أكدت تركيا أمس الخميس (5 يناير/ كانون الثاني 2017) على حقها في إغلاق قاعدة جوية رئيسية تستخدمها قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة لضرب الإرهابيين في سورية مع تصاعد التوتر بين أنقرة وواشنطن، الحليفتان في حلف شمال الأطلسي. وصرح المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين إن لتركيا الحق في إغلاق قاعدة «إنجرليك» الجوية في محافظة أضنة جنوب تركيا في إطار حقها السيادي. وأضاف «لدينا دائماً الحق في أن نقول (سنغلقها) ولكن كما قلت يجب تقييم الظروف». إلا أنه أضاف أن السلطات التركية لا تجري أية عمليات تقييم طارئة لتقرر ما إذا كانت ستغلق القاعدة أمام طائرات التحالف. وتشارك تركيا في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» في سورية وتسمح للطائرات الغربية باستخدام قاعدة «إنجرليك» لانطلاق عملياتها. وتاتي تصريحات كالين عقب انتقاد وزراء أتراك الولايات المتحدة بسبب ما قالوا إنه عدم تقديمها الدعم الكافي لهم في تدخلهم في شمال سورية. وصرح وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو الأربعاء إن أنقرة لم تتلق أي دعم من الولايات المتحدة في جهودها لانتزاع مدينة الباب من أيدي تنظيم «داعش» في معركة شهدت قتالاً عنيفاً. ونقل عنه تلفزيون «ان تي في» قوله «شعبنا يتساءل: «لماذا تسمحون للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة باستخدام قاعدة إنجرليك؟». وصرح وزير الدفاع التركي، فكري إيشيك الأربعاء بأن تركيا «تدرس» التواجد الأميركي في «إنجرليك». إلا أن واشنطن سعت إلى تهدئة أنقرة ووصفت القاعدة بأنها «لا غنى عنها» في القتال ضد تنظيم «داعش». وصرح الضابط الأميركي البارز، الكولونيل جون دوريان «العالم كله أصبح أكثر أماناً بفضل العمليات التي تمت» من قاعدة إنجرليك. وقبل أيام من مغادرة الرئيس الأميركي باراك أوباما البيت الأبيض، ألمح كالين إلى أن إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب ستكون أفضل بالنسبة للعلاقات الأميركية التركية. وقال «لديّ شعور بأن إدارة ترامب ستأخذ حساسيات تركيا بشأن هذه المسألة في الحسبان». وفي تطور آخر، تعرضت تركيا أمس (الخميس) لهجوم جديد أسفر عن قتيلين في مدينة أزمير الساحلية، وذلك بعد خمسة أيام من اعتداء إسطنبول الذي لا يزال منفذه فارا. واستهدف الهجوم الجديد بواسطة سيارة مفخخة محكمة في أزمير (غرب) وأسفر عن مقتل شرطي وموظف وفق وسائل الإعلام التركية التي أضافت أن الشرطة قتلت أيضاً «إرهابيين» بعد التفجير. وأشارت وكالة «دوغان» للأنباء إلى إصابة ستة آخرين بينهم ثلاثة شرطيين. وياتي الهجوم في وقت تواصل السلطات التركية ملاحقة منفذ اعتداء إسطنبول الذي تمكن من الفرار بعد قتله 39 شخصاً وإصابته عشرات آخرين خلال احتفالهم بليلة رأس السنة داخل ملهى رينا. وتبنى تنظيم «داعش» الاعتداء. وقال محافظ أزمير إن السلطات تشتبه بأن حزب العمال الكردستاني يقف وراء الاعتداء. وأضاف «قتل أحد شرطيينا لكنه منع سقوط عدد كبير من الضحايا». وذكرت وكالة أنباء «الأناضول» الحكومية أن المهاجمين فجروا السيارة المفخخة حين توقفوا عند حاجز للشرطة أمام المحكمة، لافتة إلى توقيف شخصين يشتبه بارتباطهما بالهجوم. وقال نائب رئيس الوزراء، ويسي قايناق «انطلاقاً مما تزودوا به، يبدو أن الهدف كان ارتكاب مجزرة أكبر». ونقلت وكالة «دوغان» عن قايناق أنه تم العثور مع المهاجمين الذين قتلتهم قوات الأمن على بندقيتي كلاشنيكوف وقاذفات صواريخ وثماني قنابل يدوية. وفي إطار التحقيق بشأن اعتداء رأس السنة في إسطنبول، اعتقل العديد من الأشخاص الذين يشتبه بأنهم شركاء المهاجم الخميس في سيليفري قرب إسطنبول، وفق «الاناضول». والخميس، نقلت وسائل الإعلام عن قايناق أن الرجل الذي نشرت العديد من صوره يتحدر على الأرجح من أصل أويغوري وأن السلطات على وشك تحديد مكانه. وقالت «دوغان» إن عمليات دهم في أزمير بعد اعتقال نحو عشرين شخصاً أتاحت العثور على مناظير ليلية ومعدات عسكرية وجوازات سفر مزورة. وأضافت الخميس أنه تم تعزيز التدابير الأمنية على الحدود مع اليونان وبلغاريا، مشيرة إلى عمليات تفتيش يخضع لها المغادرون من أفراد وسيارات. وعلى وقع استمرار الاعتداءات، قضت محكمة تركية أمس (الخميس) بالسجن المؤبد لضابطين برتبتي كولونيل وميجور بسبب دورهما في المحاولة الانقلابية في 15 يوليو/ تموز، في أول حكمين يصدران في أكبر عملية قضائية في تاريخ البلاد.
مشاركة :