لم تكن المواجهة التي جمعت العربي والسيلية في الجولة الـ14 من دوري نجوم قطر والتي انتهت بفوز الأخير بهدف نظيف سوى واحدة من لوغاريتمات كرة القدم بما تحمله من أحداث وسيناريوهات قد تخالف المنطق في كثير من الأحيان وهذا ما يضفي عليها طابع التشويق والإثارة لعشاقها. وباسترجاع أحداث المواجهة نجد أن سير المباراة منذ انطلاقها وحتى صافرة النهاية كانت في اتجاه واحد فقط لصالح الفريق العرباوي الذي نجح في فرض سيطرته علي مجريات اللعب واستطاع لاعبوه خلق العديد من الفرص السهلة لكنها ذهبت جميعا أدراج الرياح بسبب افتقاد الفريق للمهاجم القناص. في المقابل تعامل السيلية مع المباراة بواقعية شديدة لإدراكه مدى الفارق الكبير في الإمكانيات الفنية بين لاعبيه وبين لاعبي المنافس لذلك عمد التونسي سامي الطرابلسي مدرب الفريق على مبدأ التأمين الدفاعي مع الاعتماد على شن هجمات مرتدة سريعة لمباغتة الخصم وهو ما نجح فيه بالفعل بعد أن خطف هدف الفوز في الدقائق الأولى من المباراة قبل أن يحافظ علي النتيجة للنهاية. وحتى لا يذهب البعض إلى القول إن السيلية لا يستحق الفوز لأنه لم يقدم المردود الإيجابي في المباراة لعبا وأداء فبالعودة بالزمن قليلا إلى مواجهة القسم الأول نجد أنها نسخة بالكربون من سيناريو المباراة الأخيرة مع اختلاف المواقف حيث كان السيلية هو الأفضل من كافة الأوجه لكن العربي استطاع خطف الفوز بهدف أيضا. وخلاصة القول يمكن التأكيد أن السيلية حصد أغلى 3 نقاط له في المسابقة حتى الآن خلال مهمته الصعبة للهروب من دوامة الهبوط حيث ابتعد نسبيا عن صراع مؤخرة جدول الترتيب لكنه مطالب بأن يستثمر الدفعة المعنوية من جراء الفوز لمزيد من الجهد وحصد النقاط في المباريات المقبلة بينما يتطلب الأمر وقفة جادة داخل الفريق العرباوي لتصحيح الأمور داخل الفريق لاسيما فيما يتعلق بمدى التزام وانضباط لاعبيه حتى لا تتفاقم الأوضاع إلى ما لا يحمد عقباه.;
مشاركة :