أظهر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) لشهر كانون الأول (ديسمبر) أن كل صانعي السياسة النقدية تقريبا يعتقدون أن الاقتصاد قد ينمو بخطى أسرع بفضل إجراءات التحفيز المالية وأن كثيرين منهم يتوقعون وتيرة أسرع لزيادات أسعار الفائدة. وأشارت الوثيقة التى نشرت أمس إلى أن سياسات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب الخاصة بزيادة الإنفاق الحكومي وخفض الضرائب، ستكون سببا لتبني سياسات نقدية أكثر تشددا وزيادة أسعار الفائدة الأمريكية في المستقبل القريب. وبحسب "الألمانية"، فقد ذكر محضر الاجتماع الأخير للجنة السوق المفتوحة المعنية بإدارة السياسة النقدية أن جميع المشاركين في الاجتماع تقريبا وعددهم 17 عضوا اتفقوا على أن هذه المخاطر التي تواجه توقعاتهم بشأن النمو الاقتصادي تزايدت نتيجة احتمالات تبني سياسات مالية أكثر توسعية في السنوات المقبلة. ونتيجة هذا الاقتناع قرر اجتماع اللجنة الأخير الذي عقد يوم 14 كانون الأول (ديسمبر) الماضي زيادة سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية ليراوح بين 0.5 في المائة، و0.75 في المائة. ورأى بعض المشاركين في اجتماع اللجنة، أن تزايد المخاطر المتعلقة بالنمو الاقتصادي وارتفاع معدل تضخم أسعار المستهلك خلال الشهور الأخيرة أو احتمال ارتفاع أسعار النفط بصورة أكبر أدت إلى زيادة المخاطر التي تواجه توقعاتهم بشأن معدل التضخم، في المقابل فإن أعضاء آخرين أشاروا إلى أن ارتفاع قيمة الدولار أمام العملات الأخرى يمكن أن يخفض الضغوط التضخمية. ومازال أغلب الأعضاء يرون إمكانية الزيادة "التدريجية" لسعر الفائدة وصولا إلى الأسعار الطبيعية التي كانت قد وصلت إلى مستويات غير مسبوقة قبل الأزمة المالية التي تفجرت في خريف 2008. وكان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب الذي سيتولى السلطة رسميا يوم 20 من الشهر الحالي قد تعهد بزيادة الإنفاق على مشاريع البنية الأساسية وخفض ضرائب الأفراد والشركات. وذكر محضر اجتماع لجنة السوق المفتوحة أن المشاركين شددوا على حالة الغموض الكبيرة التي تحيط بتوقيت وحجم ومكونات أي سياسة مالية مستقبلية والمبادرات الاقتصادية الأخرى، وكذلك التي تحيط بالتأثير المحتمل لهذه السيارات في العرض والطلب في الأسواق، لكن المحضر لم يشر إلى الرئيس المنتخب ترمب بالاسم في تقديراته. وعقب زيادة الفائدة في اجتماع كانون الأول (ديسمبر) أبلغت جانيت يلين رئيسة مجلس الاحتياطي الصحافيين أن انتخاب ترمب وضع البنك المركزي الأمريكي تحت "سحابة من عدم اليقين". ويراهن المستثمرون في "وول ستريت" على أن المرة القادمة التي سيرفع فيها مجلس الاحتياطي أسعار الفائدة ستكون في حزيران (يونيو) وربما يقرر زيادتين فقط للفائدة بحلول نهاية العام. وأغلقت الأسهم الأمريكية مرتفعة عقب نشر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي لشهر كانون الأول (ديسمبر) حيث يتوقع المحللون والمستثمرون زيادات أسرع في أسعار الفائدة لكبح التضخم.
مشاركة :