كما دعمت مبيعات السيارات الأمريكية خام غرب تكساس الوسيط حيث زادت 1.3 بالمئة في ديسمبر/ كانون الأول على أساس سنوي لتصل إلى مستوى قياسي مرتفع بلغ 17.55 مليون وحدة في 2016. وفي أسواق النفط العالمية جرى تداول خام القياس العالمي مزيج برنت مقابل 56.40 دولار للبرميل بانخفاض قدره ستة سنتات عن آخر تسوية. وجاء أداء برنت الضعيف نسبيا مقارنة بخام غرب تكساس الوسيط على خلفية شكوك بشأن التطبيق الكامل لخطط منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وغيرها من كبار المنتجين لخفض الإنتاج. من جهة ثانية وقعت شركة إس-أويل ثالث أكبر شركة لتكرير النفط في كوريا الجنوبية اتفاقا لبيع ديزل ونفتا ووقود طائرات بقيمة إجمالية 1.2 تريليون وون (مليار دولار أمريكي) خلال العام الحالي إلى شركة أرامكو السعودية أكبر مساهمي الشركة الكورية. وقالت إس-أويل في بيان لبورصة سول امس إنها ستبيع 38 مليون برميل من المنتجات المكررة لشركة أرامكو السعودية لبيع المنتجات البترولية الذراع التجاري لأرامكو. ووقعت إس-أويل قبل عام اتفاقا لبيع ما يصل إلى 24 مليون برميل من الديزل وما يصل إلى 20 مليون برميل من النفتا للشركة السعودية. ووفقا للاتفاق الذي يشمل عام 2017 بأكمله وافقت إس-أويل على توريد ما بين 10 و28 مليون برميل من الديزل وما بين ستة وثمانية ملايين برميل من النفتا وما بين مليون ومليوني برميل من وقود الطائرات. وبالنسبة لمنتجات الديزل قالت إس-أويل إنها ستورد الديزل الخفيف الفائق الجودة والديزل الخفيف والنفتا الخفيفة. وتشتري إس-أويل جميع احتياجاتها من الخام من أرامكو السعودية التي تمتلك حصة 63 بالمئة في الشركة الكورية. وفي نوفمبر تشرين الثاني الماضي باعت إس-أويل 11 مليون برميل من النفتا لشركة الصناعات البترولية الكورية. وفي سياق متصل قالت شركة أرامكو أمس إنها رفعت سعر فبراير/ شباط لخامها العربي الخفيف في الشحنات المتجهة إلى العملاء الآسيويين بواقع 0.60 دولار للبرميل مقارنة مع يناير/ كانون الثاني إلى خصم قدره 0.15 دولار للبرميل عن متوسط خامي سلطنة عمان ودبي. وخفضت الشركة سعر البيع الرسمي للخام إلى شمال غرب أوروبا بواقع 0.50 دولار للبرميل في فبراير/ شباط عن الشهر السابق ليصبح بخصم قدره 4.70 دولار للبرميل عن المتوسط المرجح لخام برنت. وتحدد سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف المتجه إلى الولايات المتحدة في فبراير شباط بعلاوة 0.25 دولار للبرميل فوق مؤشر أرجوس للخام العالي الكبريت بارتفاع 0.20 دولار للبرميل عن الشهر السابق. وقال مصدر إن أرامكو تجري مباحثات مع زبائن بشأن خفض محتمل في الإمدادات يصل إلى 7% في شحنات فبراير. من جهة أخرى أعلن وزير النفط العراقي جبار علي حسين اللعيبي أمس إن العراق بدأ إجراءات خفض الإنتاج الوطني من النفط الخام مع مطلع العام الجديد 2017، انسجاما مع قرار منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك. وقال اللعيبي، في بيان صحفي، إن العراق يؤكد التزامه بقرار أوبك، الذي اتخذ في الاجتماع الأخير في فيينا، من خلال وضعه خطة مدروسة لخفض الإنتاج من حقول البلاد مع مطلع العام الجديد، وأن العراق يتعامل بحكمة مع هذا الملف. وأضاف أن العراق يعمل مع المنتجين من داخل وخارج منظمة أوبك للسيطرة على تخمة المعروض النفطي في السوق النفطية العالمية، وتحقيق التوازن المطلوب بين العرض والطلب وبما يدعم أسعار النفط خلال المرحلة القادمة. وأوضح أن قرار خفض الإنتاج النفطي هو لمعالجة مشكلة انخفاض أسعار النفط في السوق العالمية وسوف تنتفي الحاجة إليه حال تحقيق أهداف المنتجين.
مشاركة :