فضت قوات الأمن المغربية بالقوة صباح أمس الخميس (5 يناير/ كانون الثاني 2017) اعتصاماً لناشطين في الحراك الاجتماعي بمدينة الحسيمة شمال البلاد حيث قتل محسن فكري بائع السمك داخل شاحنة نفايات، ما تسبب في إصابات واعتقالات، بحسب مصدر حقوقي. وهي المرة الأولى التي يستخدم فيها الأمن القوة لتفريق المتظاهرين بعد مقتل فكري (30 عاماً) في 28 أكتوبر/ تشرين الأول في الحسيمة عندما علق في شاحنة لنقل النفايات بينما كان يحاول على ما يبدو إنقاذ أسماكه التي صادرتها الشرطة. وأثارت الظروف المروعة لمقتل فكري موجة غضب عارمة في الحسيمة حيث خرج الآلاف في تظاهرات، وتحول مقتله إلى ملف اجتماعي مع مطالبة النشطاء إلى جانب محاكمة الجناة، بحل المشاكل الاجتماعية في المدينة وخصوصاً البطالة ومحاربة أشكال الفساد. وقال ممثل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في مدينة إيمزورن محمد بصيري التي يتحدر منها محسن فكري، في اتصال مع «فرانس برس» أمس (الخميس) إن «النشطاء نفذوا أمس اعتصاماً في وسط المدينة عقب قيام السلطات بوضع حواجز حديدية في المكان لتنظيم معرض للصناعة التقليدية». وبحسب المصدر نفسه فقد «اعتبر النشطاء أن قيام السلطات بتخصيص المكان لمعرض للصناعة التقليدية وإحاطته بحواجز حديدية هو محاولة لمنع الاحتجاجات التي تلت مقتل محسن فكري». وأظهرت مجموعة من اللقطات على مواقع التواصل الاجتماعي وقوع إصابات واعتقالات وسط حضور أمني كثيف وسيارات لتفريق المتظاهرين بواسطة المياه. كما قالت زهرة قوبيع ممثلة فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في الحسيمة لـ «فرانس برس» إن «عدد المصابين غير معروف لأن الناس تتجنب الذهاب إلى المستشفى مخافة الاعتقال». وأضافت قوبيع «تم إطلاق العتقلين مباشرة بعد اعتقالهم». وأكد البصيري أن تظاهرة جرت ظهر الخميس خرج فيها تلاميذ المدينة للتضامن مع المعتقلين والمصابين.
مشاركة :