دعا عضو مجلس إدارة الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني، غسان سرحان، كل الشعب البحريني، إلى «الاستمرار في الوقوف حائط صد في وجه محاولات التطبيع الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، طبقاً لإملاءات الأميركان والدول العظمى، وتكثيف الجهود، وخصوصاً في ظل الصمت الرسمي والإعلان عن رفض تدنيس أرض بلادنا بأقدام الصهاينة وخصوصاً وفد كونغرس الفيفا المقبل، فالمكانة الرياضية أو التجارية أو الدولية لا تساوي دم شهيد واحد من شهداء شعبنا العربي، فما بالكم بالآلاف التي قدمها شعب الشهداء». جاء ذلك خلال ندوة نظمتها جمعية تجمع الوحدة الوطنية، مساء أمس الأول (الأربعاء)، وحضرها عدد من رؤساء الجمعيات السياسية والإسلامية. سرحان تحدث عن موقف البحرين من التطبيع مع الكيان الصهيوني، واستشهد بعدد من المواقف التي حصلت خلال الأعوام الماضية، وتعكس وجود تطبيع عربي مع الكيان الصهيوني. وقال: «مرت أكثر من خمسة أعوام ولم أرَ عن نفسي في البحرين إجماعاً شعبياً على مطلب من كل تيارات مشارب الشعب البحرين، كالذي نشهده اليوم في الوقفة المشرفة التي يقفها هذا الشعب الذي قدم الغالي والنفيس في سبيل قضيته الرئيسية قضية فلسطين، الأمر الذي يؤكد أن القلب مازال يرف باتجاه فلسطين حتى وإن كانت الريح الدنيئة جارفة». وبيّن أنه «بالنظر إلى الساحة البحرينية فلقد مرت علينا في الأعوام القليلة الماضية الكثير من المعلومات والمواقف والأحداث التي نستشف منها أن هناك من يدفع عجلة التطبيع قدماً بخطى واسعة سعياً لتصفية القضية الفلسطينية تصفيةً نهائية، تلك الخطوات التي اعتقد البعض مخطئاً أنها ستمر مرور الكرام على شعبنا العربي الغارق في مشاكله القُطرية». واستذكر سرحان «قيام إحدى الجهات بتنسيق زيارات للمواطنين البحرينيين لزيارة الأراضي المحتلة عبر معابر يسيطر عليها الكيان الغاصب، تارة بحجة الفن وتارة أخرى بحجة كسر الحصار على أهلنا في الداخل الفلسطيني المحتل، وهو الأمر الذي يشكل خطورة كبيرة ويهدف لكسر الحاجز النفسي، وتسريب قبول التعامل مع الأجهزة الإجرامية للكيان الغاصب، وهو ما يخالف موقف معظم فصائل المقاومة الفلسطينية والعربية، الأمر الذي نعتبره تطبيعاً فجاً وجلياً وندعو لمقاطعة كل من يدعو لهذه الزيارات أو يشارك فيها، وعلى رغم إعلان خطورة هذه الخطوة ورفضها إلا أن أحداً لم يحرك ساكناً لإيقاف هذا العبث». وتطرق إلى «إغلاق مكتب مقاطعة البضائع الصهيونية وتسرب الكثير من البضائع إلى السوق المحلية البحرينية، وآخرها في العام الماضي عندما شهدنا في الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني، وجود لباس في أحد المحلات (في مجمع تجاري) والذي يحمل شعار شرطة الكيان الغاصب وكلمات باللغة العبرية، وعلى رغم إعلاننا لذلك إلا أننا لم نجد أحداً في الدولة قد تحرك تجاه المحل المذكور الذي خاطبناه وتعهد بإزالة البضائع واكتشفنا لاحقاً أنه أعادها». وأشار إلى «تسريب كتب إحدى المدارس في البحرين، والذي تدرس فيه خريطة العالم العربي (الشرق الأوسط) وكتب عليها إسرائيل بدلاً من فلسطين، والذي قامت وزارة التربية مشكورة بالإعلان عن سحبه». وتحدث عن زيارة وفد صهيوني تحت عنوان كونه يهودياً، «وبغض النظر عن أننا نحترم الدين اليهودي، كما نحترم باقي الأديان ونؤكد أن عداءنا من الحركة الصهيونية المجرمة وليس مع الدين اليهودي، والمقاطع المصورة التي تسربت والتي تبين تسليمهم لشمعدان لأحد تجار البحرين، وقيامهم بالرقص وغناء ذات الأغنية التلمودية التي غناها الصهاينة عقب هزيمة 67، والتي يشاع بأنها تدعو لإقامة الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى». وانتقد سرحان الصمت الرسمي إزاء ما صدر من الوفد المذكور، «وهو ما يجعلنا نجدد مطلبنا لفتح تحقيق شفاف حول الزيارة»، متسائلاً: «هل تسرب وفد صهيوني إلى أرض بلادنا وحقق اختراقاً أمنياً والأجهزة الأمنية غافلة بحجة كونهم يهوداً؟، أو هل هذا الوفد فعلاً منظمة يهودية ترفض الصهيونية وقيام دولة الكيان كما أشيع وهو ما نستبعده، أو هل دخل هذا الوفد بدراية الدولة وموافقتها ومن هو المسئول عن تلك الموافقة الأمر الذي يستوجب محاسبته على ما اقترفه من إثم إعلان ذلك لشعبنا البحريني على وجه الخصوص والعربي على وجه العموم».
مشاركة :